هل يجوز إخراج الكفارة عن الصيام والصلوات الفائتة للمتوفى؟.. الإفتاء تجيب
أصدرت دار الإفتاء توضيحًا حول استفسارين وردا عبر صفحتها الرسمية بشأن حكم التكفير عن الصيام والصلوات الفائتة للمتوفى، موضحة تفاصيل دقيقة تتعلق بكل حالة على حدة، وفقًا لما نصت عليه الشريعة الإسلامية.
أولًا: حكم الكفارة عن الصيام الفائت للمتوفى
جاء السؤال الأول من إحدى السيدات التي تساءلت عن حكم قضاء صيام والدتها المتوفاة التي لم تتمكن من صيام أيام أفطرتها بعذر الحيض، وهل يمكن التكفير عنها باستخدام المال الذي تركته.
أوضحت دار الإفتاء أن من أفطر في رمضان لعذر شرعي، مثل المرض أو الحيض، واستمر هذا العذر حتى وفاته، فلا يُلزم أهله بالصيام عنه أو إخراج كفارة، لأنه لم يتمكن من قضاء الفريضة قبل وفاته، وبالتالي يسقط عنه الإثم والكفارة، وهو ما أقره الفقهاء بالإجماع.
أما إذا زال العذر بعد رمضان وتمكن الشخص من الصيام لكنه توفي دون أن يقضي ما فاته، فإن وليه يصبح مخيرًا بين الصيام عنه أو إخراج كفارة بإطعام مسكين عن كل يوم أفطر فيه.
وحددت الدار مقدار الإطعام بنحو نصف كيلو جرام من قوت أهل البلد، مثل القمح أو التمر، مع جواز إخراج القيمة المالية بدلًا من الإطعام إذا كان ذلك أنسب.
ثانيًا: حكم التكفير عن الصلوات الفائتة للمتوفى
وفيما يتعلق بالصلوات الفائتة، ورد سؤال آخر حول إمكانية قضاء الصلاة عن شخص متوفى يُعتقد أنه كان مقصرًا في أدائها خلال حياته، أو إخراج كفارة مالية عن ذلك.
ردت دار الإفتاء بالتأكيد على أن الصلاة عبادة بدنية محضة، وهي من العبادات التي لا تقبل النيابة، سواء في حال الحياة أو بعد الوفاة. لذلك، لا يجوز قضاء الصلاة عن المتوفى بأي حال من الأحوال، سواء كان تركها لعذر أو لغير عذر، كما لا تُلزم الفدية عنها. وأوضحت الدار أن الصلاة تختلف عن الصيام في هذا الشأن، لأنها تتطلب الأداء الشخصي المباشر، وهو ما لا يمكن نقله للغير.
أهمية الالتزام بالفرائض
شددت دار الإفتاء على أهمية الالتزام بأداء الفرائض الدينية في أوقاتها وعدم التهاون فيها، مؤكدة أن العبادات هي مسؤولية فردية يتحملها المسلم أمام الله.
ودعت المسلمين إلى الاستفادة من الوقت والعمل على أداء الفرائض والواجبات الدينية، لما لها من أثر كبير في حياتهم الدنيا والآخرة.