في الذكرى الـ80 لمولده.. باحث في التاريخ: صلاح عيسى ”مقريزي العصر”
كتب عوض العدوى
تمر اليوم، 14 أكتوبر، الذكرى الـ80 على
ميلاد الكاتب الراحل صلاح عيسى (1939-2017)، الذي أثرى المكتبة العربية،
بمؤلفات تاريخية وأدبية، متبعا في ذلك منهج المزج بين الأصالة والمعاصرة،
للاستفادة من وقائع الماضي في فهم أحداث الحاضر.
والكاتب صلاح عيسى من مواليد محافظة الدقهلية عام
1939، وبجانب الكتابة في بعض الصحف، أصدر نحو 20 مؤلفا منها: "حكايات من
دفتر الوطن" ، "تباريح جريح"، "رجال ريا وسكينة"، "جلاد دنشواي"، "شاعر
تكدير الأمن العام"، "البرنسيسة والأفندي"، "بيان مشترك ضد الزمن"،
و"شخصيات لها العجب".
وعن منهج التاريخ عند صلاح عيسى، والذي رحل في 25 ديسمبر 2017، قال الدكتور يسري عبدالغني، الباحث والخبير في التراث الثقافي، فى تصريحات لـ"الوطن" إن صلاح عيسى ليس سارد أو ناقل التاريخ
الذي ينقل من بطون الكتب للقارئ، إنما كان يكتب
التاريخ بشكل مختلف وفق منهج جديد، لم يسبقه إليه أحد، وأن الذين حاولوا
تقليده في اتباع ذلك المنهج أخفقوا، لأن طريقته في الكتابة صعبة جدا
ومجهدة، وهو ماجعله يستحق أن يطلق عليه "مقريزي العصر" و"جبرتي العصر"
و"كاتب يوميات مصر الحديثة".
وأوضح الباحث في التراث الثقافي أن صلاح عيسى
عندما يكتب التاريخ يمزج ما بين القديم والحديث، "فهو لا يكتب سطور
التاريخ، ولكن يقرأ ما بين السطور، ويستخرج منه العبر للحاضر".
وضرب عبدالغني مثلا على أسلوب صلاح عيسى ومنهجه
في الكتابة بما كتبه عن الثورة العرابية، وقال: "لأول مرة كنا نقرأ عن
الثورة المظلومة بهذا الشكل، ورغم أنه كتب برؤية اشتراكية إلا أنه أرضى كل
الاتجاهات الفكرية والثقافية، في كتاباته عن الثورة العرابية، وخاصة أنه
قدم ما يمكن أن نقول عليه التطبيق الشعبي للاشتراكية، فيتحدث عن عرابي
كإنسان".
ومثال آخر ذكره عبدالغني عن أسلوب الراحل صلاح
عيسى هو كتاب "رجال مرج دابق"، عن المعركة بين العثمانيين والمماليك قرب
حلب في سوريا، موضحا أن ما روي عن هذه الفترة عبارة عن مرويات شعبية، إلا
أن صلاح عيسى يقوم بدور الملاحظ والمحقق، وينتقى ما يهم الشعب نفسه، من
خلال المزج بين الأصالة والمعاصرة، للاستفادة من التاريخ.
وأكد عبدالغني أن صلاح عيسى كان يمزج بين الأصالة
والمعاصرة، لكي لا يبعد التاريخ عن الواقع، بل كان يحرك القارئ لكي يستنتج
تشابه التاريخ بالواقع، كما كان بعيدا عن منهج الخطابية، وتميزت كتابته
بالسلاسة وبالأسلوب الشيق والراقي، ليصبح رائد من رواد الكتابة الأدبية
التاريخية.