لأصحاب الكروش والوزن الثقيل: أمثالكم أبطال في إثيوبيا
كتبت ريهام الحجاج
تختلف مقاييس الجمال من مجتمع إلى آخر حسب نظرة هذا المجتمع إلى عناصر الجمال ومقوماته، فالجميل والمقبول لدى مجتمع قد يوصف بالقبح والعزوف عنه في آخر، حتى بات اليوم القوام النحيف للمرأة والجسم الرياضي للرجل من مقومات الجمال في معظم المجتمعات، حتى العربية منها التي تأثرت بالنظرة الغربية لمقاييس الجمال، وبدأت تتخلى عن النظرة التراثية العربية لجمال المرأة والمتمثلة في سمنتها وامتلائها.
حتى اليوم لا تزال هناك
مجتمعات تحافظ على تقاليد يعتبرها البعض غريبة، من أجل الظهور بشكل جميل،
من بينها قبائل بودي الإثيوبية، التي تعيش في وادي أومو، الذي يقع على ضفاف
نهر أومو في جنوب إثيوبيا.
يعتبر الوزن الثقيل والكرش الكبير من
مميزات جمال الرجال في هذه القبيلة، بل تتنافس كل عائلة من أجل أن يكون
هناك من هو وزنه ثقيل وكرشه كبير، يمثل العائلة في المسابقة التي تجريها
القبيلة لاختيار بطل وملك جمال القبيلة.
عملية الحصول على كرش كبير
ووزن ثقيل ليست سهلة لدى هذه القبائل التي تعيش حياة بدائية بمعنى الكلمة،
بل الأمر يحتاج إلى اجتهاد كبير، وإرسال إلى ما يشبه مزرعة لتسمين الرجال.
تتولى
كل عائلة تسمين الرجل الذي يمثلها، حيث يتم قطع أحد شرايين لبقرة بواسطة
خنجر أو أي آلة حادة أخرى، والحصول منها على كمية من الدماء الطازجة، ثم
خلطها مع اللبن، ومن ثم الإسراع بها إلى الشخص المراد تسمينه، ليقوم بشربها
بسرعة قبل أن يتجلط الدم أو يتخثر، وتتكرر هذه العملية عدة مرات في اليوم.
بعد
مرور نحو 6 أشهر متواصلة من هذه العملية، يصبح الرجال عبارة عن كتل من
اللحم بكرش كبير للغاية، لتبدأ بعد ذلك مراسم اختيار أسمن رجل في القبيلة،
والسعيد الذي سيقع عليه الاختيار، يكون بطلا مدى الحياة.
بعد إتمام
الاستعدادات المطلوبة، ويوم الاحتفال، يقوم الرجال السمان بدهن أجسادهم
بتراب ورماد، ويطوفون حول شجرة مقدسة، ثم يضحون بأفضل بقرة في القبيلة. لكن
النساء في هذا اليوم تكون آمالها معلقة بأن تلقى قبولا لدى أحد الرجال
المشاركين في المسابقة، لذلك تتزين النساء بأفضل ما لديها، محاولة إبراز
مفاتنها وجمالها، علها تلفت نظر أحد الرجال من أصحاب الكروش الكبيرة،
فيتزوجها.