الإفراط في وقت الشاشات والإجهاد المزمن يصيبان الشباب بهذه الحالة
![التليفون](https://media.aldawlanews.com/img/25/02/06/1226230.webp)
لقد فرض العصر الرقمى الذى نعيشه الآن، الجلوس ساعات طويلة أمام الشاشات خاصة بالنسبة للشباب وهو ما يُشكل مخاطر على الصحة من بينها الإجهاد المزمن، وعلى الرغم من أن التكنولوجيا توفر العديد من الفوائد، إلا أن الإفراط في الاستخدام يهدد الصحة بشكل كبير، حيث إن الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات والإجهاد المزمن يعتبران عاملان خطر محتملة للإصابة بالسرطان، وفقًا لما ذكره تقرير موقع "تايمز أوف انديا".
ما العلاقة بين الإفراط في الجلوس أمام الشاشات والإصابة بالسرطان؟
التعرض المفرط للشاشات خاصة في الليل يتداخل مع الإيقاع اليومي عن طريق تثبيط إنتاج الميلاتونين، وهو هرمون يلعب دورًا مهمًا في تنظيم النوم والوظيفة المناعية، حيث يدخل الضوء المنبعث من الشاشات إلى شبكية العين، مما يثبط إنتاج الميلاتونين بها، مما يقلل من المراقبة المناعية ضد الخلايا الخبيثة، وقد تم ربط انخفاض مستويات الميلاتونين بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الثدي والبروستاتا وسرطان القولون والمستقيم.
كما يؤدي تعطيل الإيقاع اليومي أيضًا إلى الإجهاد التأكسدي وطفرات الحمض النووي، والتي تدعم تكوّن الأورام، ويؤدي التعرض المزمن للشاشات أيضًا إلى خلل في عملية التمثيل الغذائي، وبالتالي زيادة قابلية الإصابة بالسرطان من خلال الالتهاب الجهازي وآليات الإصلاح الخلوية المعطلة.
تأثير الإجهاد المزمن على تطور مرض السرطان
يلعب الإجهاد المزمن دورًا مهمًا في تطور السرطان من خلال اختلال عمل وتنظيم الغدة النخامية والكظرية والإفراز المفرط لهرمون الكورتيزول لفترات طويلة، والذى يؤثر سلبًا على المناعة عن طريق تقليل النشاط السام للخلايا التائية والخلايا القاتلة الطبيعية، كما يعزز الإجهاد طويل الأمد أو المزمن ما يسمى بالالتهاب الجهازي، مما يعزز السيتوكينات المؤيدة للالتهابات مثل الإنترلوكين 6، الذي يعزز نمو الورم ومقاومة موت الخلايا المبرمج، ولذلك يعد تقليل الإجهاد استراتيجية مهمة في السيطرة على تطور السرطان وتحسين نتائج المرضى.
التأثير التآزري لوقت الشاشة والإجهاد على الإصابة بالسرطان
يزيد وقت الشاشة المفرط والإجهاد المزمن بشكل تآزري من خطر الإصابة بالسرطان خاصة في الفئات العمرية الشابة، حيث يؤدي التعرض الطويل للشاشات إلى الخمول البدني واضطراب الإيقاعات اليومية، مما يثبط الميلاتونين، ويضعف المراقبة المناعية، ويزيد من تكوّن الأورام، وفي الوقت نفسه، يرفع الإجهاد المزمن مستويات الكورتيزول، ويعزز الالتهاب الجهازي، وكذلك تكوّن الأورام، ويزيد هذا العبء المزدوج من الإجهاد التأكسدي، حيث تتسبب أنواع الأكسجين التفاعلية (ROS) في تلف الحمض النووي، وتؤدي إلى طفرات جينية، وتعزز شيخوخة الخلايا، وبالتالي تزيد من تعرض الخلايا للتحول الخبيث والسرطان.
فيما يلى.. التدابير الوقائية ضد السرطان:
من الضروري إدراك أهمية تعديلات نمط الحياة التي تساعد في تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان المرتبطة بالإفراط في استخدام الشاشات والإجهاد، فإن الحد من وقت استخدام الشاشات لدى الشباب، وخاصة قبل النوم، يمكن أن يكون له أيضًا تأثير متوازن على إيقاعاتهم اليومية، مما يضمن نومًا أفضل.
كما تعمل التمارين الرياضية المنتظمة على تقليل التوتر والإجهاد وتقوية جهاز المناعة، وبالتالي تقليل احتمالية الإصابة بالسرطان، إن تعليم إدارة الإجهاد، بما في ذلك تقنيات اليقظة والتأمل والاسترخاء، يمكن أن يساعد في تقليل مستويات الكورتيزول الهرمون المسبب للتوتر والإجهاد.