الحضارة المصرية القديمة.. جذور الآلهة الفرعونية

تعد الحضارة المصرية القديمة واحدة من أكثر الحضارات الإنسانية استمرارًا وحضورًا، ومنها جانب مهم يتعلق بالدين، وتذهب الدراسات إلى أن كثير من المعبودات لها أصول معينة في الثقافة المصرية، ومن ذلك ما يقوله كتاب "الديانة المصرية" لـ خزعل الماجدي.
جذور الآلهة (الطبيعية والفتيشية والطوطمية)
لم تكن الآلهة المصرية تصورات مجردة أو شكلًا من أشكال التعبير الذهني عن القوة السارية في الطبيعة، بل كانت مغمسة الجذور وفي كل مظاهر الطبيعة وذات أصول تغرق في المعتقدات السحرية الفتيشية والطوطمية.
لقد كانت الطبيعة بمعناها الواسع المنهل الأول الذي نهلت منه الديانة المصرية آلهتها ولاهوتها وطقوسها، فقد شكلت مظاهر الطبيعة من سماء وأرض وشمس وكواكب ومياه وأنهار ونباتات وحيوانات وأشياء مصنوعة إيحاءات بأشكال وصور الآلهة بل وحتى عقائدها.
عبدت الكثير من الآلهة بشكلها الحيواني وعبد الإله سوبك على شكل التمساح في الجلين ودندرة وسايس ولاحقًا في الفيوم.
وهناك حيوانات خرافية مركبة ليست بشكل "حيواني بشري"، بل تجمع في تركيبها أكثر من حيوان مثل كائن "سيجات" الأسطوري الذي يجمع بين رأس الطير وجسد البقرة بأثداء متعددة وأرجل أمامية للكلب وخلفية للبقرة أو الحصان وذيل للأسد ينتهي بزهرة لوتس، ويذكرنا هذا الكائن بالكائن الخرافي البابلي "موش خوش" المرافق للإله مردوخ، وتستعمل هذه الكائنات للإيحاء بتعدد الأرواح فيها وقوتها.
وهناك رموز فتيشية طبيعية دخلت في تكوين ووظيفة الآلهة، مثل قلم الكتابة عند الإلهة سشات إلهة الكتابة وقرينة تحوت، والرمح عند الإله "حا" الإله الحارس للموتى كما في الشكل: