مؤتمر شباب الاحزاب والقوى السياسية بشرم الشيخ يفتح ملفات الفن الهابط.. ويؤكد هناك أزمة ضمير شوهت الشخصية المصرية
تأثير القوى الناعمة على تشكيل وعى الشباب والتصدى للفن الهابط فى عيون مؤتمر شباب الاحزاب والقوى السياسية بشرم الشيخ
عبد المقصود غنيم المخرج المسرحى الكبير.. القوى الناعمة تأتى من خلال الاعمال الفنية الهادفة سواء على المسرح أو الدراما التلفزيونية كما شاهدنا الصعود للهاوية، ودموع فى عيون وقحة ورأفت الهجان والتى تحكى عن عظمة المخابرات المصرية
محمد تيسير..يناشد الضمير الفنى الغائب أن يراعى كل فنان ربه وضميره ..نحن بحاجة ماسة لأن تقدم صناعة الدراما والسينما أعمالاً حقيقية تعبر عن الشخصية المصرية تكون باعثة للأمل والعمل والقدوة والانتماء
كتب عوض العدوى -شيماء صلاح
طالب مؤتمر شباب الاحزاب والقوى السياسية تحت رعاية التحالف السياسى المصرى ، والحزب الدستورى الحر ، وإرادة جيل ، والذى أختتم أعمالة بقاعة المؤتمرات الدولية بمدينة شرم الشيخ مساء الخميس الماضى ، إثناء مناقشة موضوع " تأثير القوى الناعمة على تشكيل وعى الشباب " والذى أدارة الدكتور محمد غنيم فى حضور نخبة من المتخصصين والخبراء فى هذا الشأن، بضرورة عودة الضمير الفني بعد إن شوهت الشخصية المصرية وإعادت القوى الناعمة البنائة كما كانت فى الماضى من دراما هادفة بعد الغزو الوافد إلينا عن طريق القنوات التلفزيونية الفضائية، والذى يحمل إسفافاً حيث تلعب مئات من الفضائيات دورا خطيرا في قلب مفاهيم الشباب واهتماماتهم، وتفتح أبوابها وأبواقها وتسخر أدواتها وإمكانياتها للفكر الانحلالي الغربي، فضلاً عن إنتاج أفلام تحتوى على الكثير من مشاهد العنف والجنس والتى أصبحت ظاهرة كاريثية بكل أبعادها، وبث أغانى المهرجانات ومنها " بحبك يا حمار" ، و " كوز المحبة أنخرم " و " حلاوة روح" لممثلة الاغراء " هيفاء وهبى"
حيث أكد اللواء مدحت الحداد رئيس حزب حماة مصر ، إن رصدنا للتشوهات التى طالت الشخصية المصرية بسبب غياب الضمير الفنى.. وتحدثنا عن السينما والغناء وحالة الانفلات التى طالت الإعلام المصرى.. الهدف ليس البكاء على أطلال الماضى أو إثارة شجن القارئ، الهدف هو البحث عن روشتة علاج من خلال تطبيقها نستطيع استرداد أمجاد الماضى وتصحيح المسار.. واليوم نحاول من خلال مؤتمر شباب الاحزاب والقوى السياسية أن نضع الكرة فى ملاعب أصحابها ونلفت الأنظار إلى أن كل مسئول فى موقعه يستطيع التصحيح لو أخلص النية وعقد العزم لحماية المجتمع من موجات الإسفاف التى أفسدت وطالت كل مجالات الإبداع؟
وقال " الحداد" نريد أن نرجع الى ماضينا، الى إحترام الاب والام، أن نرجع الى زمن الفن الجميل وقال أتعجب عندما أستمع الى أغنية بحبك ياحمار ، وأغنية كوز المحبة أتخرم، وتسأل هل وصلنا الى هذا الانحدار ، ونحن من أنجبنا العالم أحمد زويل ، وأسامة الباز ونجيب محفوظ،ومجدى يعقوب
