مناقشة كتاب الدبلوماسية الاذربيجانية فى المصرى للشئون الخارجية
كتب محمد طلعت
اكد الدكتور اميل رحيموف المستشار الإعلامي لسفارة أذربيجان أن بلاده طوال القرن الماضي تحملت مالم يتحمله شعب آخر من المجازر التي قضت على عشرات الألاف من أبناء أذربيجان واحتلال أرمينيا لعشرين في المائة من أراضيها بما فيها منطقة كارباخ الجبلية وسبع مناطق حولها حتى قيد الله لاذربيجان زعيمها حيدر علييف الذي انتزع وقفا لإطلاق النار واتجه إلى بناء أذربيجان الحديثة ووضع أولويات سياستها الخارجية التي جعلت البلاد في بؤرة الاهتمام العالمي بعد أن حصلت على استقلالها في عام 1991 وانضمت للامم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وعشرات المنظمات الدولية
وأضاف رحيموف اثناء مناقشة كتابه الدبلوماسية الاذربيجانية فى عيدها المئوى انه تم إقامه علاقات دبلوماسية مع 170دولة وتبوأت مقعد عضوية غير دائمة لمجلس الأمن في عام 2012 وساهم في أرسائها الزعيم القومي حيدر علييف وسار على دربه ابنه الرئيس الهام علييف الذي توسعت في عهده مهام الدبلوماسية الثنائية والجماعية ودبلوماسية الطاقة وحشد الدعم العالمي من أجل الضغط على أرمينيا للانسحاب من الأراضي الأذربيجانية المحتلة وتنفيذ القرارات الأربعة التي صدرت من مجلس الأمن عام 1993 والتي تدعو أرمينيا للانسحاب من الأراضي الأذربيجانية بدون قيد أو شرط
وتحدث السفير يوسف الشرقاوي الذي عين سفيرا باذربيجان منذ عام 2004 وقام بجهود كبيرة لدعم العلاقات بين البلدين وخاصة في المجالين الثقافي والاقتصادي وأن في عهده تم إنشاء أول مصنع للأدوية المصرية في أذربيجان بل وفي دول الكمونولث التي انفكت من الاتحاد السوفيتي وفي عهده أيضا ثم تطوير ودفع العلاقات الاقتصادية في مجال النفط والغاز كما تم إيفاد الطلبة المصريين للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه من اذربيجان.
أجمعت الندوة التي عقدت بالمجلس المصري للشؤون الخارجية برئاسة السفير عزت سعد أن الدبلوماسية الاذربيجانية قد نجحت في مجابهة التحديات الهائلة وانتصرت على الضغوط الإقليمية والدولية وحفرت لنفسها خطا مستقلا نال إعجاب العالم في مساراتها المختلفة
أشاد الدكتور عزت سعد بالكتاب الذي يشرح تاريخ الدبلوماسية الأذربيجانية طوال قرن كامل والتحديات التي واجهتها ومسارات تلك الدبلوماسية ارتكازا على الموقع الجيوساسي المهم للغاية الذي يربط بين آسيا واوربا والشرق الأوسط والدول العربية وأفريقيا بحيث إثر الموقع في تحديد أهداف الدبلوماسية التي خطت لنفسها مسارا مستقلا مشيدا بالجهد الكبير الذي قام الدكتور اميل رحيموف في تأليف الكتاب الذي ألقى الضوء على تاريخ الدبلوماسية الأذربيجانية
ثم تحدث الدكتور عادل درويش الأستاذ بجامعة حلوان والمستشار الثقافي السابق في أذربيجان ومدير المركز الثقافي المصري سابقا في باكو فعدد النشاط الثقافي الذي شهدته البلدان في عهده من إقامة الأسابيع الثقافية في القاهرة وباكو وايفاد الفرق الفنية كفرقة مرسي مطروح لعرض استعراضاتها في باكو كما تم في عهده توقيع 25 اتفاقية تعليمية بين الجامعات المصرية والاذرية وعرف الشعب الأذربيجاني الأدب والشعر المصري وخاصة الأديب توفيق الحكيم حيث عرضت مسرحياته في باكو مثل أهل الكهف والسلطان الحائر .
