انتخابات إسرائيلية ثالثة.. هل يتمكن نتنياهو وغانتس من تشكيل حكومة جديدة؟
وكالات
للمرة الثالثة خلال أقل من عام، انطلقت اليوم الإثنين الانتخابات الإسرائيلية، بعد فشل تشكيل حكومة جديدة في المرتين السابقتين خلال العام الماضي.
وتخوض الانتخابات البرلمانية 29 قائمة، بعد انسحاب إحدى القوائم الصغيرة، قبل أكثر من أسبوع، وسط احتدام المنافسة بين زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو، ومنافسه زعيم حزب أزرق أبيض بيني غانتس.
ورأى محللون سياسيون، أن فرص تشكيل حكومة إسرائيلية ضعيفة جدا، في ظل الانقسام الواضح بين الأحزاب والكتل المشاركة في الانتخابات.
وأضاف هؤلاء أن المشهد الذي ستنتهي إليه الانتخابات الإسرائيلية، لن يختلف عن المشهد السابق، وأنه لا يوجد حزب يستطيع الحصول على 61 مقعدا تؤهله إلى تشكيل حكومة جديدة.
فرص صعبة لتشكيل حكومة
ويرى رئيس كتلة القائمة المشتركة في الكنيست الإسرائيلي، أحمد الطيبي، أن فرص تشكيل حكومة بعد إجراء الانتخابات صعبة، في ظل وجود زعيم حزب الليكود ورئيس حكومة الاحتلال المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، مشيرا إلى احتمالية الذهاب نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية ولكن بنسبة ضئيلة.
وقال الطيبي في حديث لـ“بوابه الدوله الاخباريه“: ”حتى اللحظة يبدو أن نتنياهو وزعيم أزرق أبيض بيني غانتس لن يتمكنا من تشكيل حكومة“، منوها إلى أنه ”من المفترض أن تشكل هذه الانتخابات نهاية لوجود بنيامين نتنياهو في الحلبة السياسية، في ظل لوائح الاتهام ضده، وهي سابقة في تاريخ دولة إسرائيل“.
وأضاف: ”الانتخابات الإسرائيلية الحالية مهمة ومصيرية بالنسبة لإسرائيل عامة، وبالنسبة للمواطنين العرب خاصة، في ظل فترة مليئة بالتحريض ونزع شرعيتنا“، مشددا على أنها ”تأكيد لقوتنا كمواطنين في هذه البلاد، وستكون صفعة بوجه هذه الحكومة الأسوأ والأكثر تحريضا ضد العرب من قِبل رئيس حكومة فاسد ومتهم بقضايا رشوة وغش وإساءة ائتمان“.
لا ندعم أحدا
وعن مسألة دعم القائمة المشتركة لنتنياهو أم غانتس، أجاب الطيبي: ”نحن لا ندعم أحدا، نحن ندعم شعبنا وقضاياه، ونريد استبعاد اليمين ونتنياهو، ومستعدون لعمل الكثير لذلك، ولكن الأساس هو تحقيق إنجازات لأهلنا وشعبنا عبر إنجازنا الانتخابي“.
وأضاف: ”الوثيقة التي عرضناها ضمن الانتخابات الماضية الأخيرة، تشمل عدة بنود سياسية واقتصادية واجتماعية، وسنضع هذه المطالب على طاولة كل حكومة، وسنكون ضد صفقة القرن وضد الضم وتعميق الاحتلال البغيض“.
وتابع الطيبي: ”لا يمكن أن تدخل القائمة المشتركة الحكومة بتاتا، ولن ندعم قرارات ضد شعبنا (الفلسطينيين)، مثل قصف غزة أو بناء مستوطنات أو هدم بيوت، ولكننا نريد أن نكون عنصرا فاعلا ومؤثرا في العمل البرلماني حتى من خارج الحكومة وهناك آليات لتحقيق ذلك“.
وارتفعت نسبة التصويت في انتخابات اليوم في البلدات اليهودية لتصبح الأعلى منذ العام 1999، وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية بعد ظهر اليوم، أن نسبة التصويت العامة حتى الساعة الثانية ظهرا بلغت 38.1% وهي زيادة بـ1.6% عن الانتخابات الأخيرة في أيلول/ سبتمبر الماضي.
وبلغت نسبة التصويت العامة حتى الساعة الثانية عشرة 27.6%، وهي أكثر بحوالي 1% من نسبة التصويت العامة في انتخابات أيلول /سبتمبر 2019، وهذه النسبة هي الأعلى منذ العام 1999.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في شريط مصور عبر صفحته في ”فيسبوك“: ”إننا على بعد مقعد واحد من الفوز“.
وأضاف أنه على مليون مصوت لليكود أن يدفعوا لخروج 300 ألف مؤيد لليكود إلى صناديق الاقتراع، في إشارة إلى مؤيدي حزبه الذين لم يصوتوا في الانتخابات الأخيرة.
إقبال كبير
وفي السياق نفسه، يرى المحلل طلال عوكل أن هناك إقبالا كبيرا على صناديق الاقتراع، في ظل الجهود التي تبذلها الكتل والأحزاب لحشد ناخبيها.
ويؤكد عوكل في حديث لـ“إرم نيوز“، أن المشهد الذي ستنتهي إليه الانتخابات الإسرائيلية لن يختلف عن المشهد السابق، بمعنى أنه لن ينجح أي حزب في الحصول على 61 مقعدا لتشكيل حكومة.
وقال: ”نتنياهو بذل كل جهد ممكن كي يحصل على 61 مقعدا لتشكيل حكومة، لكنه قد يحصل على مقاعد متساوية أو أكثر قليلا من أزرق أبيض، وهذا لا يؤهله لتشكيل الحكومة، وبالتالي سيظل المشهد الإسرائيلي يدور في نفس الحلقة المفرغة“.
وأضاف عوكل أنه من الصعب تشكيل حكومة إسرائيلية، لأن هناك انقساما واضحا، ”بمعنى أن نتنياهو يحاول أن يفلت بمستقبله السياسي، لكنه لا ينجح في حجز 60 مقعدا“، لافتا إلى أن أغلب الأحزاب الإسرائيلية تريد الإطاحة بنتنياهو.
كتلة مانعة
وأوضح أن عدد المقاعد العربية يشكل كتلة مانعة كبيرة، فهي حصلت في المرة السابقة على 13 مقعدا، ووفق استطلاعات الرأي الحديثة، قد تحصل على 15 مقعدا، مؤكدا أنه ”إذا لم يتم تشكيل حكومة وطنية من حزب الليكود وأزرق أبيض، فلا أظن لأي حكومة أن تتشكل بعد ذلك“.
وتابع عوكل: ”ليبرمان قاطع ولا يريد أن يذهب مع نتنياهو، وأزرق أبيض لا يريد أن يحصل على دعم كتل القائمة العربية المشتركة لأن هذه القائمة لها شروط، وغانتس ونتنياهو لا يلبيان شروطها، وبالتالي العجلة ستبقى تدور في نفس المكان“.
وتشير معطيات لجنة الانتخابات المركزية إلى أنه حتى الساعة العاشرة صباحا بلغت نسبة التصويت العامة في البلاد 14.5%، في حين أظهر الرصد ارتفاعا ملحوظا في نسب التصويت في البلدات العربية، حيث وصلت النسب في بعض القرى بين 25% إلى 30%، إذ يصل معدل ارتفاع نسب التصويت في البلدات العربية بحوالي 5%، مقارنة بالانتخابات السابقة.