وقال عبد المقصود غنيم المخرج المسرحى ومدير مجمع مبارك للثقافة والفنون بدمنهور،إن الفن يعتبر القوة الناعمة والقوة الناعمة، مثل الجيش، بس الجيش قوى بالحرب ، أما القوى الناعمة تأتى من خلال الاعمال الفنية الهادفة سواء على المسرح أو الدراما التلفزيونية كما شاهدنا الصعود للهاوية، ودموع فى عيون وقحة ورأفت الهجان والتى تحكى عن عظمة المخابرات المصرية ، مشيراً الى أنة من خلال القوى الناعمة نستطيع أن نغير الدنيا كلها ، وإذا كان لدينا موسقى جيدة والحان راقية نستطيع من خلالها أن نغزوا بها العالم مثلاً "أم كلثوم" جمعت كل الشعوب العربية والافريقية ، فالفن هنا له دور كبير جداً لأنه يخاطب الروح والوجدان ،واذا كان عندك فنان كبير أو فنانة كبيرة تقدر يكون عندك رسول لكل الدول ليقدم فنك وثقافتك ويقدر يوحد بين الشعوب العربية للاشترك بيننا من حيث الثقافة والدين واللغة كل هذه الاشياء مقومات بتجمع بين كل الشعوب العربية
وأشار " غنيم " الى أن الفن سلاح قوى وفعال فى بناء أو تدمير الشعوب، لافتاً إلى أن الفن المصرى فى الماضى كان سفيراً لمصر فى كل الدول العربية وكان القوة الناعمة للإصلاح والتوعية وبناء الفكر مثل فيلم أرض النفاق، ولكن فى السنوات الأخيرة حدث تدهور فى الفن والأغنية والأفلام المصرية، فأصبحت تعتمد على إحياء الغرائز مثل الجنس والعنف، تحت مسمى "الجمهور عايز كده" وهذا غير مقبول، وهو ما أدى إلى هجر الطبقة المتوسطة المثقفة للسينمات، وأصبح الربح السريع هو الهدف الأساسى لإنتاج الأفلام.
وقال انة يجب علينا كأحزاب ومجتمع مدنى أن ندافع عن جيلنا الجديد ضد محاولات تدميره أخلاقياً وتسطيحه فكرياً باستخدام الأغانى والأفلام الهابطة والتى تسمى أفلام "المقاولات" وأغنية "كوز المحبة أتخرم"، وغيرها من أغانى المهرجانات.
وطالب بضرورة قيام أجهزة الرقابة فى الدولة بمنع عرض الأفلام والأغانى التى تدمر شبابنا وتدعو للعنف والرذيلة، وضرورة قيام الدولة بإنتاج أفلام مثل الناصر صلاح الدين وغيرها من الأفلام الهادفة، والاستعانة بممثلين متميزين يتنازلون عن أجرهم من أجل إنتاج أعمال درامية ضخمة تسهم فى بناء عقول الجيل الجديد ويكون ذلك مثالا يحتذى به بقية المنتجين فى مصر.
وقال " غنيم " أنة يجب على السينما والإعلام فى مصر أن تكون لهما رسالة سامية، تسهم فى بناء مجتمع مثقف على خلق، ويرتقى بطبقات الشعب غير المتعلمة لمستوى فكرى أكثر رقياً، مع ضرورة إنشاء قصور للثقافة بمفهوم جديد بالمحافظات المحرومة ، وأيضاً إعادة مسرح الطفل
وقال محمد تيسير مطر على هامش الجلسة الختامية للمؤتمر، إن تشويه الأغنية المصرية يعد إحدى الأزمات الكبيرة التى يمر بها الوسط الفنى المصرى خلال الربع قرن الأخير مما أدى التى تشويه متعمد للشخصية الغنائية المصرية، فلم تعد الأغنية بخير كما كانت من قبل عندما كان على رأس هرم الأغنية أسماء مهمة ممثلة فى أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم وغيرهم من الأسماء التى سطرت التاريخ الأغنية العربية، مشيراً الى اننا وصلنا لمرحلة من الانهيار لا يمكن الصمت عليها من أجل هذا الوطن الذى أنجب صفوة النجوم فى الطرب والتلحين والشعر وفى شتى مجالات الفن الأخرى لذلك فالصمت على أى خروج عن الاحترام جريمة فى حق المصريين جميعاً، ، لأننا بصراحة شديدة ما نشاهده فى بعض الأغانى المصورة وفى الفيديوهات والفضائيات ليست أغانى لكنها أعمال تدعو للفجور، ومصر بلد العظماء لا يليق بها مطلقاً أن يخرج منها هذه النوعية من الأغانى.
