لبيك اللهم لبيك.. اعرف المراد بها ولماذا شرع التكبير عند النحر؟
كتبت - ريهام الحجاج
يؤدى المسلمون فى مشارق الأرض ومغاربها صلاة عيد الأضحى المبارك للعام
الهجرى 1440 يوم الأحد الموافق 2019 ـ 8 ـ 11، ويبدأون الصلاة بتكبيرات
العيد، بينما يلبى الحجيج "لبيك اللهم لبيك"،
وهم يؤدون الركن الأعظم فى الحج بالوقوف على عرفات، والمراد بالتكبير
تعظيم الله عز وجل على وجه العموم، وإثبات الأعظمية لله في كلمة الله أكبر
كناية عن وحدانيته بالإلهية، وشُرع التكبير عند نحر البُدْن في الحج لإبطال
ما كانوا يتقربون به إلى أصنامهم، وكذلك شرع التكبير عند انتهاء الصيام
بقوله تعالى: ﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾ ؛ ومن أجل ذلك
مضت السُّنَّة بأن يكبِّر المسلمون عند الخروج إلى صلاة العيد ويكبِّر
الإمام في خطبة العيد.
ـ تكبيرات العيد سنة عند جمهور الفقهاء
والتكبير في العيدين سُنَّة عند جمهور الفقهاء؛ قال الله تعالى بعد آيات
الصيام: ﴿وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ علَى مَا
هَدَاكُمْ﴾ ، وحُمِل التكبير في الآية على تكبير عيد الفطر، وقال سبحانه في
آيات الحج: ﴿وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾ وقال أيضًا:
﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ
مَعْلُومَاتٍ علَى مَا رَزَقَهُمْ مِن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ﴾، وقال تعالى:
﴿كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ علَى مَا هَدَاكُمْ﴾.
وقال الإمام ابن حزمٍ : التكبير ليلة عيد الفطر فرضٌ، وهو في ليلة عيد
الأضحى حسنٌ، قال تعالى: ﴿وَلِتُكَبّرُواْ ٱللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ
وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾، فبإكمال عدة صوم رمضان وجب التكبير، ويجزئ من
ذلك تكبيرة،والتّكبير في أيام التشريق مَشْرُوعٌ؛ لقوله تعالى:
﴿وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أيّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾ ،ومع اتّفاق الفُقَهَاء على
مشروعيَّة التّكبير في أيَّام التشريق، فإنَّهم يختلفون في حُكْمِه، فعند
الحنابلة والشافعية وبعض الحنفية هو سنة لِمُوَاظَبَةِ النَّبِيِّ صلى الله
عليه وآله وسلم على ذلك، وهو مندوب عند المالكيّة، والصّحيح عند الحنفيّة
أنّه واجب؛ للأمر به في قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أيّامٍ
مَعْدُودَاتٍ﴾.
واختلف الفقهاء في وقت التكبير، فبالنسبة للبدء فإنه باتفاق الفقهاء يكون
قبل بداية أيام التشريق، مع اختلافهم في كونه من ظهر يوم النحر كما يقول
المالكية وبعض الشافعية، أو من فجر يوم عرفة كما يقول الحنابلة وعلماء
الحنفية.
ودرج المصريون من قديم الزمان على الصيغة المشهورة وهي: (الله أكبر الله
أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله
أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلًا، لا إله إلا الله
وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ولا
نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد
وعلى آل سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا محمد وعلى أنصار سيدنا محمد وعلى
أزواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا)، وهى صيغة
شرعية صحيحة.