لقد كانت فترة الدكتور عادل درويش فترة ذهبية للعلاقات الثقافية والتعليمية بين البلدين ساهم فيها بكد وجهد كبيرين في الارتقاء بها إلى آفاق جديدة. وأشار إلى التقارب في العادات والتقاليد بين الشعبين وأن اللغة الأذربيجانية تضم عشرة آلاف كلمة من اللغة العربية.
وتحدث الكاتب الصحفي محمد سلامة مدير تحرير الأخبار السابق فأكد على عمق العلاقات التاريخية بين مصر واذربيجان منذ العصور الفرعونية ثم في عهد الفتح الإسلامي بها وظلت العلاقات تترسخ في العصور الوسطى حيث ظلت اللغة العربية لغة رسمية طوال قرنين قبل أن تتحول إلى اللغات الفارسية والتركية وهناك شعراء وقضاة عاشوا في مصر وتعلموا في الأزهر الشريف وعادوا إلى أذربيجان لنشر الإسلام الوسطى السمح الذي لا يفرق بين المذاهب المختلفة .
ودلل محمد سلامة على أهمية أذربيجان بالزيارة التاريخية التي قام بها الزعيم جمال عبد الناصر إلى أذربيجان في العهد السوفيتي حيث زار العاصمة باكو وطشقند عاصمة أوزبكستان أثناء زيارته الرسمية للاتحاد السوفيتي في عام 1958 وسارت العلاقات على نحو متصاعد بعد استقلال أذربيجان في عام 1991 حيث كانت مصر اول دولة عربية تعترف باستقلال أذربيجان وتقيم علاقات دبلوماسية معها في عام 1992 ووقفت مصر مع أذربيجان في المحافل الدولية وكذلك فعلت أذربيجان.
وأضاف سلامة. أنه راجع الكتاب الذي ألفه الدكتور اميل رحيموف وصححه ودققه لغويا وقد بذل رحيموف فيه جهدا كبيرا وأن الدبلوماسية الأذربيجانية مثلت نموذجا فريدا باستقلاليتها واتخاذها مسارا مستقلا يقوم علي الاحترام المتبادل مع الدول الأخرى وعدم التدخل في شؤونها والعمل على استتباب الأمن والاستقرار العالمي وحل المشكلات بالمفاوضات رغم قدرة أذربيجان على الحل العسكري لاسترداد اراضيها
وأجاب سلامة على سؤال السفير عزت سعد عن حجم التبادل التجاري الذي يبدو ضعيفا جدا الآن فأكد أنه كان يزيد عن ثلاثة مليارات دولار قبل الثورة حيث كانت أذربيجان تمد مصر بالنفط والغاز وقد سددت مصر كل الديون لاذربيجان.
وطالب سلامة بتعزيز العلاقات المصرية الأذربيجانية بتشغيل خط طيران مباشر بين القاهرة وباكو وعودة المنح الدراسية للمصريين للدراسة في أذربيجان كما كان سابقا.
وفي الختام أجاب المحاضرون على أسئلة الحضور حول العلاقات المصرية الأذربيجانية وأهمية كتاب الدبلوماسية الأذربيجانية في مائة عام للباحثين والمثقفين.
و منح السفير عزت سعد رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية شهادة تقدير باسم المجلس للدكتور اميل رحيموف المستشار الإعلامي لسفارة أذربيجان عرفانا بالدور الكبير الذي يبذله رحيموف في تدعيم أواصر العلاقات بين مصر واذربيجان.
و اهدي الدكتور اميل رحيموف هدية تذكارية عبارة عن رمز الموسيقى في اذربيجان للسفير عزت سعد تقديرا له والمجلس المصري للشؤون الخارجية
كما اهدي د اميل رحيموف السفير يوسف الشرقاوي دية مماثلة عرفانا بالدور الكبير الذي قام به السفير يوسف الشرقاوي في دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين. و قدم رحيموف شهادة تقدير لكل من الدكتور عادل درويش والكاتب الصحفي محمد سلامة لدورهما الكبير في تعزيز العلاقات بين البلدين ومساهمتهما في المجالات الفعالة والمتواصلة في إثراء وتدعيم العلاقات المصرية الأذربيجانية.