الجارديان: على كامالا هاريس أن تنأى بنفسها عن نهج بايدن ”الكارثي” تجاه غزة
حثت الكاتبة الأمريكية مويرا دونيجان، نائبة الرئيس الأمريكي ومرشحة الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة كامالا هاريس على أن تنأى بنفسها عن نهج الرئيس الأمريكي جو بايدن "الكارثي" بشأن غزة.
وقالت دونيجان - في مقال بصحيفة الجارديان البريطانية، - إن نهج بايدن تجاه إسرائيل خلال حربها في غزة كارثي، سواء من الناحية الأخلاقية أو الاستراتيجية ، والوقت ينفد أمام هاريس للانفصال عن هذا النهج وإلا ستتكبد ثمنا باهظا.
وأضافت أنه خلال ظهورها هذا الأسبوع في برنامج حواري، سُئلت كامالا هاريس كيف ستختلف رئاستها عن رئاسة جو بايدن .. وردت بالقول: "لا يوجد شيء يتبادر إلى ذهني".
واستغلت حملة منافسها مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب هذا التعليق، واستخدمته في محاولة للاستفادة من عدم شعبية بايدن وإلقاء اللوم على هاريس في القضايا التي يبدو أنها تثير غضب ورعب مؤيديهم أكثر من غيرها، من بينها ارتفاع التضخم والهجرة .. لكن التعليق أثار أيضا حفيظة بعض أعضاء قاعدة هاريس نفسها: أي الناخبين الشباب والتقدميين وغير البيض الذين أصيبوا بالذهول إزاء المعاناة التي ألحقتها إسرائيل في حربها المدعومة من الولايات المتحدة على غزة.
وقالت دونيجان إنه إذا لم تتمكن هاريس من التفكير في أي طريقة تختلف بها عن بايدن، فقد يكون لدى هؤلاء الناخبين بعض الاقتراحات لها ، مؤكدة أن نهج بايدن تجاه إسرائيل كان كارثة أخلاقية على جبهات متعددة، فقد أدت حملة إسرائيل غير المتناسبة من المذابح العشوائية في غزة إلى المجاعة والطاعون وعشرات الآلاف من القتلى.
وشكل هذا الأمر عبئا انتخابيا، مما أدى إلى تنفير الناخبين المسلمين والعرب الأمريكيين في ولاية ميشيجان الحاسمة، وإحباط نسبة الإقبال على التصويت بين الناخبين الشباب الذين اعتمد عليهم الديمقراطيون منذ فترة طويلة والذين كانوا جزءا حاسما من فوز بايدن في عام 2020.
ووصفت الكاتبة الأمريكية الأمر بأنه "كان فشلا استراتيجيا كاملا"، إذ توسعت إسرائيل الآن في حربها إلى لبنان، والمنطقة على شفا صراع واسع النطاق مع إيران، والعالم كله يراقب القادة الأمريكيين يفشلون في ممارسة أي ضغط ذي مغزى أو عواقب ملموسة على إسرائيل التي استخدمت عددا كبيرا من الأسلحة الأمريكية في حين تجاهلت تماما التعليمات الأمريكية.
وأضافت أن تعامل إدارة بايدن مع حرب غزة كان كارثيا ومحرجا على المستوى الدولي، كما أنه لم يحظ أيضا بشعبية على المستوى المحلي، مما تسبب في مخاطر انتخابية حقيقية لحملة هاريس .. ولم تكن الاحتجاجات التي اندلعت في جميع أنحاء الحرم الجامعي الأمريكي في الربيع الماضي مجرد تنفيس لأقلية هامشية؛ بل مثلت تعبئة واسعة النطاق للشباب الغاضبين أخلاقيا من الصور القادمة من غزة.
وأشارت دونيجان إلى أن هؤلاء الناخبين الشباب ينظرون إلى إدارة بايدن على أنها متواطئة في إبادة جماعية؛ ويبدو أن افتراض الديمقراطيين أن هذا الاعتقاد غير صادق، أو أن أولئك الذين يعتنقونه سيتغلبون على مثل هذا الاعتراض الأخلاقي الخطير ويخرجون للتصويت لهاريس على أي حال، أمر غير حكيم.
وأضافت أنه في وقت مبكر من حملتها، بدا أن هاريس تفهم هذا، فقد رفضت حضور خطاب نتنياهو أمام الكونجرس عندما جاء إلى واشنطن هذا الصيف، ووجهت كلمات قوية لرئيس وزراء إسرائيل عندما تحدثا معا في مؤتمر صحفي .. وتحدثت هاريس أيضا بشكل إيجابي تجاه محنة الفلسطينيين، قائلة كلمات رقيقة في خطابها أمام المؤتمر حول الظلم الذي لحق بمعاناتهم وحقهم في تقرير المصير .. ولكن في الغالب، كانت هذه كل هذه التحركات عبارة عن كلمات ، والآن، توقفت هاريس في الغالب عن قولها.
وبحسب دونيجان، قد لا ترغب هاريس في إحداث فجوة بينها وبين بايدن الذي شغلت منصب نائبته، ولكن لديها فرصة للانفصال عن بايدن بشأن غزة في هذه الأشهر الأخيرة من الحملة ، لإظهار القوة والعزيمة على المستوى الدولي، وإظهار الاحترام لمصالح مجموعة ناخبين رئيسية، والقيام بالشيء الصحيح.
وقالت إنه على الرغم من كل الميل إلى تصوير إسرائيل على أنها استثناء عالمي، فإن الحقيقة هي أن أسلوب نتنياهو في الحكم - تعصبه وفساده - هو جزء من اتجاه أوسع من الاستبداد اليميني المتطرف ، وهذا هو نفس التوجه الذي تهدف هاريس إلى هزيمته في حملتها ضد دونالد ترامب.
وفي ختام مقالها، أوضحت دونيجان إن هاريس قدمت نفسها كمرشحة في مهمة إحياء النظام الليبرالي، وحماية الديمقراطية، وإعادة تشكيل أمريكا كدولة جديرة بقوتها العالمية، وتجسيد مبادئ الشجاعة والعدالة والمساواة التي تجعل القادة جديرين بالمتابعة، ولديها الفرصة لإثبات أنها تعني ما تقوله.