مدير معرض مسقط للكتاب: مجمع عُمان الثقافي سيكون له دور مهم في دعم المثقفين
يبقى الكتاب المطبوع الذي نجد فيه الروح والرائحة وسيظل صامدا وسط هذه التحديات
نسعى لترجمة أدبنا بمختلف اللغات
بمجرد أن تدخل جناح سلطنة عمان فى معرض الكتاب، يستقبلونك بالقهوة والحلوى العمانية المتميزة المصنوعة من الهيل والزعفران وماء الورد، التى تمت صناعتها بشكل مباشر أمام جمهور المعرض، احتفالا بهم، تلك الحلوى التى تستغرق أربع ساعات فى صناعتها، الجناح مستوحى من الحارات العمانية القديمة، حرصا من الجانب العمانى على إبراز تراثهم وعاداتهم الأصيلة، كما تنتشر فى جنبات الجناح مجسدات لشخصيات فكرية وعلماء أثروا المشهد الثقافى العماني، أمثال أحمد بن خليل الفراهيدى وغيرهم، فضلا عن المخطوطات التى ترجع لعام 500 هجرية، وعناوين الكتب النادرة
كما يشارك الجانب العماني، بعدد من الفاعليات الثقافية والفنية، فضلا عن أنشطة الطفل فى معرض الطفل المواز لمعرض القاهرة الدولى للكتاب.
وعلى هامش فاعليات المعرض كان هناك اجتماع لمديرى المعارض مع اتحاد الناشرين العرب، لذلك كان لنا هذا الحوار مع أحمد الرواحى مدير معرض مسقط للكتاب فإلى التفاصيل.
< ماذا عن آليات مشاركتكم فى معرض القاهرة الدولى للكتاب الذى تحل فيه سلطنة عمان ضيف شرف هذه الدورة؟
نشكر جهودكم فى جناح معرض سلطنة عمان فى الدورة ال56 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، أعددنا الكثير من الجوانب المهمة التى نسعى من خلالها للتعريف بالثقافة والإرث الحضارى لسلطنة عمان، جناح السلطنة يحتوى على العديد من الأركان، نسعى من خلالها إلى إبراز المخطوطات العمانية، ونسلط فيها الضوء على حرص سلطنة عمان على هذا الدور والتراث الحضارى الكبير، ودورها فى المحافظة على هذا الإرث والتعريف به وصونه وحمايته، دائما فى جميع المحافل الثقافية، كما نسعى للتعريف بالثقافة العمانية، وخصائصها المتميزة بتقديم الحلوى والقهوة والترحيب بزوار المعرض، أيضا هناك العديد من الإصدارات لمختلف المؤسسات الرسمية، والحكومية التى نعرف من خلالها الجمهور على الإصدارات الحديثة، لعدد من المبدعين العمانيين فى مختلف صنوف المعرفة، وهناك أيضا ركن للترويج السياحي، نسعى من خلاله للتعريف بالمقومات السياحية والتنموية لسلطنة عمان بجميع المحافظات والولاية، أيضا تشارك خمس مؤسسات رسمية ضمن الجناح الرسمي، وأربع مؤسسات مجتمع مدنى وثلاث عشرة مكتبة ودار نشر، تعرض أهم إصداراتها فى هذا المعرض، ولاشك أن مشاركتنا فى معرض القاهرة الدولى للكتاب ذات أهمية كبري، باعتبار المعرض من أهم المعارض على المستوى العربى والعالمى .
