مشيخة عموم المقارئ ونقابة القراء تنعيان الشيخ عبد الفتاح مدكور
أحمد عيسى
نعت مشيخة عموم المقارئ المصرية برئاسة الشيخ محمد حشاد، ونقابة محفظى وقراء القرآن الكريم العامة بمصر إلى العالم الإسلامى الشيخ عبد الفتاح مدكور، الذى رحل عن دنيانا اليوم بعد رحلة عطاء ثرية قضاها فى محراب علم القراءات عن عمر يناهز 88 عاما.
وقال محمد الساعاتى، المتحدث الرسمى لنقابة القراء، فى بيان اليوم:" سيطرت حالة من الحزن العميق على أهل القرآن جميعا بمصر والعالم الإسلامى، فور سماع خبر رحيل أحد أبرز رجالات علم القراءات والأعلى سندا على مستوى العالم، ويعد الفقيد الكبير أحد أبرز معلمى القرآن الكريم وأستاذ علوم القراءات بمصر والعالم الإسلامى، وهو أعلى سند متصل على مستوى الدنيا قاطبة لإجازة قراءة حفص عن عاصم.".
وقال الشيخ محمد حشاد – شيخ عموم المقارئ المصرية، نقيب القراء:"لقد تأثرت كثيرا فور سماع خبر رحيل مولانا الشيخ عبد الفتاح مدكور، وأعتبر رحيلة خسارة كبيرة لدولة التلاوة المصرية وسائر البلاد العربية والإسلامية، وإلى سائر بلاد الدنيا التى يصل إليها صوت الحق القرآن الكريم وعلم القراءات، التى سافر إليها الفقيد الكبير سافر إليها مولانا الشيخ عبدالفتاح مدكور لتدريس علوم القرآن، وخاصة لمن لا ينطقون اللغة العربية"
فيما قال الشيخ محمود الخشت، أمين عام نقابة القراء:`مما يحسب للفقيد الراحل الشيخ مدكور - شيخ مقرأة مسجد عبداللطيف - أنه كان قد أنشأ ببلدته ومسقط رأسه أبوالنمرس معهد القراءات، ومعهد معلمي القرآن الكريم".
وقال الشيخ صديق محمود صديق المنشاوى – أمين صدوق النقابة:" سيظل مولانا الشيخ عبد الفتاح مدكور محفورا فى ذاكرة أهل القرآن جميعا، عرفنا منهم واعترافا بفضله على تلاميذه من القراء المجيدين الذين تمتلئ بهم المعمور، بالاخل والخارج".
ولد الشيخ عبد الفتاح مدكور محمد بيومى، فى قرية أبو النمرس من قرى محافظة الجيزة وذلك في (28/ 8 / 1932م) كان والده من حفظه كتاب الله تعالى وكان من أعضاء الجمعية الشرعية، وكان ملازما للشيخ قطب سليمان وكيل الجمعية الشرعية، وكان أبوه لا يولد له مولود إلا ومات صغيرا فدعا الله تعالى دعاء كثيرا، وطلب من الشيخ قطب سليمان أن يدعوا له بأن يرزقه الله الولد وأن يكتب له الحياة، فدعا له الشيخ قطب وأشار عليه بأن إذا رزقه الله بولد أن يهبه للقرآن ذكرا كان أم أنثى، وأوصاه الشيخ أن يؤذن في أذنه اليمنى وأن يقيم في الأذن اليسري، وأن يصنع له عقيقة، ولا يسميه حتى يأتي الشيخ قطب ويسميه هو وقد كان والحمد لله، وهو الذي سماه عبد الفتاح
ثم ذهب به أبوه إلى مكتب تحفيظ القرآن الكريم الذي كان يحفظ فيه عمه الشيخ حسن بيومي وكان عمر الشيخ حفظه الله آنذاك أربع سنوات فأتم حفظ القرآن كاملا وعمره أحد عشر عاما.
حصل الشيخ عبد الفتاح مدكور على شهادة التجويد في عام 1978 م، وشهادة العالية في عام 1981 م من معهد القراءات التابع لكلية اللغة العربية جامعة الأزهر، ونظرا لجهود الشيخ في تدريب الأئمة بالأوقاف، وتعليمهم القراءة الصحيحة للقرآن وما كان لذلك من آثار طيبة فإنه تم تعيينه مستشارا لشئون القرآن بالجيزة، يشرف الشيخ على معهد معلمي القرآن الكريم بالعمرانية وبمدينته أبو النمرس وغيرها من فروع المعهد كما يشرف الشيخ على برنامج تعليم القرآن بمدرسة الحسينية بالعمرانية، عين الشيخ – حفظه الله – شيخا لمقرأة مسجد شريف بمنيل الروضة، وهو الآن شيخا لمقرأة مسجد عبد اللطيف بمدينة أبي النمرس، سافر الشيخ لتدريس القرآن واللغة العربية بولاية كاليفورنيا بأمريكا، وأسهم في نشر القرآن بها، وكان سببا في إخراج الكثير من حفاظ القرآن ومجوديه هناك، وفي إنشاء معاهد كثيرة بل وجامعة هناك.