لماذا لم يناد الله تعالى النبي محمد صلى الله عليه وسلم باسمه في القرآن كسائر الأنبياء
يعد سؤال "لماذا لم يناد الله تعالى النبي محمد صلى الله عليه وسلم باسمه في القرآن كما فعل مع الأنبياء الآخرين"؟
ولم يناد الله تعالى النبي محمد صلى الله عليه وسلم باسمه المجرد بل استخدم ألقابًا وصفات تشير إلى مكانته العظيمة ورسالته، وإنما قال لحبيبنا محمد صلى الله عيه وسلم ، "يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهدأ ومبشرأ ونذيرا"، "يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون فى الكفر" ، ونادى عليه بصفته "يا أيها المدثر قم فأنذر"، "يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا" .
وما ذكر اسمه مجردا إلا وقرنه بصفة النبوة والرسالة، محمد رسول الله، "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل"، "ماكان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله" .
قال العلامة الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب: "الله اعطى نبينا صفتين من صفاته وهي الرأفة والرحمة ( رؤوف رحيم) ولم يعطيها نبيه قبله"، وهذه الألقاب تعبر عن تعظيم الله تعالى للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وتقديسه، وتشير إلى أنه خاتم الأنبياء ورسول الله إلى جميع الخلق واستخدام الألقاب المرتبطة بالرسالة والنبوة يؤكد على مهمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في تبليغ رسالة الإسلام ودعوة الناس إلى الله.
الآراء العلمية في استخدام الألقاب.
اللغة العربية وأسرارها: يرى بعض الباحثين أن استخدام الألقاب بدلًا من الاسم المجرد يعكس جماليات اللغة العربية ودقتها في التعبير عن المعاني العظيمة، و يرى آخرون أن هذا الأسلوب يهدف إلى ترسيخ مكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في قلوب المؤمنين وتشجيعهم على التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وأن هذا تمييز بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم والأنبياء السابقين مما يؤكد على خصوصية رسالته وشموليتها.
ويجمع العلماء المسلمين على أن هذا الأسلوب في مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم هو أسلوب تشريفي وتعظيم، وأنه يعكس مكانة النبي صلى الله عليه وسلم العظيمة.