عبدالرحمن سمير يكتب...عام على السابع من أكتوبر!
يذكرنا اليوم السابع من أكتوبربإنة من أسوأ الأعوام مروراً على الأمة العربية والإسلامية منذ عقود ضعفا ومهانة وتفرقا وانتكاسا للعروبة وبعدا عن التعاضد الإسلامى الذى طالبنا به الشرع الحنيف والهدى النبوى .فقد قال النبى( صلى الله عليه وسلم) فى الحديث الشريف (انصر أخاك ظالما أو مظلوما فرد الصحابة ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما )لم نستطع نصره المظلومين من أهلنا في غزة لا نصرة فى الدين ولا نصرة فى العروبة ولا حتى نصرة للنخوة والإنسانية.عام مر تم تدمير غزة تدميراً كاملاً بلا أمل فى إعادة إعمارها على المدى القريب وإبادة لشعبها الآبى الصامد الذى أفسد على العدو الإسرائيلي فرحته وغطرسته بصموده وتمسكه بأرضه ورفضا لفكرة التهجير القسري الذى كانت تنشده إسرائيل.عام مر بدأ بجبهة الإسناد من حزب الله في لبنان نصرة لغزة واهلها لينتهى العام باختراق غير مسبوق وغير متوقع من إسرائيل لكل اتصالات حزب الله بدءا من تدمير أجهزة البيجر وقتل وإصابه الآلاف من أنصار حزب الله ثم انفجار الأجهزة اللاسلكية لتقتل و تصيب الآلاف أيضاً وتكمل إسرائيل تفوقها الاستخباراتى والمعلوماتى والتكنولوجي بقتل قادة حزب الله بدءاً من فؤاد شكر مرورا بقادة وحدة الرضوان وانتهاء بقتل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله..ضربات متوالية من العدو الإسرائيلي لحزب الله لم نكن نتوقعها أو نتخيلها أبدا .لكن ما حصل قد حصل وتوشك لبنان أن تصبح غزة أخرى فهل من استفاقة عربية وإسلامية قبل فوات الأوان أم سيكون لبنان وأهله لقمة سائغة فى فم العدو الإسرائيلي.بعد مقتل السيد حسن نصر الله تعالت الأصوات متهمة إيران أنها قد باعت حژب الله وقياداته من أجل عقد صفقة مع امريكا وإسرائيل وأن إيران مستعدة للتضحية بحزب الله فى سبيل ذلك وانها لا تقاتل إلا بالأذرع التابعة لها فى لبنان وسوريا والعراق واليمن وأنها فى سبيل الابقاء على حماية مشروعها النووي تضحى بكل ذلك . هذه التحليلات لها ما يبررها وهى صحيحة فعلا مما جعل إيران تخشى من انفراط عقد تلك الأذرع المسلحة التابعة لها وخط الدفاع الأول عنها وعن مشروعها الإستراتيجي فاضطرت الى الرد الصاروخى على إسرائيل انتقاما لمقتل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ولمقتل السيد حسن نصر الله حتى وإن كانت الضربات الصاروخية غير مؤثرة واستعرلضية فى نظر البعض وذرا للرماد فى العيون ولكن البعض الآخر رأى فيها ردا قويا ورسالة واضحة للعدو الاسرائيلي أنه يمكن ضربه فى عمقه أكثر واكثر. مازالت الحكومات العربية والإسلامية تعتمد اعتمادا كليا على الدور الأمريكي فى وقف تلك الهمجية وهذا التدمير الممنهج وكأنها تصدق أن الولايات المتحدة تريد وقف تلك المجازر في غزة ولبنان وهذا غير صحيح بالمرة امريكا لها خططها الاستراتيجية لتغيير وجه الشرق الأوسط كله والتصريحات الأمريكية والوساطة النى تقوم بها هى توزيع للادوار فقط فلو أرادت امريكا وقف الحرب والإبادة لفعلت. عام مر لم تستطع إسرائيل كسر المقاومة الفلسطينية فى غزة ولم تستطع تحرير الأسرى بل قتلت الكثير منهم فنتانياهو وحكومته لا يعنيهم ملف الأسرى عند حماس والمقاومة الفلسطينية كل ما يهم هذه الحكومة المتطرفة قتل وابادة الشعب الفلسطيني وتدمير لبنان وحزب الله وخلق شرق اوسط جديد تصبح لإسرائيل اليد الطولى فيه سياسياً وعسكريا واقتصاديا وتهيمن على هذه المنطقة العربية للابد .عام مر أثبتت الشعوب العربية والإسلامية ضعفها وانها لاهية هنا وهناك قداضناها لقمة العيش ومرارته والضغوط الاقتصادية والإجتماعية التى تعانيها فلم يعد من اولوياتها نصرة فلسطين او لبنان سوى بالمعونات القليلة وبالعبارات المنددة بالعدوان .عام مضى اتضح للعالم كله ازدواجية المعايير الدولية والقوانين التي لا تطبق إلا على الضعفاء من الشعوب والدول .عام مر ماتت فيه جامعة الدول العربية ودفنت فلا تسمع لها إلا التنديد والشجب حتى معاهدات الدفاع المشتركة المنصوص عليها فى بنودها لا تذكر أبدا..عام مر لا نعرف ما الذى يخبئه لنا العام الثاني على حرب غزة وما سوف يحدث في الأيام والأسابيع والشهور القادمة .