الربيع الأوروبى.. هل تسببت البيان الشيوعي في اضطرابات أوروبا السياسية؟

تمر اليوم الذكرى الـ 177، على إعلان كل من كارل ماركس وفريدريك إنجلز "البيان الشيوعي"، وذلك في 21 فبراير عام 1848، ليصبح من أهم الوثائق السياسية على الإطلاق، إذ كان الملهم للعديد من الثورات حول العالم.
وتسبب البيان الشيوعي منذ إطلاقه في بث الروح الثوري في قلوب العديد من الأحزاب والتيارات العمالية في أوروبا، ما خلق ما أطلق عليه فترة "الربيع الأوروبي" التي شهدت تهديد واضح للطبقة البرجوازية التي كانت تسيطر على مفاصل الأمور بالقارة العجوز لعدة قرون مضت، مع تزايد نضال الطبقات العمالية والحزبية الثورية بشكل كبير.
وبدأ "الربيع الأوروبي" في شبه الجزيرة الإيطالية عام 1847، نتيجة لتراكم العوامل السياسية والاقتصادية الصعبة، فامتدت إلى باريس وفيينا وميلانو وروما والبندقية وبرلين وميونخ وكولن وفرانكفورت وكوبنهاغن وبودابست وغيرها.
فشلت بعض الثورات بينما نجحت أخرى وقتيا، فتغير نظام الحكم في فرنسا، وأسقطت حكومة لويس فيليب الملكية، ثم تم تشكيل حكومة مؤقتة، اختير بعدها لويس نابليون للحكم، كما أدت الثورة في ألمانيا والنمسا إلى تحرير العبيد، بيد أنهم استمروا في العمل بأجور زهيدة.
ولعل ذورة تحقيق البيان الشيوعي ما أنشده ماركس وانجلز في حياتهما، ظهرت مع قيام الثورة البلشفية في روسيا، إذ تبنىى الزعيم الروسي فلاديمير لينين، الذي اعتبر البيان المرجعية الأساسية للثورة، بل وطوره وأطلق عليه "النظرية الماركسية"، ورأى أن النظام الاشتراكي والقضاء على الملكية الخاصة هما الطريق الأنجع لتحقيق العدالة الاجتماعية، ثم قاد عام 1917 "الثورة البلشفية" التي أطاحت بالنظام القيصري في روسيا، ومهدت لتأسيس الاتحاد السوفياتي.