تعزيزات أمنية في فرنسا ونشر 38 ألفًا من عناصر الدرك خلال الاحتفالات بعيد الميلاد
شددت السلطات الفرنسية إجراءات الأمن حول أسواق عيد الميلاد وأماكن العبادة بمناسبة الاحتفالات بعيد الميلاد.
وأوضحت ماري لور بيزان، المتحدثة باسم الدرك الوطني أنه تم نشر نحو 38 ألفا من عناصر الدرك الوطني في جميع أنحاء البلاد لضمان أمن الاحتفالات بعيد الميلاد ونهاية العام، وذلك بعد أقل من أسبوع على الهجوم بسيارة على سوق عيد الميلاد في مدينة ماجديبورج بألمانيا.
وقالت إن السلطات قامت بتفعيل تدابير خاصة بمناسبة الاحتفالات بعيد الميلاد، بالاضافة إلى أن هناك خطرا من حدوث أعمال إرهابية ووقوع حوادث.
وأضافت أن عناصر الدرك متواجدون حول أماكن العبادة منذ أمس "الثلاثاء" بالاضافة إلى العديد من الدوريات،موضحة أن قوات الدرك منتشرة في مناطق محددة.
وأشارت إلى هذا النظام الأمني المهم للغاية حتى يمكن للأشخاص الاحتفال بعيد الميلاد والذهاب إلى أماكن العبادة في أمان تام.
تُجري الاحتفالات هذا العام في سياق أمني متوتر، على الصعيدين الوطني والدولي. قبل أربعة أيام من بدء احتفالات نهاية العام، وقعت عملية دهس الجمعة الماضية بسيارة أودت بحياة خمسة أشخاص فضلا عن إصابة أكثر من 200 شخص، في أحد أسواق عيد الميلاد في مدينة ماجديبورج (ألمانيا). ورغم أنه لم يثبت بعد إذا كان هجوما، إلا أن هذا الحادث الدرامي أثار صدمة الكثير في فرنسا، وأعرب الرئيس الفرنسي عن "صدمته الكبيرة" بعد هذا الهجوم الذي ضرب ألمانيا.
وفي وقت سابق، دعا برونو ريتايو، وزير الداخلية الفرنسي، مدراء ومسؤولي الأمن إلى توخي أقصى درجات "اليقظة" خلال احتفالات نهاية العام وعيد الميلاد.
وجاء في مذكرة أصدرها لمدراء الأمن، أنه نظرا لمستوى التهديد الإرهابي المرتفع والذي لا يزال يلقي بثقله على البلاد، فضلا عن تزايد التوترات على المستوى الدولي، طالب وزير الداخلية باتخاذ "أقصى درجات اليقظة" في الفترة بين 24 ديسمبر 2024 و2 يناير 2025، خلال الأعياد الدينية في نهاية العام وأعياد رأس السنة الجديدة. وطالب الوزير الفرنسي من المسؤولين بالتحلي بأقصى درجات اليقظة والحيطة في جميع أنحاء البلاد، لا سيما خلال التجمعات المرتبطة بالأعياد الدينية.
وطالب المدير العام للشرطة، لوي لوجييه، من قواته زيادة الدوريات حول الكنائس، وتفعيل دعم جنود عملية "سونتينال" وهي عملية مخصصة لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب في أنحاء البلاد، وأيضا تشديد الرقابة على أماكن العبادة المختلفة، قبل وأثناء وبعد الاحتفالات بعيد الميلاد.
وتم اتخاذ الإجراءات الأمنية حول أسواق عيد الميلاد التي تجتذب حشودا كبيرة كل عام. حيث اتخذت فرنسا تدابير أمنية مشددة عند سوق عيد الميلاد في مدينة ستراسبورج، وهو من أهم وأكبر أسواق عيد الميلاد في فرنسا. ففي عام 2023، اجتذب السوق نحو 3.3 مليون زائر خلال شهر واحد فقط.
وليلة أمس، وللمرة الأولى منذ الحريق الضخم الذي اجتاح كاتدرائية نوتردام بباريس في 2019، أقيم قداس عيد الميلاد التقليدي ليلة الثلاثاء وصباح الأربعاء في الكاتدرائية الباريسية الشهيرة، بحضور نحو 2700 شخص، ووسط إجراءات أمنية لضمان أمن وسلامة الزوار والمصلين.
يُذكر أن الكاتدرائية لم تحتضن قداس الميلاد منذ أن اجتاحتها النيران في 15 أبريل 2019. وبعد أعمال ترميم ضخمة استغرقت خمس سنوات، أعيد افتتاح الكاتدرائية في 7 ديسمبر الجاري بحضور الرئيس الفرنسي وعدد كبير من قادة الدول، من بينهم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
ويُتوقع أن يشارك آلاف المصلين اليوم الأربعاء يوم عيد الميلاد، حيث يحتفلون بعودة إحياء الطقوس في ظل أجواء من الفرح والامتنان ووسط إجراءات أمنية معززة.