الكاتب الصحفى : محمد المصرى يكتب لبوابة الدولة الاخبارية .. حقوق القارئ الضائعة !
عندما كنا ندرس الصحافة على اصولها فى بدايات التحاقنا بمعهد الإعلام فى سبيعينيات القرن الماضى بإعتبارنا أول دفعة , و" عيال مغامرين ومجانيين " تركوا كليات القمة التى رشحوا لها من مكتب التنسيق .. وتقدموا لإمتحانات القبول التحريرية والشفاهية بمعهد الإعلام الجديد .. وبعد إنتقاء أوائل المتقدمين بدأنا الدراسة على يد أساتذة الصحافة و الإعلام فى مصر والعالم العربى ,على رأسهم أستاذنا جلال الدين الحمامصى ود. إبراهيم إمام بالإضافة إلى أساتذه و علماء أفذاذ فى اللغات والسياسة والتاريخ والجغرافيا والأقتصاد لا يتسع المجال لذكرهم
وكان أستاذنا الحمامصى يخصص لنا العديد من المحاضرات لشرح أهمية
باب رسائل القرآء
فى الصحف وإعداده وتحريره ..
وأن هذا الباب هو ملك للقرآء جميعاً يعبرون فيه عن آرائهم وآمالهم ومشاكلهم
وأحلامهم بكل حرية ..
ويعتبر مصدراً لا ينضب لكل أبواب الصحيفة , ويمد الصحفيين بالأفكار والمعلومات.
وأذكر أن أستاذنا الكبير الحمامصى ألحق بعض الزملاء للتدريب فى هذا القسم بجريدة الأخبار .. منهم الزميلة القديرة كريمة السروجى .. وبدأت بعض الصحف إضافة هذا الباب إلى أبوابها الثابتة .. ويكتب فيه أشهر قرآء الصحف , وكان الوزراء والمسئولون يتابعون بكل شغف كل ما ينشره القرآء ويردون على مايثيرونه من ملاحظات وأفكار .
ولكن
الاحظ هذه الأيام - مع الأسف الشديد - أن هذا الباب بدأت تتراجع أهميته
وتتقلص مساحته .. ويختفى من بعض الصحف .. وأن ما ينشر فيه مجرد دخان فى
الهواء.. ولا أحد يهتم
به رغم أنه نبض القرآء.. ويعكس إتجاهات الرأى العام بين الناس الذى يمكن
الأستفادة مما ينشر فيه بعيداً عن القوالب النظرية التى يعدها بعض
الباحثين! .. وأصبح السؤال: هل يمكن أن تعود حقوق القارئ الضائعة مرة أخرى
؟!.. ولله الأمر من قبل ومن بعد!.