دور العلم في الإسلام: ”ركيزة أساسية لبناء الأمة”
في ظل التطورات الحديثة، يظل العلم بمختلف مجالاته ركيزة أساسية في تقدم الأمم ونهضتها. ومن هذا المنطلق، يولي الإسلام أهمية كبيرة للعلم والتعلم، ويحث المسلمين على السعي وراء المعرفة، باعتباره وسيلة لفهم الكون وإدراك الحكمة الإلهية.
العلم في القرآن الكريم القرآن الكريم يُعِدُّ العلم أساسًا من أسس بناء الفرد والمجتمع. فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: "قُلْ رَبُّ زِدْنِي عِلْمًا" (طه: 114)، وهي دعوة صريحة للبحث المستمر عن المعرفة. كما يقول الله تعالى أيضًا: "وَقُلْ رَبُّ زِدْهُمْ هُدًى وَرَحْمَةً" (النساء: 69)، حيث يأتي العلم هداية ورحمة للمسلمين.
ومن أبرز الآيات التي تؤكد على قيمة العلم قوله تعالى: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" (المجادلة: 11)، مما يُظهر فضل العلماء ورفعة مكانتهم في الإسلام.
آراء العلماء والشيوخ في هذا السياق، قال الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله: "إن العلم في الإسلام ليس مجرد معرفة سطحية، بل هو وسيلة لتحقيق الفهم العميق لخلق الله وتوجيهات رسوله، ويعتبر أساسًا لتحقيق التقدم الفكري والعلمي في الأمة الإسلامية."
كما يؤكد فضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة، مفتي جمهورية مصر العربية السابق، في أحد خطاباته: "العلم في الإسلام يعد طريقًا لتقوية الإيمان وتطوير المجتمع، وهو لا يقتصر على العلوم الدينية فقط، بل يشمل جميع مجالات الحياة التي تعود بالنفع على الأمة."
العلم والدعوة الإسلامية لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة في الدعوة إلى العلم، حيث كان يقول: "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة". وقد أكد العديد من العلماء على أن العلم ليس مقصورًا على الدين فقط، بل يمتد ليشمل كافة العلوم التي تسهم في تقدم الإنسان ورفاهيته، سواء كانت في الطب أو الفلك أو الهندسة.
إن دور العلم في الإسلام يتجلى في عدة مجالات، بدءًا من التعليم الديني وصولاً إلى العلوم الحديثة. ويظل العلم الوسيلة الأسمى لبناء المجتمع المسلم القادر على مواجهة تحديات العصر والحفاظ على هويته الإسلامية.