«حقيقة ولا فانكوش».. حكاية شراء «الراديوهات القديمة» بحثا عن الزئبق الأحمر
يسعى الكثيرون إلى اقتناء الراديوهات والساعات القديمة وتحديداً السويسرية التي يزيد عمرها عن 100 عام، بداعي أن بداخلها الزئبق الأحمر وهي المادة التي تعتبر الأغلى سعراً بعد الذهب وتقدر بملايين الدولارات.
وخلال الفترة الأخيرة الماضية شهدت بعض المدونات والجروبات الخاصة ببيع المقتنيات القديمة منها الراديوهات والساعات السويسرية وغيرها، إلى السعي وراء شراء هذه المقتنيات، وبحثاً عن السبب، تبين أن الأمر ليس فقط باقتناء الراديوهات القديمة ولكن بسبب «الزئبق الأحمر» بعدما تجولت «الوطن» في البحث عن حقيقة هذا الأمر.
وهناك كثير من الفيديوهات على «يوتيوب» توضح أن اقتناء الراديوهات القديمة وبيعها شهد ارتفاعاً ملحوظاً خلال الفترات السابقة بسبب البحث عن «الزئبق الأحمر» وأن هناك بعض الفيديوهات توضح مكان هذه المادة بداخل الراديو.
الأمر ليس غريباً عن الباحثين عن الثراء الفاحش والسريع، إذ أن أغلب الفيديوهات التي تم بثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى أن حقيقة وجود الزئبق الأحمر هي خرافة وليس له وجود تماماً، في المقابل أن هناك فيديوهات أخرى توضح مكان هذه المادة التي تحتوي على الزئبق والتي تباع بملايين الدولارات.
ويؤكد أحد المتخصصين في تصليح الراديوهات القديمة أنه فتح مئات الراديوهات القديمة ولم يشاهد هذه المادة وأن هذه المعلومة تعتبر من الخرافات التي انتشرت بسرعة خلال الفترات السابقة، الأمر الذي دعاه إلى فتح راديو قديم لم يفتح من قبل وعرضه أمام المشاهدين ليؤكد أنها خرافة وليس حقيقة للباحثين عن الثراء السريع.
ومن الواقع أن مادة الزئبق الأحمر السحرية شكَّلت لغزاً مستعصياً على الحل عبر العصور، وعادت هذه المادة السحرية إلى الواجهة منذ ما قبل سنوات الحرب في سوريا.
ويروي أحمد محمد مواطن مصري، أنه تلقى عرضاً مغرياً من أحد السوريين الباحثين عن اقتناء الراديوهات القديمة بواقع 50 ضعف المبلغ الذي عرضه في مصر، مستغرباً للوهلة الأولى عن هذا الأمر، وبعد أن بحث عن الأمر توصل إلى أنهم يشترون الراديوهات القديمة بحثاً عن الثراء السريع من خلال العثور على الزئبق الأحمر.
وتشير كل المعلومات المتداولة إلى أن الزئبق الأحمر هو مادة باهظة الثمن وأغلى من الذهب والبلاتين، وأن ثمن جرامات قليلة منه قد يصل إلى ملايين الدولارات، حيث إنها مادة شديدة الكثافة إذ تبلغ 23 جراما في السنتيمتر المكعب، وتتميز بأنها أغلى كثافة من أي مادة معروفة في العالم.
وتبين أغلب المعلومات المتداولة أن الحديث عن وجود الزئبق الأحمر هي خرافة وليس له وجود من الأصل في الراديوهات أو الساعات القديمة، وأن هناك محتالين يقومون بتحويل مادة داخل الراديوهات من اللون الفضي إلى اللون الأحمر، وتشبه بعد صبغها إلى اللون الأحمر مادة الزئبق الأحمر.
ويقول يوسف علي وهو أحد من يملك مقتنيات قديمة، إنه يتلقى اتصالات كثيرة من بعض الأشخاص للاستفسار عن شراء راديوهات قديمة، وأنه باع راديو قديما منذ عام تقريباً بمبلغ يقدر بـ 16 ألف جنيه، وهو راديو ماركة فيلبس يعود تاريخ تصنيعه إلى ما يقرب من الـ 100 عام.