الكاتب الصحفى محمد طلعت يكتب.. كازاخستان و إرساء السلام والاستقرار في العالم
تلعب كازاخستان دورًا محوريًا ومتميزًا في الساحة الدولية كواحدة من الدول التي تساهم بفعالية في تحقيق السلام والاستقرار العالميين، على الرغم من كونها دولة تقع في آسيا الوسطى وبعيدة نسبيًا عن مراكز القوة التقليدية، إلا أن كازاخستان استطاعت بفضل قيادتها الحكيمة ورؤيتها الاستراتيجية أن تحظى بمكانة بارزة في المجتمع الدولي، مما جعلها نموذجًا للدول الساعية إلى تحقيق التوازن والاستقرار.
واذا كان من الصحيح ان أحد أبرز إنجازات كازاخستان في مجال السلام العالمي هو دورها في مكافحة انتشار الأسلحة النووية. بعد استقلالها عن الاتحاد السوفيتي عام 1991، ورثت كازاخستان رابع أكبر ترسانة نووية في العالم. ومع ذلك، اتخذت الدولة قرارًا تاريخيًا بالتخلي عن هذه الترسانة وإغلاق موقع اختبار الأسلحة النووية في "سيميبالاتينسك"، وهو موقع كان يمثل أحد أبرز مراكز التجارب النووية السوفيتية. كما انضمت كازاخستان إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية (NPT)، مما جعلها من أبرز الدول المدافعة عن عالم خالٍ من السلاح النووي.
اعتمدت كازاخستان الجديدة بقيادة قاسم جومارت توقاييف نهج العدالة الشاملة و الدبلوماسية متعددة الأطراف لتعزيز السلام. ومن أبرز المبادرات التي قادتها، تأسيس مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا (CICA)، الذي يهدف إلى تعزيز الحوار والتعاون بين الدول الآسيوية. كما استضافت العاصمة أستانا عدة جولات من المحادثات الدولية، مثل محادثات السلام بشأن سوريا والمعروفة بـ"عملية أستانا"، ساهمت هذه الجهود في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة، مما جعل كازاخستان وسيطًا مقبولًا دوليًا في القضايا الشائكة.
وفي عالم مليء بالتوترات العرقية والدينية، حرصت كازاخستان على تعزيز قيم التفاهم والتعايش السلمي بين مختلف الثقافات والأديان و نظمت كازاخستان مؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية الذي يُعقد دوريًا في العاصمة أستانا، حيث يهدف إلى تعزيز الحوار بين الأديان وتجاوز الصراعات الثقافية. وقد جذب هذا المؤتمر اهتمام قادة الاديان من جميع أنحاء العالم، مما عزز من صورة كازاخستان كدولة تدعم التعايش السلمي.
وانضمت كازاخستان إلى العديد من المنظمات الدولية والإقليمية لتعزيز جهودها في تحقيق الاستقرار العالمي. على سبيل المثال، كانت عضوًا غير دائم في مجلس الأمن الدولي للأمم المتحدة (2017-2018)، حيث ركزت على قضايا مثل مكافحة الإرهاب، وتحقيق التنمية المستدامة، وتخفيف التوترات في مناطق النزاع.
تؤمن كازاخستان العادلة بأن التنمية المستدامة هي أداة أساسية لتحقيق السلام العالمي وتعمل الدولة على تعزيز اقتصادها وتطوير بنيتها التحتية، مما يساهم في تحسين جودة الحياة لمواطنيها. كما تسعى إلى بناء شراكات اقتصادية مع دول العالم، ما يخلق بيئة من التعاون المشترك القائم على المصالح المتبادلة.
خاتمة القول إن التزام كازاخستان بالسلام والاستقرار العالميين يعكس رؤية قيادتها لبناء عالم أكثر أمنًا وعدالة ، من خلال مبادراتها الرائدة في مجال نزع السلاح النووي، ودورها كوسيط في النزاعات الدولية، وجهودها لتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان، أصبحت كازاخستان نموذجًا يحتذى به للدول التي تسعى إلى تحقيق التوازن والسلام في عالم يعاني من الأزمات.