عريب الرنتاوي: التهجير مقدمة لإعادة هندسة الشرق الأوسط وليس تصفية القضية الفلسطينية فقط

أكد دكتور عريب الرنتاوي، رئيس مركز القدس للدراسات السياسية بالأردن، خلال مشاركته عبر تطبيق زوم، بمؤتمر غزة ومستقبل الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، أن التهجير مقدمة لإعادة هندسة الشرق الأوسط وليس تصفية القضية الفلسطينية فقط، مشيرا إلى أن التهجير كما طرحه ترامب ليس نزوة عابرة، وهو مشروع قديم ببنية جديدة، ولا يمكن التصدي لهذا المخطط إلا برؤية استراتيجية شاملة، وعلى الرغم من أن مشروع تهجير الفلسطينيين من أرضهم تراجع بفضل الصمود الفلسطيني والرفض العربي (الأردني والمصري بالأخص)، لكنه لم يسقط للأبد، ويظل بانتظار ظرف جديد وسياقات جديدة.
وشدد على أن هناك عامل مهم ومقرر في مصير مشروع التهجير الفلسطيني، يدور حول المبادرة المصرية ومصير اتفاق وقف إطلاق النار، وما إذا كنا سنذهب إلى جولة جديدة من الحرب، أم لا، مؤكدا أن الأردن يرفض التهجير رفضًا قاطعًا كون التهجير يمس أمن الأردن واستقراره، وهنا تلتقي المخاوف الأردنية بالمصرية.
وأوضح أن الأردن يملك 4 ملايين فلسطيني، يحمل ثلاث أرباعهم الجنسية الأردنية، وإضافة المزيد من الفلسطينيين حال التهجير، يعني اختلال آخر في الميزان الديموغرافي الحساس في البلاد، فضلا عن أنه يعني "تحويل الصراع" من فلسطيني إسرائيلي، إلى صراع أردني داخلي، ويهدد بحالة مستدامة من عدم الاستقرار، ويفتح الباب لديناميكيات جديدة على طول الحدود الأردنية -الإسرائيلية.
وأضاف أن ترامب ليس لدى خطة للسلام، والأفكار حول غزة والضفة والقدس و"حل الدولتين" تزرع بذور لاحقة لتمهيد فكرة انهيار الدولة الفلسطينية، وهو بمثابة انهيار لخط دفاع أول عن هوية الأردن وكيانه، لافتا إلى أن العلاقة "الأردنية – الأمريكية" غير محصورة فقط بالملف الفلسطيني، بل لها أبعاد أخرى مثل البعد الأمني والاستخباراتي والعسكري، والأردن قادر على الرفض دون المقامرة بالقطيعة مع واشنطن.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن مجموعة من الدول العربية، "الخماسية العربية" تستطيع أن تبعث برسائل أهمها التلويح بورقة التطبيع والاتفاقات الإبراهيمية، وحتى معاهدتي السلام، وحينها لن يكون الطرف العربي، هو الطرف الأضعف في المعادلة، مؤكدا أنه لابد وأن توضع الاتفاقات الابراهيمية في كفة ونفاذ مشروع التهجير في كفة أخرى.