كعك العيد للاغنياء فقط وارتفاع أسعارة يجبر الأسر على العودة لعمله بالمنزل
قبل أيام قليلة من عيد الفطر المبارك، لجأت بعض الأسر بمحافظات الدقهلية ودمياط وبورسعيد لصناعة كعك العيد بمنازلهم بسبب ارتفاع أسعار الكعك بصورة كبيرة للغاية، وأرجع التجار زيادة الأسعار إلى ارتفاع أسعار السكر والدقيق ومستلزمات الإنتاج. واعتاد أهالى المحافظات الثلاث كل عام عند انتصاف شهر رمضان وقرب عيد الفطر على حجز الكعك والبسكويت من محال الحلويات، وذلك عقب فتح باب الحجوزات لكعك العيد فهو من أساسيات سبوع العروسين والمناسبات الأخرى، حيث تحرص الأسر على إرسال الموسم لبناتها المتزوجات ويكون موسم عيد الفطر عبارة عن أنواع مختلفة من البسكويت والكعك والمكسرات التى تشتهر بها المحافظات الثلاث بعمل كافة أنواع الكحك والبسكويت والحلويات، فهناك البيتى فور، والغريبة، والعجمية، والشكلمة، والقرصة الصفراء، والكعك باللبن، والسوفافية. ووجدت معظم الأسر نفسها فى ورطة كبيرة هذا العام، فى ظل ارتفاع أسعار الكعك والبسكويت وذلك على الرغم من عروض بعض المحال التى أعلنت عن تخفيضات على عروضها من الكعك والبسكويت حيث تفضل بعض الأسر وخاصة الميسورة أو التى تكون أغلب السيدات موظفات شراء الكعك جاهزا لأنه يوفر الوقت والجهد كما تتباهى الأسر بشراء الكعك الجاهز وخاصة من المحلات الشهيرة
في البداية يقول محمد سرور الشربيني موظف رغم أن مدينة دمياط تشتهر بصناعة الحلوى، ومصدر رئيسى لمصانعها فى مصر نظرا لما امتازت به من أشهر مصانع الحلويات إلا أن غلاء الأسعار هذا العام جعل الناس يعزفون عن الشراء، وخاصة لمنتجات كعك العيد ما تسبب فى خسارة فادحة للتجار وأصحاب المخابز فى موسمهم السنوى.وقد ارتفعت أسعار الكعك والبسكويت والبيتى فور والغريبة بشكل كبير وتحولت إلى سلع للعرض بالمحلات الشهيرة بعد أن اكتفينا بالفرجة وتدوين الأسعار للمفاضلة بينها رغم اقتراب عيد الفطر.وأكد فى حديثه أن الأسعار زادت بشكل كبير يتجاوز50 %.
وكان الدمايطة والمواطنون من المحافظات المجاورة مثل بورسعيد والدقهلية قد اعتادوا كل عام مع آواخر شهر رمضان على النزول لشوارع مدينة دمياط لشراء الحلويات وكعك العيد من المحلات المشهورة على حد وصفه، إلا أن إقبال الجماهير ضعيف جدا هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة.
ويقدر عدد مصانع الحلوى فى دمياط بنحو 230 مصنعا، ويقدر عدد العاملين بها نحو 8 آلاف، لاعتمادها على الآلات حديثا، ما قلل من عدد القوة البشرية بها.
واضاف محمد عيد صاحب محل حلويات بمدينة عزبة البرج والذى أشار إلى أن سبب الغلاء هو ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج كالدقيق والسكر والسمن، بعد زيادة أسعار الدولار، على حد قوله.
وقال عيد أن سعر كيلو الكعك سادة- ملبن- عجمية بلغ 60 جنيها وكيلو الكعك المحشى عين جمل 80 جنيها، والكعك الفستق بـ90 جنيها و82 جنيها بالمكسرات. وتراوحت أسعار البسكويت بين 44 جنيها و62 جنيها وتتراوح أسعار البيتى فور والغريبة ما بين 54 - 80 جنيها.
وأكد عزوف المواطنين عن شراء كعك العيد بسبب ارتفاع الأسعار بالمقارنة بالأعوام السابقة, موضحا أن الأسعار سرقت فرحة المواطنين والأسر المصرية.
وأشار احمد عبد الخالق صاحب مخبر بمدينة كفر سعد إلى أن المواطنين أصبحت لديهم أولويات تشغلهم عن شراء حلوى العيد فى ظل ارتفاع الأسعار، لافتا إلى أن سعر كيلو الغريبة يتراوح بين 50 و100 جنيه، والبيتى فور بين 50 و120 جنيها، كما تتوفر علب المشكل جاهزة كعك وبسكويت وملبن وبيتى فور تتراوح بين 70 و150 جنيها للكيلو، إضافة إلى علب صغيرة الحجم وزن 500 جرام بين 50 و100 جنيه.
وذكر وائل السندروسي صاحب محل حلواني الفيروز بفارسكور أن الإقبال ضعيف الآن نظرًا لكثرة المصاريف على أغلب الأسر، مشيرا إلى أن ارتفاع الأسعار يأتى بسبب زيادة أسعار السكر والدقيق الفاخر ومستلزمات الكعك والبسكويت.
وتابع: وصل سعر كيلو الكعك السادة والعجوة والملبن 60 جنيها، بينما كعك المكسرات بـ80 جنيها، والغريبة والبيتى فور 60 جنيها، والبسكويت البرتقال والشيكولاته والنشادر وجوز الهند 50 جنيها، والكيلو المشكل 60 جنيها، والبيتى فور سوبر لوكس 80 جنيها.