وطالب بضرورة أن تقوم نقابة الموسقيين بدورها فى مكافحة هذه النوعية من الأغانى وذلك من خلال تنقية جداول النقابة من المدعين والذين تسربوا إليه فى غفلة من الزمن حتى تعود الشخصية المصرية،وعدم استخراج أى كارنيه جديد لأى عضو إلا بعد التأكد من صلاحيته للغناء وكذلك مراجعة كافة التصاريح التى صدرت فى السنوات الأخيرة خاصة خلال فترة المشاكل التى كانت تعانى منها مصر،وهذا يتطلب مساندة أجهزة الدولة لنقابة الموسيقين فى هذا الشأن ونخص بالذكر ، وزارة الثقافة والرقابة وشرطة المنصفات الفنية وكذلك اتحاد النقابات الفنية
وأختتم الامين العام لحزب الدستورى الحر محمد تيير مطر تصريحاتة قائلاً نحن لانملك فى النهاية ،سوى مناشدة الضمير الفنى الغائب وأن يراعى كل فنان ربه وضميره فيما يقدم خاصة أننا بحاجة ماسة لأن تقدم صناعة الدراما والسينما أعمالاً حقيقية تعبر عن الشخصية المصرية الحقيقية فى هذا التوقيت تكون باعثة للأمل والعمل والقدوة والانتماء
وطالبت الاعلامية سلوى عثمان إحدى المشاركات فى أعمال المؤتمر، بضرورة تشكيل لجنة أوجهة تعمل على تنفيذ مطالب الرئيس السيسى الذى شدد عليها بشأن الارتقاء بالفن المصرى لأننا بالفعل نمر بمرحلة حرجة خاصة فى الفن،مشيرة الى أنة لا يليق بأن نشاهد تلك المسلسلات التى تقدم فى رمضان من كل عام وتلك الألفاظ.. هذه ليست مصر وهذه ليست الألفاظ التى تخرج من الأسرة المصرية لابد أن نقضى على حالة العبث التى نعيشها وجميل أن نجد الرئيس ، عبد الفتاح السيسى استشعر هذا الخطر وطرحه للعامة هذا يعنى أنه متابع جيد، لذلك أتمنى من الجهات المسئولة تفعيل كلام الرئيس السيسى.
وأضافت المواجهة لابد أن يكون هناك دور للإذاعة والتليفزيون والبداية عودة ليالى التليفزيون وأضواء المدينة تلك الحفلات أتصور أنها المصل الذى يساهم فى منع تلك المهاترات التى نراها على الساحة.
وقالت " عثمان " أنة يجب التصدى بقوة لشركات الإعلانات التى تفرض موجة معينة من الأغانى على بعض المحطات الإذاعية منها أغانى المهرجانات التى تعد تدمير للذوق العام ولا يجوز أن تفرض هذا الشركات نوعاً معيناً من الغناء الهابط على الناس، هذا لا يليق، غير مقبول أنك تقول الناس تسمع إيه؟ وأتمنى من المسئولين عن متابعة ومراقبة تلك الإذاعات اتخاذ قرارات تمنع هذه المهازل هذه مصر يا جماعة، لا يليق بنا أن تكون هناك محطات إذاعية مهمتها هدم الذوق العام أو أغانٍ مدعومة من معلن هذا تهريج يقدم ذوقه الخاص لنا ويفرضه علينا لمجرد أن هناك شريحة من الناس تسمع تلك الأغانى وأنا إن هناك محاولة لتدمير الشخصية المصرية.
