تعفن الدماغ.. دراسة تكشف وجهًا مظلمًا للذكاء الاصطناعي

في ضوء الاستخدام المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ظهرت مؤشرات مقلقة حول تأثيره العميق على سلامة الدماغ البشري، وذلك عقب دراسة موسعة أجرتها جامعة بريطانية مرموقة، ونشرتها إحدى المجلات الطبية المتخصصة، حيث تناولت هذه الدراسة مدى ارتباط الاستخدام المتكرر للأدوات الذكية بزيادة حالات الخرف وأمراض الذاكرة وتلف أنسجة الدماغ.
تضمنت الدراسة متابعة دقيقة لأكثر من 12 ألف شخص من شرائح عمرية متنوعة، خضعوا للمراقبة العلمية المستمرة على مدى ثلاث سنوات، مع تسجيل دقيق لتفاعلهم اليومي مع تقنيات مثل المساعدات الصوتية وخيارات الكتابة التلقائية وأدوات الترجمة الذكية، بهدف تتبع الأثر العقلي الناتج عن الاعتماد المتنامي على هذه الأنظمة الحديثة.
النتائج كشفت تراجعًا ملحوظًا في النشاط العقلي لدى كثير من المشاركين، لا سيما في المناطق الدماغية المعنية بالتفكير التحليلي واتخاذ القرار، إذ بدا واضحًا أن من يعتمدون بشدة على الذكاء الاصطناعي بدلاً من تشغيل عقولهم بشكل فعلي، يتعرضون لتباطؤ في نشاط الخلايا العصبية، وتدهور في الاستجابة الذهنية والتقييم العقلي.
المثير أن المؤشرات البيولوجية أظهرت ارتفاعًا بنسبة تجاوزت 30% في معدلات الالتهاب العصبي داخل الأدمغة، إلى جانب ملاحظة بداية مبكرة لانكماش القشرة الدماغية، وهي إشارات أولية تدل على حالات تعفن عصبي قد تتطور لاحقًا إلى أمراض أكثر تعقيدًا، مثل الزهايمر وتراجع الوظائف الإدراكية.
أحد أعضاء الفريق البحثي، وهو طبيب مختص في علم الأعصاب، أوضح أن الخطر الحقيقي لا يكمن في استخدام التكنولوجيا بحد ذاتها، بل في الإفراط في الاعتماد عليها، فالدماغ مثل العضلات، يحتاج إلى جهد متواصل ليبقى نشطًا، أما الركون إلى أدوات تقوم بالمهام بدلًا عنه، فهو أشبه ما يكون بالخمول العقلي، الذي يؤدي بمرور الوقت إلى ضعف الأداء وفقدان المرونة الذهنية.
البحث اختتم بتحذير من التبعات المستقبلية لهذا الاتجاه المتزايد في استهلاك الذكاء الاصطناعي، مشددًا على أهمية توجيه استخدام هذه التقنيات نحو المساعدة لا الاستبدال، مع الدعوة لنشر مفهوم جديد يقوم على التعاون بين الإنسان والآلة، بدلًا من ترك الآلة تقود العقل نحو التكلس والنسيان.