أتوبيسات الفرح تجوب أسيوط.. عروض فنية متنقلة في العيد القومي

في أجواء مفعمة بالحيوية والبهجة، أطلقت محافظة أسيوط مبادرة احتفالية غير تقليدية بمناسبة ذكرى يومها القومي السادس والعشرين بعد المئتين، الذي يحل في الثامن عشر من أبريل من كل عام، حيث قرر اللواء الدكتور هشام أبوالنصر، محافظ أسيوط، أن يُدخل الفرحة إلى شوارع المدينة من خلال تشغيل أتوبيسات سياحية مكشوفة، تجوب الميادين والطرق، وتحمل على متنها فرقًا استعراضية تقدم عروضًا موسيقية وغنائية مباشرة أمام المواطنين.
وقد تفاعل سكان المدينة مع هذه العروض الاستثنائية بشكل واسع، حيث اصطف المواطنون على الأرصفة وتجمعوا في الميادين لمشاهدة الفقرات الفنية، التي مزجت بين الطرب والاستعراض بروح احتفالية أضفت على المدينة طابعًا مميزًا، وجعلت من شوارعها ساحة مفتوحة للفن والبهجة.
وأشار محافظ أسيوط إلى أن هذه الخطوة تُعد واحدة من فعاليات عديدة تتضمنها أجندة الاحتفالات الخاصة بهذه المناسبة، مشددًا على أن الهدف الأسمى هو تعميق الارتباط بالوطن وتعزيز الهوية الثقافية لأبناء المحافظة، من خلال مبادرات مبتكرة تلامس وجدان الناس وتستحضر التراث الفني بأسلوب عصري ومشوق.
وأوضح المحافظ أن هذا النوع من الأنشطة يُعد بمثابة منصة لإبراز ما تزخر به أسيوط من مواهب محلية في مجالات الفنون المختلفة، ويُسهم في إعادة إحياء المشهد الثقافي الشعبي، بما يعزز من روح الانتماء، ويُرسخ لقيم الجمال والإبداع في الحياة العامة.
وتُحيي أسيوط في هذا اليوم ذكرى ملحمة تاريخية خالدة، حين انتفض أهالي قرية بني عديات في وجه الحملة الفرنسية عام 1799، ليسجلوا صفحة من صفحات البطولة الشعبية، وهو الحدث الذي يمثل جوهر العيد القومي للمحافظة، والذي يُحتفل به سنويًا من خلال فعاليات متعددة تشمل عروضًا فنية وندوات ثقافية وأنشطة تراثية متنوعة تجسد روح المقاومة والصمود.
هذا الحراك الفني في شوارع المدينة لم يكن مجرد احتفال، بل رسالة بصرية وموسيقية تُعبّر عن محبة الناس لوطنهم، وتؤكد أن الفن الشعبي يمكن أن يكون وسيلة فعّالة للتقارب والتفاعل بين الناس والمؤسسات، حين يُقدَّم بأسلوب يليق بتاريخهم ويستحق حاضرهم.