< باعتبارك مدير معرض مسقط للكتاب ما الذى أسفر عنه اجتماع مديرى المعارض الدولية مع اتحاد الناشرين العرب خلال فاعليات معرض القاهرة الدولي للكتاب؟
مثل هذه الاجتماعات مهمة، لأنها تأتى فى إطار التنسيق المستمر بين جميع مديرى المعارض فى الوطن العربي، وتسعى فى المقام الأول إلى التأكيد على أهمية قضايا النشر والترجمة وقضايا حقوق الملكية الفكرية، والتأكيد على أنه موضوع ضيف الشرف ذات أهمية كبير تستطيع الدولة ضيف الشرف من خلاله أن تقدم نموذجها الثقافي والحضاري، وأيضا التأكيد على موضوع جدولة معارض الكتاب فى الوطن العربى قدر الإمكان نعرف أن هناك بعض المعطيات التى يجب أخذها بالحسبان، تتعلق بكل دولة ومعطياتها، لكن نسعى من خلال هذه الدورة إلى الاتفاق على جميع هذه الجوانب والوصول إلى تصور ورؤية واضحة من شأنها الدفع بالعملية الثقافية للأمام والدفع بصناعة النشر فى المقدمة.
< تشارك كل عام فى العديد من المعارض الدولية، ماذا استفدت من المشاركة فى المعارض الدولية، وانعكس ذلك على تجربة إدارتك لمعرض كتاب مسقط؟
الفائدة كبيرة جدا أن معارض الكتاب الدولية تتيح للمشاركين أيا كان توجههم ومكانتهم، ونحن كمديرى معارض يهمنا جدا الاطلاع على معارض الكتب، وكل معرض له خصائصه وله سماته وله جمهوره، على سبيل المثال معرض القاهرة الدولى للكتاب، هذا الفضاء المهم نجد فيه مشاركة كبيرة لعدد من المهتمين بالفكر والمثقفين من مختلف دول العالم العربى لذلك هذا الالتقاء الفكرى للقامات الثقافية وإقامة شراكات معهم ودعوتهم إلى معرض مسقط الدولى للكتاب للاطلاع عن قرب على دور النشر وإصداراتها والالتقاء بمديرى المعارض ومناقشة جميع هذه الهموم وما يتعلق بالنشر ومعارض الكتاب وتفاصيلها، أيضا ما يتعلق بتجربة المعرض من خلال استخدامه للتكنولوجيا والتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، كل هذا له أهمية وفائدة كبيرة بالنسبة لنا، فيما يمكن استنباطه على أرض الواقع فى معرضنا معرض مسقط الدولى للكتاب، ونحن دائما نأخذ بكل هذه الأحداث والتفاصيل والتجهيزات والتطوير وبالتنسيق والتعاون مع كل معارض الوطن العربى .
< ما أهم بروتوكولات التعاون التى تم توقيعها خلال أيام المعرض؟
طبعا هناك برنامج ثقافى ثرى وموسع تقيمه سلطنة عمان على هامش مشاركتنا فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، يحيى العديد من النخب الثقافية والفكرية المصرية، وعدد من السفراء والوزراء السابقين، وهناك ربما أهم محور سيكون مختبرا للسرد المشترك بيننا وبين الإخوة المصريين، سيتم من خلاله مشاركة ما يمكن أن يكون من مشاركة قائمة ومن تطوير وعلاقات فى المستقبل بيننا وبين الجانب المصرى ننتظر ما تفسر عنه من توصيات.
< عندنا معرض مواز لمعرض القاهرة للكتاب، وهو معرض الطفل فى دورته الخامسة، هل لديكم برنامج لهذا المعرض؟
نعم لدينا برنامج كبير فى هذا المعرض، فأنشطة الطفل لها جانب كبير من برنامجنا الثقافى والفني، وهناك العديد من الفاعليات منها الحكايات الشعبية والقراءة فى هذا الجانب من خلال عدد من المبدعين والمتخصصين العمانيين فى أدب الطفل.
