محمود الهواري: الدنيا دار ابتلاء وليست دار جزاء
أكد الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد بمجمع البحوث الإسلامية، في حديثه الأخير أن الحياة الدنيا ليست دار عقوبة أو مكافأة، بل هي دار سعي وابتلاء واختبار، لافتا إلى أن الدنيا هي دار العمل والسعي، وليست دار جزاء أو ثواب، والعطاءات والنعم التي نراها في الحياة لا تعني بالضرورة أن الإنسان في حالة جزاء أو مكافأة من الله، بل هي جزء من اختبار الحياة التي يمر بها الإنسان.
وقال الأمين العام المساعد بمجمع البحوث الإسلامية، خلال تصريح اليوم الثلاثاء، إن هناك فهم خاطئ لكثير من الناس هو ربط الكوارث والأحداث المأساوية بالغضب الإلهي أو العقوبة فقط، مشيرًا إلى أن الأحداث التي نراها مثل السيول أو الزلازل قد تكون اختبارًا أو ابتلاء، ولكنها ليست بالضرورة عقابًا، موضحا أن هذه الكوارث قد تكون أيضًا نوعًا من الاصطفاء والرحمة من الله، حيث يقدّر الله سبحانه وتعالى كيف يختبر عباده في هذه الحياة.
وقال: "حينما نتعامل مع الكوارث، يجب أن نفهم أن هذا لا يعني أننا دائمًا في حالة عقاب.. قد تكون هذه الأحداث جزءًا من خطة إلهية تهدف إلى تهذيب الإنسان، وقد تكون نوعًا من التنبيه أو الاصطفاء، أو حتى اختبارًا للصبر والإيمان."
واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: "لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء"، موضحا أن هذه المقولة تعكس حقيقة أن الدنيا بكل ما فيها ليست مقياسًا للثواب أو العقاب، وأن الثواب الحقيقي هو في الآخرة، حيث الجنة هي المكان الذي يتم فيه جزاء المؤمنين.
واختتم حديثه: "علينا أن نتذكر أن مراد الله لا يمكن أن يُفهم بشكل كامل من قبل البشر، نحن لا نملك القدرة على تفسير مشيئة الله في كل ما يحدث في الكون، بل نحن مدعوون فقط للتفكر، الصبر، والالتزام بما يرضي الله في جميع أحوالنا.