وطبقاً لما أراه هذا حقيقى أنظر إلى صورة المرأة فى الدراما واستمع إلى كلمات الأغانى الآن لا تعبر عنا وكلامها ليس منا رغم أن الأغنية كانت فى الزمن الجميل من القوى الناعمة وسلاحك السرى للوصول إلى كل بيت فى العالم العربى، الآن أتصور أن ما يقدم من إنتاج غنائى ودرامى سوف يجعل الدول ترفض شراء أعمالنا.
وحول مستقبل الأغنية المصرية قال الدكتور محمد غنيم أحد قيادات " إرادة جيل" نحتاج إلى تضافر الجميع شركات ومسئولين وأنا بطبعى متفائل بشرط أن تتخلى الشركات عن السياسات السابقة المتعلقة بالتدخل فى المهرجانات.
وقال " غنيم" لابد أن يكون هناك تعاون مع وزارة الثقافة والسادة المحافظين فى عملية تنشيط سياحة المهرجانات الغنائية لأننى من الممكن أن أقيم كل عام مهرجاناً فى محافظة حتى أصل إلى كل منطقة فى مصر، خاصة أننى غير راضٍ تماماً عن عدد المهرجانات المصرية، لا يليق بدولة بحجم مصر ألا يكون فيها سوى مهرجان الموسيقى العربية فقط، مصر تستحق أكثر من هذا.
وقال المستشار محمد حسن أمين تنظيم حزب الدستورى الحر وأحد قيادات " إرادة جيل " للاسف الفترة الأخيرة طال الإسفاف والابتذال الدراما التليفزيونية وتراجعت لغة الحوار بشكل كبير وأصبحت جريئة ووقحة مما أدى إلى تهديد الشخصية المصرية، الأمر الذى دفع كثيراً من الجمهور إلى الابتعاد عن مشاهدة الأعمال الدرامية المصرية والاكتفاء بالدراما التركية والهندية.. ولم تتوقف الجرأة فى الأعمال الدرامية عند لغة الحوار بل زحفت إلى مشاهد كاملة.. وشاهدنا أعمالاً درامية تضم مشاهد صعبة وصادمة كما حدث فى مسلسل «ابن حلال» بطولة محمد رمضان، فقد احتوى المسلسل على مشهد يحرق فيه الابن والده بدم بارد، وقامت الدنيا ولم تقعد بسبب هذا المشهد لكن ما قيمة هذه الضجة فلا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها، فقد تم العرض.. والمشكلة أن محاربة الإسفاف والابتذال لا تحتاج إلى شخص محدد أو جهة بعينها ولكن تحتاج إلى تضافر الجهود ودعم من الدولة لأن الفن صناعة ضخمة وتشارك فيها أطراف كثيرة.
وقال محمد حسن إذا أردنا أن نحارب الإسفاف والابتذال فيجب أن نعترف بأن الإسفاف سيظل موجوداً وأن الحل الوحيد للقضاء عليه يحتاج إلى تقديم منتج بديل.. نعم نحتاج إلى منتج بديل جيد حتى يفرض نفسه ويطرد الأعمال التى تحمل إسفافاً وابتذالاً، وأن ينتبة الجميع إلى قيمة الفن وأن ننظر إليه باعتبارة القوة الناعمة التى تستطيع من خلالها التأثير والتغيير فى الناس وهناك دولاً رأت الفن سريع التأثير ولذا أصدرت قراراً بإعفاء صناع العمل الفنى الذى يروج للسياحة من 16٪ من قيمة الضرائب وهذا شجع صناع الفن على إبراز الأماكن الطبيعة هناك وعلى أثر ذلك حدث انتعاش فى الدخل السياسى وهذا يعكس أن الفن له دور إيجابى.