< ما نصيب التراث العمانى من المشاركة فى المعرض؟
التراث حاضر بشكل كبير ولا شك أن سلطنة عمان تمتلك إرثا بشكل كبير، ربما للوهلة الأولى أن جناح سلطنة عمان مستوحى من الحارات العمانية، والمدن العمانية القديمة، هو يحمل هذه التيمة مستوحى من فكرة الحارات العمانية، وما تحمله من تجليات وأفكار إبداعية فى الهندسة الإبداعية، التراث حاضر فى المواقع العمانية والثقافة العمانية منها التعريف بتقنية "vr" المستخدمة فى جناح السلطنة يسلط الضوء على عدد من المقومات السياحية والتراثية، كما يسلط الضوء على الحرف التقليدية التى تتعلق بهذه الصناعة لأن التراث حاضر بكل تفاصيله .
< أنت معنى بشكل كبير بالترجمات، وأعتقد فى معرض السلطنة ستكون هناك ترجمات باللغة الكورية؟
سلطنة عمان تسعى لترجمة أدبها بمختلف اللغات، وهى تمضى قدما فى هذا الجانب، ليس بهذا للعديد من اللغات منها اللغات الكورية والآسيوية، وسلطنة عمان تمضى فى هذا المسار ويكون النطاق فى المستقبل بشكل مرموق .
< ازدهار المشهد الثقافى العمانى وصعود جيل الشباب العمانى دليل على وجود مؤسسات ثقافية قوية، وأن الكتاب العمانى بدأ يحفر لنفسه طريقا طويلا وواسعا؟
بطبيعة الحال الإبداع العمانى كان موجودا منذ عهود طويلة وفوز "جوخة الحارثي" بجائزة المان بوكر ربما هى البوابة على الأدب العمانى فى مختلف المجالات، لاحقا فاز زهران القاسمى بالبوكر بروايته "تغريبة القافر" وأيضا فوز عائشة السيفى بجائزة أمير الشعراء، وهناك العديد من الروايات العمانية، دخلت فى القائمة الطويلة والقائمة القصيرة لبعض الجوائز وللرواية العربية البوكر، وجائزة كتارا فاز بها العديد من العمانيين، الأدب العمانى فى تصاعد مستمر، وفى التأكيد على أهميته ومكانته على الأدب فى المستوى العربي، سلطنة عمان بكل أجهزتها الأدبية تدعم الأديب وتقدم له العون والدعم لترسيخ مكانته.
< ماذا عن المؤسسات الثقافية غير الرسمية؟
لهما دور كبير ومشهود لهم على مستوى المحلى والعالمي، وهى تقوم بدور مهم جدا فى دعم المثقفين والأدباء للفوز بالجوائز من خلال الفاعليات، ومن خلال تشجيع مشاركتهم فى مختلف المحافل الدولية، وبلا شك هذا الدور أصيل وملموس وواضح ومستمر .
< ماذا عن الناشر العمانى فى ظل التحديات التى تواجهها صناعة النشر وما الدعم الذى يتم تقديمه له؟
الكتاب العمانى مكانته مترسخة وكل يوم فى تصاعد والجهات الرسمية وغير الرسمية فى المجتمع المدنى وغيرها من الجهات تدعم الكاتب العماني، وتدعم حضوره فى دور النشر والمكتبات العمانية، قائمة بدورها وحاضرة فى مختلف المعارف، ووزارة الثقافة تقوم بدورها، ولاشك أن المكتبات لها مكانتها ودعمها المستمر.
< معرض كتاب مسقط وما وضعه على الخريطة الإستراتيجية الثقافية، ومحاورها السبعة لدعم الثقافة فى خطة 2040؟
المحور الثقافى مهم فى دعم إستراتيجية عمان لدعم الثقافة لخطة 2040 ومجمع عمان الثقافى أحد اللبنات والوجهات الثقافية المهمة التى نأمل أن يكون لها مستقبل فى دعم الثقافة، ولاشك أن هذا صرح مهم وواجهة ثقافية وحضارية مهمة، فى سلطنة عمان والثقافة مهمة جدا فى رؤية السلطنة 2040.وحضورنا كضيف شرف فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، بكل هذه المفردات والعمق التاريخى الكبير، أهم التجليات فى دعم الثقافة وتأكيد حضورها الدولى.