الكاتبة الصحفية إلهام حداد تكتب : العرب .. وترامب
![الكاتبة الصحفية إلهام حداد](https://media.aldawlanews.com/img/25/02/13/1228984.webp)
لقد عانت الأمة العربية لعقود من الزمن من التدخلات الخارجية والتهديدات المستمرة التي تستهدف تفتيت وحدتنا وسرقة ثرواتنا، واليوم نجد أنفسنا أمام تحدٍ جديد، حيث يحاول البعض استخدام لغة التهديد والضغط ضد دولنا التي لا تسعى إلا للسلام والاستقرار. ومن أبرز هذه التهديدات ما صدر عن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي حاول مرارًا وتكرارًا فرض سياسات استعلائية على منطقتنا.
لكن إلى هنا وكفى! لقد حان الوقت ليعلم العالم أجمع أن العرب ليسوا ضعفاء، وأننا لن نقبل بأي تهديد يمس سيادتنا أو كرامتنا. من مصر التي تمتد بجذورها إلى آلاف السنين، إلى السعودية الحصن الحامي للعروبة والإسلام، مرورًا بالأردن الصامد في وجه الأزمات، نحن أمة واحدة، تحمل رسالة واضحة: السيادة والعزة خط أحمر، ولن نسمح لأي قوة خارجية أن تهدد أمننا واستقرارنا.
على شعوبنا العربية أن تقف صفاً واحداً، متحدة، في مواجهة أي تهديد خارجي. لن نتفرق، لن ننكسر، بل سنواجه هذه التهديدات بكل ما أوتينا من قوة، وسيظل صوتنا عاليًا مدويًا في كل المحافل الدولية. يجب أن يعرف ترامب وغيره من الزعماء الذين يسعون لتركيع العرب أن عصر الخضوع قد ولى، وأننا اليوم نقف على أرض صلبة، مسلحين بعزيمة لا تلين وإرادة لا تُقهر.
العالم بأسره يشهد على ما قدمته دولنا من مبادرات للسلام، وكيف بذلنا الجهود من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في منطقتنا. لكن للأسف، هناك من يسعى لتقويض هذه الجهود عبر بث الفرقة والتهديد باستخدام القوة. إننا نقول لهم بكل حزم: لن نرضخ. نحن نمتلك القدرة على الدفاع عن أوطاننا، وسنقف بكل شموخ في وجه أي تهديد.
يجب أن يفهم الجميع أن العرب لن يكونوا ورقة في لعبة السياسة العالمية، بل هم لاعبون أساسيون يصنعون مستقبلهم بأيديهم. إذا كان ترامب يظن أنه قادر على ليّ ذراع أمة بأكملها، فهو مخطئ. فاليوم، تقف مصر، السعودية، الأردن، وكل الدول العربية المحبة للسلام، في مواجهة أي محاولات لفرض الهيمنة علينا.
نحن أمة السلام، نعم، لكننا أيضًا أمة الكرامة. ولا نطلب شيئًا سوى احترام حقوقنا وسيادتنا. سنبني التحالفات، وسنعزز الجبهة الداخلية، وسنظل نعمل من أجل السلام، ولكن من يريد العبث بأمننا وسلامة شعوبنا، فليعلم أننا قادرون على الرد بكل حزم وقوة.
اليوم، على كل مواطن عربي أن يدرك حجم التحدي، وأن يقف خلف قيادته، يدعم وحدته، ويساند دولته في هذا الوقت العصيب. لا مكان للخوف أو التردد. رسالتنا للعالم واضحة: العرب لن ينسحبوا ولن ينكسروا، بل سيظلون حماةً لأوطانهم، وقادةً لمستقبلهم. إننا أمة لا تعرف الاستسلام، وإن تهديدات ترامب ومن يشبهه لن تكون إلا دافعاً لنا للتماسك والتلاحم أكثر، ولتعزيز قوتنا في مواجهة التحديات.
فلتكن كلمتنا اليوم واحدة: لن نرضى بالتهديد، ولن نسمح بالهيمنة. سنواجه بكل شجاعة، وسنظل أحرارًا، مستقلين، أعزاءً كما كنا دائمًا.