وأوضح أن الأسعار فى المناطق الشعبية أرخص نسبيًا من المناطق الأخرى، حيث يلجأ المواطنون البسطاء للمناطق الشعبية لشراء جميع أنواع الحلوى.
وأوضح السندروسي أن الأسعار فى المحال الشعبية أرخص بمقدار 30 أو 40 جنيها عن المحال الموجودة بدمياط، مضيفًا أقل علبة بسكويت أو كعك مشكل فى المحلات الشهيرة لا تقل عن 100 جنيه.
وفي ذات السياق تقول اسماء اسماعيل موظفة ببورسعيد أفضل شراء الكعك الجاهز لأن الأسعار نار وكل حاجة غالية من سمن وزبدة وسكر وأيضا الغاز، وتضيف أشترى 2 كيلو من كل صنف من أجل الأولاد لأن ظروفى لا تسمح بشراء كمية كبيرة أو العمل فى المنزل عكس زمان وأنا صغيرة وقبل زواجى كان العيد له فرحة كبيرة وكنا ننتظره من العام للعام لكى نقوم بعمل الكحك أما الآن أصبح عبئا علينا.
.بينما تقول فاطمة عيسي ربة منزل افضل عمل كعك العيد بنفسى، حيث أقوم بشراء الدقيق وكافة مستلزمات الكعك بنفسى وأقوم بإعداده فى المنزل بمشاركة الأهل والجيران وهذة عادة داخل حي الزهور ببورسعيد نقوم بفعلها كل عام وأضافت، أنا متعودة على ده منذ سنوات وبعمل كعك بلبن وبعجوة وبالمكسرات والبسكويت والبيتى فور وتقريبا بعمل من كل صنف، 4 كيلو على الأقل لأن الكيلو الدقيق يعطينى حوالى 2 كيلو كعك أو بسكويت مع إضافة باقى المواد.
وتشاركها الرأى فاتن جوهر ربة منزل من الدقهلية أن شراء الكعك والبسكويت من محال الحلويات ليس مضمونا من ناحية الخامات التى يستخدمها ومن حيث نظافتها وجودتها وإن كان الشكل يكون جذابا وخاصة من علب الكعك الشيك. مضيفة أن بعض السيدات يفضلن شراء المقادير التى يطلبها الحلوانى ويقوم هو بعمل الكعك فى الفرن الذى يعمل به مقابل مبلغ متفق عليه على كل كيلو.
ويضيف محسن سالم بائع بأحد المحال، بالدقهلية أن الأسعار هذا العام مرتفعة بسبب ارتفاع الخامات التى تصنع منها الحلويات فوصل سعر كيلو كعك سادة من 60 إلى 75 وكعك ملبن من 65 إلى 85 جنيها كعك عين جمل من 90 إلى 110 جنيهات وبيتى فور بالشيكولاتة من 75 إلى 90 جنيها وبيتى فور بالمكسرات من 90 إلى 110 جنيهات وغريبة 75 جنيها.
ويرى محمد العيسوي صاحب محل حلويات بمدينة المنصورة ، أن سبب ارتفاع أسعار حلوى العيد يعود إلى زيادة سعر الدولار مقابل الجنيه بعد قرار التعويم، خاصة أن مصر تستورد 65 % من احتياجاتها من القمح، و90 % من احتياجاتها من زيوت الطعام.
وأضاف أن ارتفاع مستلزمات الإنتاج ساهم فى تراجع الإنتاج بنسبة 65 % مقارنة بالعام الماضى، تحسبا لعدم تفاعل المستهلك مع الارتفاعات الجديدة للأسعار.وأشار إلى تراجع فى المهنة بسبب ارتفاع أسعار الخامات بصورة جنونية، وارتباط زيادة أجور الصنايعية، بزيادة سعر الخامة، ما أدى بشكل مباشر لحالة من الركود حتى بلغت 60 %، مطالباً الحكومة بالتدخل لضبط الأسواق.
وتوقعت سناء بلبول ربة منزل أن يجبر إحجام المواطنين عن شراء الكعك بالتجار إلى خفض الأسعار مؤكدة أنها لن تشترى سوى كميات قليلة لترشيد النفقات وأكدت أن الكعك هذا العام للأغنياء فقط، لأنه ليس فى متناول الأسر محدودة الدخل, موكدة أنها سوف تقوم بتصنيعه بالمنزل مرددة مفيش أحلى من لمه العيلة وتصنيع الكعك بالمنزل.
وأضافت أن أصحاب المعارض والمخابز يراهنون على رغبة المواطنين الذين يبدون حرصهم على التمسك بعاداتهم فى الأعياد والمواسم، فالشراء يمكن أن يقل لكن الإقبال يظل قائماً حتى وإن كان ضعيفاً، خاصة مدينة المنصورة وبعض القري والتى يتحول كعك العيد من مظهر من مظاهر العيد، ليصبح مطلباً ملحاً لدى كافة أفراد الأسرة، وضرورة إجبارية لا خيار فيها، حتى تحول الأمر إلى فرض فالأسرة التى لا تقوم بإرسال كعك العيد إلى بناتها المتزوجات قد تعاير ابنتها فى منزل زوجها
وأضافت، أن ارتفاع أسعار الحلويات عموما وكعك العيد خاصة يرجع إلى زيادة أسعار الخامات المستخدمة فى تلك الصناعة الهامة مثل الدقيق والسكر السمنة، والمكسرات، مشيرًا إلى أن الحلويات أصحبت أولوية متأخرة بعد اللحوم والدواجن وغيرها من المواد الغذائية الأساسية