ذكرى وفاة شيخ الانشاد الديني الشيخ نصر الدين طوبار زار المسجد الأقصى وانشد. خلال تواجد الرئيس السادات

تحل اليوم ذكرى رحيل رائد المدائح النبوية، وإمام المبتهلين، وملك دولة الإنشاد الديني من دون منازع، وأحد أبرز الأسماء التي حفرت مكانتها في قلوب المصريين والعالم أجمع، حتى وصفته الصحف الألمانية أنه يضرب على أوتار القلوب، إنه الشيخ نصر الدين طوبار، الذي تميز بجمال صوته وسلامة مخارج الألفاظ لديه،وكان قارئًا للقرآن الكريم ومنشدًا للتواشيح بمسجد الخازندارة بحي شبرا فى محافظة القاهرة. لقب الشيخ نصر الدين طوبار، الذي يعد صوته إحدى العلامات المميزة للإذاعة المصرية، بأنه كروان الإسلام ذو الصوت الملائكي، ولا يختلف على ملائكية صوته الذي يعرف كيف يبكيك وكيف يجعلك تشعر بالتضاؤل، ويجعلك تشعر بالفخر، وكيف يُشعرك بالحنين الغامر لخالقك، وكيف يُحملك علي الاعتراف بذنوبك، وكيف يجعل روحك ترتقي عن كل شوائبها ونقائصها وتصعد لمكان أرقي وأطهر.
وكان الشيخ طوبار أول مصري ينشد في قاعة ألبرت هول الملكية الشهيرة بلندن، خلال الحفل الذي أقامه المركز العالمي الإسلامي. ولد الشيخ نصر الدين طوبار في السابع من يونيو عام 1920، بمركز المنزلة محافظة الدقهلية، وتوفي في 16 نوفمبر 1986، عن عمر ناهز 66 عامًا، بعد مسيرة طويلة قدم خلالها العشرات من التواشيح والابتهالات الدينية والإنشاد في مصر وفي جميع دول العالم. بزغت موهبته مبكرًا منذ نعومة أظافره، وأعجب والده الحاج شلبي طوبار، بصوته العذب، وطريقة أدائه فقام بتحويله من المدرسة الخديوية بالدقهلية إلى المدرسة الأولية التي كانت تهتم بتعليم اللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم، حتى أتم حفظه للقرآن الكريم قبل أن يبلغ عمره 10 سنوات.
ذاع صوت "طوبار" في مدن وقرى محافظة الدقهلية وخلال الحفلات التي كان يحييها في المناسبات الدينية تطوعًا، حتى طالب الأهالي والأقارب والده، وحفزوه للتقديم له في اختبارات المبتهلين والمنشدين بإذاعة القرآن الكريم.
ورسب الشيخ طوبار في اختبارات إذاعة القرآن الكريم ست مرات، ولم يثنهِ ذلك عن الاستمرار في المشاركة في الحفلات الدينية بالمساجد، حتى نجح في اختبار المرة السابعة
استطاع أن يحافظ إمام المبتهلين في عصره على أعداد المعجبين من جمهوره، بل كانت تزيد أضعافًا مضاعفة، مع كل حفل أو مناسبة يشدو وينشد فيها بتمجيد الله ومدح النبي صلى الله عليه وسلم.
ويعتبر الشيخ نصر الدين طوبار أول مبتهل ينشد لحرب أكتوبر 1973 وأبطالها، فأنشد "سبّح بحمدك الصائمون" و "انصر بفضلك يا مهيمن جيشنا".
تتلمذ نصر الدين طوبار على يد مشايخ كبار أمثال مصطفي إسماعيل وعلي محمود
اختير مشرفًا وقائدًا لفرقة الإنشاد الديني التابعة لأكاديمية الفنون بمصر في عام 1980 .
سافر وجال في العديد من الدول العربية والأوروبية، بدعوات من المراكز الإسلامية، حتى ذاع صيته في العالم الغربي، ومنحته إحدى الصحف الألمانية لقب "الضارب على أوتار القلوب
وكان الشيخ طوبار أول مصري ينشد في قاعة إلبرت هول الملكية الشهيرة بلندن، خلال الحفل الذي أقامه المركز العالمي الإسلامي. كرمته كل الدول التى زارها إعجابًا وتقديرًا لصوته العذب، حتى تربع على عرش كبار المبتهلين والمنشدين العرب حتى بعد وفاته، وتم تعيينه قارئًا للقرآن الكريم، ومنشدًا دينيًا بمسجد الخازنداه بحي شبرا، واختير مشرفًا وقائدًا لفرقة الإنشاد الديني بأكاديمية الفنون عام 1980، وشارك في احتفالية مصر بعيد الفن والثقافة 1980.
طوبار صاحب الابتهالات والإنشادات الدينية اليومية بمسجد الحسين خلال شهر رمضان الكريم، كان الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي، والشيخ مصطفى إسماعيل، ومحمود علي البنا، والشيخ راغب مصطفى غلوش، أقرب الأصدقاء له.
قدم الشيخ نصر الدين طوبار ما يقرب من 200 ابتهال، في الساحات والمساجد والمناسبات الدينية والثقافية والتي كان أبرزها: "يا مالك الملك، مجيب السائلين، جل المنادي، يا سالكين إليه الدرب، يا بارئ الكون، الله كان ولا شئ سواه، كل القلوب إلى الحبيب تميل، بك استجير، يا من يراني في علاه ولا أراه، الطير سبحه، يا عالم السر، مؤنسي في وحدتي، يا نصير المظلومين
لم يتوقف صوت الشيخ نصر الدين طوبار على التواشيح والابتهالات الدينية، فقد كان من أوائل من ابتهل للجنود المصريين وأبطالنا في حرب أكتوبر 1973 حيث أنشد ابتهال "سبح بحمدك الصائمون"، وكذلك الابتهال "انصر بفضلك يا مهيمن جيشنا"، وتلقى إشادة كبيرة من الرئيس الراحل أنور السادات على هذين الابتهالين، كما اصطحبه في زيارته للقدس سنة 1977 للابتهال في المسجد الأقصى
أنشد الشيخ طوبار في حفل بالمسجد الأقصى حين زاره مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات في رحلته إلى القدس، وكان بصحبته الشيخ مصطفى إسماعيل وعبدالباسط عبد الصمد وشعبان الصياد، وكان ذلك يوم العيد من عام 1977، وكان الشيخ "نصر الدين طوبار" يكبر للعيد بنفسه، بينما يردد بعده المصلون بالمسجد الأقصى.