واشنطن بوست: خطط ترامب حول غزة ستكون مكلفة ومحفوفة بالمخاطر ومُدمرة سياسيًا
![جانب من عودة الفلسطينيين الي شمال القطاع](https://media.aldawlanews.com/img/25/02/05/1225731.webp)
رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاحتلال قطاع غزة وإعادة إعماره تحت قيادة واشنطن ستكون مكلفة ومحفوفة بالمخاطر، بل وستثير تداعيات سياسية خطيرة قد تكون مُدمرة.
وقالت الصحيفة (في سياق مقال رأي لكاتبها إيشان ثارور) إن ترامب أبدى، في خطوة مفاجئة، بعد إعلانه عن رغبته في ضم جرينلاند وكندا وقناة بنما، اهتمامه باحتلال قطاع غزة وإعادة إعماره تحت قيادة واشنطن.
جاء ذلك خلال حديثه مساء الأمس في البيت الأبيض، حيث أثار دهشة الحضور بطرحه هذه الفكرة. وقد ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مبتسمًا إلى جانب ترامب، مشيدًا بـ"استعداده للتفكير خارج الصندوق"!.
ورأت الصحيفة أن السؤال الذي يلوح الآن في الأفق، من بين العديد من الأسئلة، والذي يخيم على رؤى ترامب لتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" اللامعة هو ما سيحدث لنحو مليوني فلسطيني، أُصيبوا بصدمة بسبب أشهر من الحرب. كان ترامب واضحًا في اعتقاده أنه يجب عليهم إخلاء المنطقة ويبدو أنه يعتقد أن العديد منهم لن يعودوا أو حتى لا ينبغي لهم العودة. إن الولايات المتحدة، على حد تعبير ترامب نفسه، سوف تتخذ "موقف ملكية طويل الأمد" لغزة.
وأضافت واشنطن بوست، نقلًا عن عدد من المحللين والصحفيين في الشرق الأوسط لم تذكر هويتهم، أن أي تهجير قال عنه ترامب إنه قد يكون مؤقتًا أو دائمًا سيكون متفجرًا في المنطقة، نظرًا لتاريخ النزوح الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي المستمر لعقود من الزمان لغزة. والفلسطينيون ولا الزعماء العرب المجاورون لإسرائيل يثقون في حقيقة الأمر في إسرائيل أو في إمكانية السماح للفلسطينيين بالعودة إلى غزة مرة أخرى إذا غادروها. وسيكون ذلك مزعزعًا للاستقرار السياسي في الدول المجاورة، حيث يخشى القادة أن يُقابَل أي تهجير للفلسطينيين من أرضهم بغضب حاد من قبل الشعوب العربية.
وتابعت الصحيفة الأمريكية أن ترامب بدأ ولايته الثانية بتوسيع الأراضي كهدف معلن. ولكن ترامب لم يتراجع عن التعريفات الجمركية المقررة على السلع الكندية، ولكنه أكد أن حليفة الولايات المتحدة الثابتة وجارتها الشمالية ستكون من الأفضل أن تكون "الولاية رقم 51". وهدد بإعادة احتلال قناة بنما بسبب مخاوف مما أسماه بـ "التعدي الصيني" واعتقد أن جرينلاند، وهي جزء مستقل من الدنمارك، يجب أن يتم استيعابها في الولايات المتحدة من أجل إرضاء المصالح الاستراتيجية لواشنطن في القطب الشمالي.
ولكن الاقتراح الخاص بغزة، على الرغم من أنه يبدو غير محتمل، أصبح الأكثر إثارة للدهشة.. حسب تعبير الصحيفة، حيث طالما ندد ترامب بالدعم الأمريكي المفتوح لجهود الحرب في أوكرانيا وأعرب عن أسفه على الطرق التي أهدرت بها الإدارات الأمريكية المتعاقبة الدماء والثروات الأمريكية في الشرق الأوسط، لكنه طرح أمس الثلاثاء، التزامًا أمريكيًا سيكون مكلفًا ومميتًا ومتفجرًا سياسيًا.