أبو الغيط يؤكد أهمية الذكاء الاصطناعي في العالم العربي ويحث على تحقيق التوازن والانتباه للمخاطر
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أنه لم يعد خافيًا على العيان السباق الدولي المحموم لتطوير وامتلاك تقنيات الذكاء الاصطناعي بهدف التفوق في هذا المجال، لما ستوفره من مزايا قوة نسبية محتملة في المستقبل.
وأكد أنه يتضح ذلك في حجم الاستثمارات المليارية الضخمة التي تم الإعلان عنها، وفي محاولات احتكار التقنيات الضرورية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وفي صدى الإعلانات عن البرامج الجديدة، مثل ما حدث مؤخرًا بعد أن أطلقت شركة صينية تطبيق "ديب سييك" مفتوح المصدر، رغم الحظر التكنولوجي على تصدير الرقائق المتقدمة والصدمة التي أحدثها الإعلان.
وأضاف أبو الغيط أن هذا السباق المحموم سيهيمن على المشهد الدولي وسيستمر لفترة من الزمن، إلا أن هذا يجب ألا يلفت انتباهنا عن المخاطر الكبيرة المرتبطة بهذا الموضوع، مثل استخدام هذه التقنيات من قبل عصابات الجريمة المنظمة، حيث أشار تقرير صادر مؤخرًا إلى أن 85% من أساليب الجريمة السيبرانية قد استفادت من التقنيات المتقدمة للذكاء الاصطناعي.
وأكد أنه على المستوى البيئي، هناك مخاطر محتملة بسبب استهلاك المياه والكهرباء الضخم الذي تتطلبه الشركات المطورة لهذه التقنيات، وهناك تحديات أخلاقية كبيرة محتملة أخرى لا تخفى عن مثل هذا الجمع، وتتطلب اهتمام الجميع للتعامل معها، ووضع التشريعات المناسبة، واتخاذ الخطوات اللازمة لمواجهتها قبل وقوعها.
وأشار أبو الغيط إلى أن جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وبوصفها الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب، تضطلع بتنفيذ قرارات ومخرجات الخطط والاستراتيجيات الأمنية العربية، وقد تنبه المجلس لأهمية الذكاء الاصطناعي وأولاه اهتمامه، واتخذ من أجل ذلك عددًا من الخطوات استعدادًا للتأثيرات المؤكدة والمحتملة لهذه التقنية على الأمن العربي بصفة عامة. وتبعًا لذلك، فقد وضعت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الذكاء الاصطناعي على رأس أولويات خطتها الاستراتيجية 2029، وأنشأت مركزًا متخصصًا للذكاء الاصطناعي الأمني، واستقطبت مجموعة من الخبراء من حول العالم، وأطلقت برنامجًا للماجستير في ذات المجال، ووفرت برامج تدريبية متخصصة لإعداد القدرات البشرية العربية في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته الأمنية، كما استطعنا تطوير عدد من التقنيات المبتكرة التي تعتمد على هذه التقنية، مثل الكشف عن التزييف العميق للصوت باللغة العربية.