تفسير علماء الأزهر لقوله تعالى ”يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ”
نشرت إحدى الصحف الإسرائيلية تفسير الآية الكريمة.." يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ"..أية 47 سورة البقرة. مستشهدين بها أن الله عز وجل فضلهم على العالمين، ولكي نوضح تفسير الآية، ولماذا فضل الله بني إسرائيل، وهل هذا تفضيل مطلق إلى وقتنا هذا ، وهل هم بني إسرائيل الموجدين الان ؟
وأجاب عن هذه التساؤلات بعض علماء الأزهر الشريف حيث وضحوا أن الآية الكريمة تحمل في طياتها إشارة إلى نعمة عظيمة من الله تعالى لبني إسرائيل في زمن معين ومنها الكتاب (التوراة) والحكم والنبوة ورزقهم من الطيبات. هذه النعم كانت تميزهم عن غيرهم من الأمم في ذلك الزمان ولم يكن هذا التفضيل اعتباطيًا، بل كان امتحانًا لهم واختبارًا لإيمانهم وطاعتهم لله تعالى.
وقد زالت عنهم النعم وتعرضوا لعذاب الله بسبب أفعالهم وسلوكهم.ولكفرهم بالله وعدم الشكر على نعمه الكثيرة التي أنعم الله بها عليهم، إلا أنهم غالبًا ما كانوا ينسونها وينكرونها، ويعبدون آلهة أخرى إلى جانب الله.كما إنهم لم يلتزموا بأوامر الله ورسله، بل كانوا يعصونهم ويمرون بالمعاصي.وسخروا من أنبيائهم ورسلهم، وشككوا في رسالتهم كما انتشرت بينهم الظلم والعدوان، واستغلوا قوتهم في ظلم الضعفاء.
من هم بني إسرائيل الآن:
الدكتور احمد ربيع استاذ في كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، قال في تصريحات سابقة أن يهود اليوم ليسوا من نسل سيدنا يعقوب، لاختلاف الصفات الوراثية طبقا لتشكيك علماء الاجناس، لافتا إلى أن يهود الفلاشا فى روسيا لا تمتد لهم جذور لليهودية.
وأوضح العميد السابق لكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، خلال حلقة برنامج " مع الناس"، المذاع على فضائية الناس، : "يهود غرب أوروبا الذين يحملون لواء الصهيونية ويدعون انهم شعب الله المختار وأصحاب أرض الميعاد، فكلهم لا ينتمون لسيدنا يعقوب عليه السلام".
وأشار إلى أن عند تفكك الاتحاد السوفيتى كانت هناك دول يهودية ومسيحية وإسلامية، لكن هم عملوا تعتيم كامل عن وجود دول لليهود فى الاتحاد السوفيتى، لانهم يريدون الأرض التى تنتج لبنا وعسلا طبقا للعهد القديم
ويجيبُ أيضا عن هذا السؤال بعضُ العلماءِ والمؤرِّخين، منهم: عالم الأنثروبولوجي البريطاني «جيمس فنتون»؛ في دراسةٍ قام بها على يهود إسرائيل، تثبت أنَّ 95% من اليهود ليسوا من بني إسرائيل التوراة، وإنَّما هم أجانبُ متحوِّلُون إلى الدِّين اليهوديِّ أو مختلطُون، ليسوا جميعًا من نسل إسرائيل سيدنا "يعقوب"
الكثير من الذين يدعون أنهم من نسل بني إسرائيل اليوم ليسوا كذلك من الناحية البيولوجية. فالتاريخ يشهد العديد من التحالفات والزواج بين بني إسرائيل وشعوب أخرى، مما أدى إلى اختلاط الأنساب.
الهوية الدينية: الهوية الدينية لليهود اليوم مبنية على العقيدة والتاريخ المشترك، وليس بالضرورة على النسب البيولوجي
العبرة والعظة:
قصة بني إسرائيل تحمل في طياتها عظة لنا جميعًا، وهي أن النعم التي نحظى بها قد تزول إذا لم نشكر الله عليها وحافظنا عليها بطاعة أوامره.
الآية الكريمة تدعونا إلى:
تذكر نعم الله: علينا أن نتذكر دائمًا نعم الله تعالى علينا، وأن نشكره عليها.
الحذر من العجب: يجب أن نتجنب العجب والكبر، وأن نتذكر أن النعم قد تزول إذا لم نحسن استعمالها.
الاقتداء بالصالحين: علينا أن نقتدي بالصالحين من بني إسرائيل، وأن نتجنب أفعالهم السيئة.