التهجير القسرى الأمريكانى.. 149 عاما على عزل الهنود الحمر
لم تكن دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لترحيل أهالي غزة من القطاع وليدة اللحظة، فـ التهجير القسرى والإقصاء نهجاً أمريكياً متجذراً من قديم الأزل، فقبل 149 عاماً، وفي مثل هذا اليوم ، وجد الأمريكي الوافد في المحميات حلاً سهلاً للخلاص من الهنود الحمر، السكان الأصليين لما يعرف اليوم باسم الولايات المتحدة ، فما القصة ؟
صراع بلاك هيلز وعزل الهنود الحمر
في 31 يناير 1876، وجدت الولايات المتحدة الأمريكية طريقها للخلاص من مقاومة الهنود الحمر للتمدد الأبيض، تمثل في وضعهم عنوة داخل محميات معزولة أقرب إلى مراكز الاحتجاز.
وجاء الإقصاء والعزل بعد احتدام الصراع بين السكان الأصليين والحكومة الأمريكية حول أحقية الاحتفاظ بأراضي بلاك هيلز وهي سلسلة جبلية تمتد من ولاية داكوتا الجنوبية وحتى وايومنج، برغم تنازل الحكومة الأمريكية عن تلك السلاسل من قبل فى عام 1868 لصالح الهنود الحمر بموجب اتفاق أنهي بموجبه حرباً شرسة.
الاتفاق الذي تنصلت منه الحكومة الأمريكية كان يقضي بأن يحصل الهنود الحمر علي منطقة واسعة تسمى محمية سيوكس الكبرى، ووعدت السلطات الأمريكية علاوة على ذلك، بتزويد قبائل الهنود الحمر بالطعام والسلع الضرورية الأخرى، إلا أن التطورات في تلك البقعة من الأرض لم تكن كذلك حيث زاد تدفق عمال المناجم والمستوطنين، خلافا لاتفاق الحكومة الذي كان وضع لوقف الانتهاكات التي تتعرض لها أراضي السكان الأصليين.
ذهب وثروات.. وهندي أحمر يعرقل حلم الثروة والأرض الجديدة
ومع توالى اكتشافات الذهب في أمريكا زادت أطماع الأمريكي الأبيض، لتتسع دائرة المدن التي تم الاستيلاء عليها، حاولت السلطات الأمريكية وقف تدفق المخالفين، إلا أنها انصاعت سريعا لضغط المستوطنين الراغبين في دخول بلاك هيلز، ليعلن الرئيس الأمريكي يوليسيس جرانت إعادة النظر في المواثيق الموقعة مع زعماء الهنود الحمر.
وفي منتصف عام 1875، وصل إلى واشنطن وفد يمثل سكان محمية "سويكس" من الهنود الحمر، بقيادة ثلاثة زعماء لتسوية هذا الأمر مع الحكومة الأمريكية، وحينها عرض الرئيس الأمريكي يوليسيس جرانت على الهنود الحمر الانتقال إلى محمية قاحلة وصغيرة في أوكلاهوما لم يحددها، ووعد بصرف تعويض مادي، وهو العرض الذي قابله الهنود الحمر بالرفض واقترحوا نقل منتهكي الحدود إلى أراض جديدة.
وأمام رفض الزعماء الثلاثة، أقدمت الحكومة الأمريكية في نوفمبر من العام نفسه على حشد القوات والاستعداد لانتزاع تلك الأراضي من سكانها الأصليين بالقوة، مع إرسال اخطارات نهائية إلى جميع قبائل السكان الأصليين لإخلاء الأراضي والانتقال إلى محمية جديدة بحلول 31 يناير 1876.
كانت السلطات الأمريكية في عجلة من أمرها لإجبار الهنود الحمر على الخروج نهائيا من "التلال السوداء"، وأمر الجنرال شيريدان في 8 فبراير 1876 بشن هجوم على قرى الهنود المقاومين للاحتلال الأمريكي، لتبدأ الحرب على منطقة "التلال السوداء"، وقاد مقاومة الأمريكيين الأصليين الزعيمان "الثور الجالس" و"الحصان الغاضب".
وفي معركة روزبود التي جرت في 17 يونيو 1876، ألحق مقاتلو منطقتي لاكوتا سيوكس وشمال شاين، المسلحين بالأقواس والبنادق القديمة، خسائر فادحة بقوات الجنرال جورج كروك. وعلى الرغم من ذلك، نسبت القوات الأمريكية النصر إلى نفسها، وتوقفت عن القتال لفترة طويلة في انتظار التعزيزات.