ذكرى رحيل صباح .. كواليس زيارتها للأهلي والزمالك بعد أغنية ”محتارة والله”
تحل اليوم، الثلاثاء، ذكرى رحيل النجمة صباح والتى تعد من أشهر نجمات زمن الفن الجميل، وتميزت بصوت عذب، إلى جانب موهبتها فى التمثيل، وساهم ذلك فى أن تظل أغانيها دائمًا فى آذان المستمعين حتى الآن
لمع اسم صباح فى الغناء والتمثيل، وأصبحت أيقونة فى أفلام الكبار مثل فريد الأطرش، عبد الحليم حافظ، محمد فوزي، رشدى أباظة، وأنور وجدي.
ولأن مباراة الأهلى والزمالك تحظى باهتمام خاص منذ عشرات السنين، الأمر الذى دفع صباح للبحث عن أغنية تجسد التنافس بين عملاقى القاهرة بعدما استشعرت زيادة التعصب بين جمهور الناديين، لتجد الحل عند الشاعر حسين السيد والموسيقار محمد عبد الوهاب لتقديم أغنية "بين الأهلى والزمالك محتارة والله"، لتصف الحيرة التى تسيطر على المصريين بين حب الأهلى والزمالك، وكيف انتقل الصراع على حب الكبيرين فى البيت الواحد قبل أن تسود الروح الرياضية أجواء كل بيت مصرى مع آخر دقيقة فى المباراة، وتعد أغنية "محتارة والله" أول أغنية دفعت للتوافق ونبذ التعصب بين جمهور الأهلى والزمالك قديما ولا تزال الأغنية المفضلة لعشاق الناديين مع كل قمة محلية أو أفريقية.
أغنية "بين الأهلي والزمالك محتارة والله" التي شدت بها الشحرورة صباح عام 1962م، من كلمات الشاعر الغنائي الكبير حسين السيد، وألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب
حاول الشاعر حسين السيد من خلال كلمات الأغنية أن يُرضى جماهير الناديين الكبيرين من خلال مدحهم، قائلا:"بين الأهلي والزمالك محتارة والله.. حب الأهلي والزمالك حيرني والله .. أنت أهلاوي.. أنت زملكاوي.. الاثنين حلوين.. الاثنين جامدين.. الاثنين هايلين.. محتارة أشجع مين ..وألا أشيل مين جوه عيوني؟".
في الكوبليه الأول من الأغنية، ذكر حسين السيد أن الروح الرياضية هي التي يجب أن تحكم سلوك 27 مليون مصري، هم عدد سكان مصر آنذاك، كلهم أسرة واحدة، فيقول:"روح رياضية وحب إلهي.. سبعة وعشرين مليون هاوي.. نغمة وبنقسمها خطاوي.. يفهمها اللاعب والغاوي.. يبقى زملكاوي وأخوه أهلاوي.. وابن الأهلي عمه زملكاوي ..أنت أهلاوي.. أنت زملكاوي".
أما الكوبليه الثاني، فقد كان الأطول في الأغنية، وكان يتضمن توجيه رسالة للجماهير واللاعبين على السواء، فالجماهير عرفوا نجوم الفريقين عبر شاشات التلفزيون، أو من خلال إذاعة المباريات عبر أثير الراديو، فأصبحت كرة القدم كالأغنية من تأليف الاهلى وتلحين الزمالك، فالمبارة لا يجب أن تكون حربا لأنها تستند إلى اعتبارات عديدة كالموهبة والحظ والتكتيك، فيقول:" جوه الملعب إحنا معاكم.. جنب التليفزيون وياكم.. حتى الودن كمان عارفاكم.. جنب الراديو بتستناكم.. زي الغنوة باتت حفظاكم.. تأليف أهلي ولحن زمالك.. عمر الحظ ما كان له صاحب.. سواء مغلوب سواء كان غالب .. المسألة تكتيك ومواهب .. زي القائد لما يحارب .. زي الكورة في رجل اللاعب ..يا تروح أهلي يا تيجي زمالك .. أنت أهلاوي.. أنت زملكاوي".
ينتهي حسين السيد من أغنيته بدعوة اللاعبين لإسعاد الملايين؛ فالمستفيد الأكبر من احترافهم، هو المنتخب الذي يحتاج إليهم ولسائر اللاعبين في مختلف الأندية المصرية، قائلا:" الجدعنة مش بس ما بينكم.. الجدعنة حدش يغلبكم.. لما غريب يطلب يلاعبكم.. فكروا في الملايين حبايبكم.. ما تخلوش الكورة تسيبكم .. حاوروا يا أهلي وشوط يا زمالك .. أنت أهلاوي.. أنت زملكاوي .. ألف تحية لكم يا نوادي بقلوبنا والله .. من اكبر الى أصغر نادي نهديها والله ..طول ما بتجروا في ارض بلادي ..بندعيلكم والله ..أنت ، أهلاوي.. أنت ، زملكاوي".
أما موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، فقد حرص على أن تكون ألحان الأغنية خفيفة سريعة تنتقل خلالها الأنغام كما تنتقل الكرة بين أرجل اللاعبين، وخاصة مع قفلة كل كوبليه عندما تقول صباح "أنت أهلاوي.. أنت زملكاوي؟".
كانت رشاقة اللحن تستند على تعدد الآلات الموسيقية التي حرص موسيقار الأجيال على استخدامها كالأوكرديون والآلات الوترية، مطعمة ببعض الآلات الشرقية الأصيلة كالناي والقانون، وهذا نمط الألحان الوهابية التي تمزج بين الموسيقى الشرقية والغربية.
اللافت أن الأغنية جرى تصويرها تليفزيونيا مع بداية إرسال التليفزيون، وظهر خلال الفيديو رموز الفريقين الكبيرين، مثل الكابتن حلمي زامورا، والكابتن حمادة إمام، والكابتن طه إسماعيل، وهم يجلسون ويتحاورون سويا للبرهنة على الروح الرياضية بينهم.
الموسيقار محمد عبد الوهاب قام بزيارة للناديين بعد الأغنية بصحبة الشحرورة صباح، وأهدوا ناديي الزمالك والأهلي شريطاً مسجلاً للأغنية.
وقدمت صباح فى السينما المصرية عددا كبيرا من الأفلام الناجحة بالإضافة إلى عدد كبير من الأغانى، حيث قدمت 83 فيلما بين مصرى ولبنانى، و27 مسرحية لبنانية، وما يزيد عن 3000 أغنية باللهجتين المصرية واللبنانية.
لم تحقق الفنانة اللبنانية فى حياتها الشخصية نفس النجاح الذى حققته في مسيرتها الفنية إذ تزوجت 9 رجال خلال رحلة بحثها عن الدفء والحب والاستقرار.
وضمت قائمة أزواجها كلا من: رشدي أباظة، وسيم طبارة، يوسف حمود، يوسف شعبان، أنور منسي، أحمد فراج، خالد بن سعود بن عبد العزيز آل سعود، ونجيب شماس.
وصباح من مواليد 10 نوفمبر 1927 ورحلت عن عالمنا يوم 26 من شهر نوفمبر عام 2014 عن عمر ناهز 87 عاما