محمد شوقى: ”قلبى ومفتاحه” مسلسل من زمن الحب

يجمعنا المخرج تامر محسن على موعد مع السعادة والمتعة والرقى والفن الذى نترحم عليه ونشتاق إليه فى مسلسل قلبى ومفتاحه، هذا العنوان المأخوذ من أغنية جميلة رقيقة من أجمل ما غنى موسيقار الشرق فريد الأطرش، بنغمات ساحرة خلابة تنساب فى وجدانا ومشاعرنا ولها معنا ذكريات جميلة كلما سمعناها.
يأتى المبدع تامر محسن ليستكمل معنا هذه الأغنية الجميلة الرقيقة فى شكل عمل درامى يأخذنا إلى عالم أغنية «قلبى ومفتاحه»، عالم راق ودنيا جميلة، فمن الحلقة الأولى، والمسلسل يمتلئ بالدفء والراحة النفسية والهدوء والجماليات فى كل مشهد ومع كل ممثل مهما كان دوره كبيرا أو صغيرا
ما كل هذا الجمال الذى ينشره المخرج تامر محسن حولنا وفى خضم موسم درامى رمضانى مملوء بكم كبير من الأعمال الدرامية المتنوعة والمنتقاه التى تنافس بعضها البعض.
تامر محسن يأتى بجديد وجميل ومبهر بمنتهى البساطة والتميز. حركة الكاميرا السريعة المميزة فى اللقطات المعبرة مع زاويا التصوير التى تعبر عن أحاسيس ومشاعر المشهد، جمال وروعة سماع أغنيات شادية وفريد الأطرش وأم كلثوم فى خلفية المشاهد مع وجود زهور كثيرة طبعية، وشكل البلكونات والشقة المصرية الحقيقية الطبيعية وشكل الشارع المصرى فى صباح اليوم مع مطعم الفول والطعمية مع لمة العائلة على سفرة واحدة يعطى الدفء والونس للمسلسل.
هذه التفاصيل البسيطة الموجودة داخل مشاهد مسلسل قلبى ومفتاحه أعطت المسلسل رونقا خاصا مليئا بالحب والرومانسية التى افتقدناها فى الواقع والتمثيل وكم نشتاق إليها كثيرا واقعيا و دراميا! فتامر محسن هو مخرج التفاصيل الدقيقة، التى نستمتع بها ونحن شاهد مسلسل هادى وراسى وبسيط و راقى بكل ما فيه.
كل هذا الجمال مع أداء مميز ومختلف للغاية لطاقم العمل الذى لا تعرف فيه من هو بطل وبطلة العمل من جمال وتميز وروعة الأدوار وأداء كل ممثل بعظمة وبساطة وتلقائية كبيرة.
آسر ياسين ومى عزالدين فى شكل جديد تماما، أداء هادئ، تلقائى، ملىء بالنضج، والتميز، وكأننا نشاهد وجهين جديدين. ومحمد دياب الممثل الذى يبهرنا فى كل دور يقدمه شريرا كان أو ابن بلد مجدع، فهو ليس فقط نجما، بل أصبح ممثلا من العيار الثقيل يتعايش تماما مع الشخصية بكل تفاصيلها، والمفاجأة الكبيرة وجود النجم الكبير أشرف عبدالباقى الذى فاجأنا بدور كبير ومهم بعد ما أصقلته التجارب والخبرة ليقدم نفسه من جديد بشكل مبهر.
ولم تنته مفاجآت المخرج المبدع تامر محسن عند كل هذا، الجمال فقد توج هذا الجمال بظهور خاص ومميز واستثنائى للفنان محمود عزب، الذى يقدم نفسه للجمهور وكأنه وجه جديد، ويظهر على الشاشة لأول مرة فى دور «عم ناصر» العاشق المحروم الذى عاش 45 عاما من عمره يحب من بعيد دون أن يخبر أحدا بحبه وعندما أراد أن يفصح بهذا الحب كان للقدر رأى آخر، رجل يحمل مشاعر عظيمة بنظرة عينيه ورعشة يديه وتفاصيله وجهه الشاحب الذى أنهكه الزمن ومشقة الحياة، ولا أبالغ إن قلت إن الفنان محمود عزب هو مفاجأة دراما رمضان الأهم و الأفضل.
الجميع أبطال المسلسل بلا استثناء، حتى موسيقى مسلسل قلبى ومفتاحه التى تأخذنا لعالم جميل يحمل معها مشاعر الحب والجمال للموسيقار الموهوب سارى هانى.