الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : واقعنا البرلمانى العريق هل يتعافى أم سنشيعه لمثواه الأخير

المجتمع بات أخلاقيا فى خبر كان ، أدركت ذلك فى سلوك الناس ، وتعاطيهم مع القضايا ، وعند تناولهم للموضوعات خاصة في بلدتى بسيون ، والدفع فى إتجاه إحتراب مجتمعى يتواكب مع إقتراب الإنتخابات البرلمانيه شيوخ ونواب ، وذلك بعد تنامى الإحتقان ، وتزايد البغضاء الذى يسعى لترسيخه سفهاء مأجورين ، يدفع بهم مأجورين بحثا عن دور مجتمعى حتى ولو كان حقيرا ، وذلك عبر رصد الإعداد لتدشين صفحات على شبكة التواصل الإجتماعى الفيس بوك ، يستغلها البعض من منعدمى الضمير فاقدى الأخلاق فى التطاول على شخصيات ذا قدر رفيع بالمجتمع عبر الٱليه التكنولوجيه التي تسمح بالتحكم فى طرح الٱراء حيال أى موضوع لخلق رأى عام مزيف لصالح مغرضين يغدقون عليهم بالأموال .
يقينا .. هذا التصرف البغيض يستحق أن تتصدى له الأجهزه الأمنيه صمام أمان الوطن ، وملاذ المواطنين ، على أن يتقدم كل من يطاله هذا الإجرام ببلاغ إلى النيابه العامه ومباحث الإنترنت ، التى لديها من النظم التكنولوجيه مايحدد هوية صاحب الأكاونتات الوهميه وأماكن تواجدهم ، لأن هذا النهج إهانه للمجتمع وتشويها له وتدنى غير مسبوق وبلدتنا كراما أهلها لايجب أن يطالهم هذا الإنحطاط ، أثق فى قدرة أجهزة الأمن على كشف هوية هؤلاء السفهاء وردعهم ، وكشف النقاب عن من يدفع بهؤلاء المجرمين لتشويه المجتمع وتحقير رموزه ، كما يجدر التأكيد توضيحا للمفاهيم على إحترامى الشديد لمن يوجه نقدا على صفحته بالفيس بوك لأى أحد من الشخصيات العامه ، أو المحتمل ترشحهم ، بل والتعقيب على مايطرح كل منهم ، لأن هذا حق مجتمعى مشروع حتى ولو كان نقدا لاذعا ، طالما كان فى إطار من الموضوعيه والإحترام ، والحجه والبيان ، ويهدف الصالح العام ، ولأننا بشر بات النقد مشروعا ومقدرا لتصويب الخلل ، وتصحيح المسار ، بل إن تقدير نقده واجب طالما كان شخص معلوم وليس مجهول الإسم والهويه .
مؤلم أن أقول أنه بات من الطبيعى أن ندرك تلك الظاهرة البغيضه عند كل إستحقاق إنتخابى ، أو تصفية حساب مع رموز المجتمع ، تنطلق من إستغلال بعض الصفحات الوهميه والمجهوله التى يدشنها سفهاء لبث السموم تحت رعاية البعض من المجرمين ، وكذلك بعض الصفحات العامه التى تحمل إسم بلدان بعينها ، ومباركة القائمين عليها لماحدث من تجاوز ، وعدم ردعهم بل ويفضلون الصمت لعدم رغبتهم الدخول فى صراعات ، وهنا تتعاظم المسئوليه الجنائيه ، وتكون المواجهة حتميه لاتراجع فيها ، ولاسماح أو قبول لإعتذارات ، وهى قد تكون قريبه وناجزه لكل من طاله تطاول ، خاصة وأن أجهزة الأمن المختصه بها ضباط يتسمون بالأداء الأمنى الرفيع ، ومشهود لهم بالكفاءه ، وأن قادتهم أصحاب رساله أمنيه رفيعه ، وقادرون على سحق أى إحتياطات يتخذها هؤلاء المجرمين للتخفى ، خاصة وأنها تقوم بمسئولياتها على أكمل وجه فى حماية المجتمع من الإنحدار والإنهيار ، وتحافظ على ترابط المجتمع خاصة فى هذا التوقيت ونحن على مشارف إنتخابات برلمانيه .
مؤلم أن أقول أن نتيجة ذلك كله مابات يترسخ الآن لدى كثر حتى من بلدتى بسيون خاصة الذين ينشدون الإحترام ، أن بيئة بلدتى بسيون لايصلح أن يخرج من رحمها نائب حقيقى يعبر عن هموم الناس ، طالما تدنت الأخلاق بهذه الصوره ، وتعاظم الإنحطاط اللامسبوق ، نظرا لنهج كثر من أبناء بلدتى بسيون القائم على عدم الرد ، والتصويب ، أو حتى ضبط الإيقاع بالنسبه للقائمين على تلك الصفحات ، وأن الأفضل إعطاء ظهورهم للعمليه الإنتخابيه برمتها أداءا ، وتصويتا ، وحتى تفاعلا ، وتلك مصيبه تاريخيه حقيقيه ، تعاظمت عندما سكت هؤلاء على سفالات السفهاء ولم يردعوهم ، أو يصوبوا مسلكهم ، أو يرفضوا نهجهم حتى باتت منطلقات في التعامل ، لاشك إن ماتم طرحه ينبه إلى خطورة هذا النهج على المكون المجتمعى لبلدتنا بسيون ، يبقى هناك أسئله مشروعه أبرزها هل إنتهت بسيون برلمانيا ووجودا سياسيا ، وفرض القدر أن يشارك كل أبنائها فى تشييعها ككيان إلى مثواها الأخير بسبب هذا الإنحطاط الذى يرسخه الآن البعض نهجا على رؤوس الأشهاد ؟ أم أن هناك أمل أن تتعافى على أيدى المخلصين من أبنائها ، بالمجمل واقعنا البرلمانى العتيق هل يتعافى أم سنشيعه لمثواه الأخير.