دراسة ”طرابلس” تكشف عن رؤى جديدة حول سرطان الثدي الثلاثي السلبي
في خطوة بارزة نحو تعزيز فهم وعلاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي (TNBC) في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قدمت شركة MSD مصر نتائج دراسة طرابلس خلال المؤتمر الدولي السابع عشر لأورام الثدي وأمراض النساء والمناعة (BGICC 2025) الذي استضافته القاهرة. وتُعد هذه الدراسة الأولى من نوعها في المنطقة، حيث ركزت على أحد أكثر أنواع سرطان الثدي عدوانية، مسلطة الضوء على عبء المرض، والتحديات العلاجية، وأهمية التشخيص المبكر لتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة.
نتائج الدراسة وأهميتها
تم عرض النتائج خلال مؤتمر صحفي ضم نخبة من خبراء الأورام، حيث أكد الدكتور حازم عبد السميع، المدير العام لمجموعة MSD مصر، على الدور الحاسم للتشخيص المبكر في تحسين فرص الشفاء، مشيرًا إلى أن "المرضى الذين يتم تشخيصهم في مراحل مبكرة لديهم فرص أعلى للبقاء على قيد الحياة، مما يستدعي تعزيز الوعي العام والسريري بأهمية الفحوصات الدورية والتشخيص السريع".
من جانبه، شدد الأستاذ الدكتور حمدي عبد العظيم، أستاذ الأورام بجامعة القاهرة ورئيس مركز القاهرة للأورام، على أهمية تحسين سبل الوصول إلى العلاجات المتقدمة، موضحًا أن "نتائج الدراسة يمكن أن تسهم في توجيه استراتيجيات الرعاية الصحية المستقبلية، لا سيما في المناطق الأقل حظًا". كما أشار إلى أن ضمان إتاحة العلاج الكيميائي المساعد والجراحة في المنطقة أمر بالغ الأهمية، خاصة في ظل الحاجة الملحة لاستراتيجيات علاجية مبتكرة لمواجهة تحديات المرض في مراحله المتقدمة.
مشاركة واسعة وتحليلات اقتصادية صحية
شملت دراسة طرابلس مرضى تم تشخيصهم حديثًا بسرطان الثدي الثلاثي السلبي في تسع دول عربية، وهي: مصر، السعودية، عُمان، قطر، الكويت، الأردن، المغرب، لبنان، والعراق. وقدمت الدراسة رؤى مهمة حول أنماط العلاج ونتائج البقاء على قيد الحياة، مؤكدةً أن التشخيص المبكر والتدخل العلاجي السريع يعززان فرص النجاة بشكل كبير. كما أوصت الدراسة بتعزيز التعاون بين مقدمي الرعاية الصحية وصانعي السياسات لضمان رعاية عادلة وفعّالة للمرضى.
وعلى صعيد آخر، تضمنت الدراسة تحليلات اقتصادية صحية لتقييم تأثير إدخال العلاجات الجديدة في أنظمة الرعاية الصحية بالدول المشاركة. وفي مصر، أظهرت النتائج أن العلاجات المبتكرة يمكن أن تحقق معايير التكلفة الفعالة عند مراعاة جودة الحياة وسنوات العمر المكتسبة، مما يعزز من جدوى تبنيها ضمن الاستراتيجيات الصحية المستقبلية.
مشاركة نخبة من خبراء الأورام
شهد المؤتمر الصحفي حضور نخبة من أبرز المتخصصين في الأورام، من بينهم:
الدكتور هشام الغزالي، رئيس مؤتمر BGICC، أستاذ الأورام ومدير مركز الأبحاث بجامعة عين شمس.
الدكتورة هبة الزواهري، أستاذ الأورام بالمعهد القومي للأورام.
الدكتور علاء قنديل، أستاذ الأورام الإكلينيكية بجامعة الإسكندرية.
الدكتور مروان غصن، مدير مركز السرطان ورئيس قسم أمراض الدم بمستشفى كليمنصو الطبي في دبي.
وأدار الجلسة الدكتور لؤي قاسم، أستاذ مساعد الأورام والعلاج الإشعاعي بجامعة القاهرة.
نحو مستقبل أفضل لمرضى سرطان الثدي الثلاثي السلبي
تُعد دراسة طرابلس نقطة تحول في فهم التحديات التي تواجه مرضى سرطان الثدي الثلاثي السلبي في المنطقة العربية. ومن المتوقع أن تسهم نتائجها في تطوير سياسات صحية أكثر شمولًا، وتعزيز سبل الوصول إلى العلاجات المبتكرة، وتحسين جودة حياة المرضى. كما تدعو الدراسة إلى تكثيف الجهود البحثية والتعاونية لضمان أفضل سبل الرعاية لهذا النوع العدواني من السرطان، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر إشراقًا في مكافحة المرض.