مقتطفات من حياة الشيخ أبو العينين شعيشع فى الذكرى الـ10 لرحيله.
أحيت أُسرة القارئ الراحل الشيخ أبو العينين شعيشع، نقيب قُراء مصر السابق، آخر جيل عمالقة قُراء القرآن الكريم، ذكراه العاشرة، والتى حلت اليوم الأربعاء، وتوافد العشرات من مُحبى "شعيشع" على منزل نجل شقيقه الحاج مصطفى أحمد شعيشع، فى مدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ، مسقط رأس القارئ الراحل، للمُشاركة فى إحياء ذكراه العاشرة.
وحرص الزوار من مُحبى الشيخ أبو العينين شعيشع على التقاط الصور التذكارية مع نجل شقيقه، وبعض أفراد أُسرته، وسط قراءة آيات من الذكر الحكيم، والتحدث عن حياة القارئ الراحل الذى طاف الأرض، وملأ الدنيا قرآناً.
جاء ذلك، بحضور جمال ساطور، رئيس مركز ومدينة بيلا نائبا عن اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، ونواب رئيس المركز والمدينة، وعدد من أئمة وزارة الأوقاف، وقُراء القرآن الكريم، وبعض القيادات التنفيذية والشعبية، والصحفيين والإعلاميين.
وحرص "ساطور"، على زيارة أُسرة الشيخ أبو العينين شعيشع فى مدينة بيلا، وكان فى استقباله الحاج مصطفى أحمد شعيشع، نجل شقيق الشيخ الراحل، وهشام صبح، ومحمد عوض اليمانى، حفيدا الشيخ "نجلا ابنتا شقيقته"، وعدد من أفراد الأُسرة.
واستمع "ساطور"، خلال زيارته إلى عدد من التلاوات النادرة للقارئ الشيخ أبو العينين شعيشع، كما تعرف من أُسرته عن علاقته الطيبة بهم، ومدى حُبه وارتباطه بمدينة بيلا، بعد أن طاف الأرض، وملأ الدنيا قرآناً.
وطالبت أُسرة القارئ الراحل الشيخ أبو العينين شعيشع، نقيب قُراء مصر السابق، بإطلاق اسم الشيخ، على المعهد الدينى الأزهرى ببيلا، وإطلاق اسمه أيضاً على شارع وميدان فى مسقط رأسه بمدينة بيلا، إكراماً لتاريخه المُشرف، ورحلته القرآنية التى استمرت لأكثر من 80 عاماً، أُسوةً بأبناء جيله من عمالقة تلاوة القرآن الكريم فى مصر، وذلك بالتزامن مع حلول الذكرى العاشرة لرحيله، ونقل جمال ساطور، رئيس مركز ومدينة بيلا، تحيات اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، ونائبه الدكتور عمرو البشبيشى، لأُسرة الشيخ أبو العينين شعيشع.
وأكد "ساطور"، إن القارئ الشيخ أبو العينين شعيشع، رحمه الله، يُعد أحد العظماء الذين أنجبتهم محافظة كفر الشيخ، لافتاً أن المحافظة تفتخر بالشيخ أبو العينين، وأنه سيتم خلال الأيام المُقبلة بحث طلب أسرته بإطلاق اسم الشيخ الراحل على شارع وميدان فى ومدينة بيلا، تكريماً له، ومسيرته الحافلة بالعطاء، وخدمة كتاب الله.
وأوضح "ساطور"، أن اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، يعرف جيداً قدر القارئ الشيخ أبو العينين شعيشع، ولذلك أعلن عن إجراء مُسابقة فى القرآن الكريم فى شهر رمضان الماضى، وأطلق عليها مُسابقة "الشيخ أبو العينين شعيشع"، وشهدت إقبالاً عدد كبيراً من الأطفال والشباب والفتيات من حفظة القرآن الكريم، وأصحاب الأصوات الذهبية فى الإنشاد والابتهالات والتواشيح.
وقال مصطفى عنز، أحد المُهتمين بجمع تراث القارئ الراحل الشيخ أبو العينين شعيشع، نقيب قُراء مصر السابق، إنه يتم حالياً التنسيق مع الأُسرة فى مسقط رأسه بمدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ، لجمع المُقتنيات الخاصة بالشيخ الراحل، وتسليمها إلى مكتبة الإسكندرية، لعمل جناح خاص فى المكتبة باسم الشيخ شعيشع، يضم ملابسه، والجوائز التى حصل عليها من نياشين وأوسمة، والأشرطة النادرة له، وصورة القديمة، وكافة مُتعلقاته الشخصية.
وقال مصطفى أحمد شعيشع، نجل شقيق الشيخ أبو العينين شعيشع، الذى يعيش فى منزل العائلة بمدينة بيلا، فى تصريحات صحفية، إن الشيخ حضر قبل وفاته بشهرين وزار العائلة التى التفت جميعها حوله، حيث دار حوار شيق ممزوج بالذكريات الجميلة للشيخ بينهم، وكأنه كان يُودعهم، وكان يرتبط بمسقط رأسه مدينة بيلا ارتباطاً وثيقاً، وكان لا يدخر جُهداً فى سبيل أن ينعم أفراد أُسرته بالراحة، كما أنه كان دائماً ما يتحدث عن شيخه ومُعلمه الشيخ يوسف شتا، رحمه الله، والذى حفظ القرآن الكريم على يديه.
وأضاف نجل شقيق الشيخ، أنه رحمه الله كان باراً بأهله وبالمحتاجين وأصحاب الحاجات، الذين كانوا يتوافدون من كل مكان للسلام عليه وطلب المُساعدات حين علمهم بتواجده فى بيلا، لافتاً أن أكثر الأكلات المُفضلة لدى عمه الراحل هى الأسماك، والأكل الريفى البسيط الذى تمتاز به محافظة كفر الشيخ، لافتاً أن والده الشيخ أحمد شعيشع، رحمه الله، كان من مشاهير القُراء فى المنصورة، وكانت فُرصة طيبة لعمه الشيخ أبو العينين شعيشع أن يذهب مع والده الشيخ أحمد كل مساء إلى ليلة قراءة ليُقابل مع أخيه القُراء ويستمع لهم، مستطردا أن والده الشيخ أحمد شعيشع، قارئ القرآن الكريم أيضاً، هو الشقيق الأكبر لعمه الشيخ أبو العينين شعيشع ولكنه لم ينل حظاً واسعاً من الشهرة، مثلما حصل شقيقه الأصغر أبو العينين شعيشع.
وتابع نجل شقيق الشيخ أبو العينين شعيشع، إن عمه الشيخ أبو العينين شعيشع، له ثلاثة من الأبناء هم: الدكتور محمد، وهو طبيب مُقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، ومحمود، وكان يشغل منصب مدير عام بالقاهرة قبل وفاته، ومنى، وكانت تعمل مُترجمة فورية بالقاهرة أيضاً قبل بلوغها سن المعاش، لافتاً أنه رغم أن زوجته الحاجة حسنات قد تُوفيت قبل رحيله بما يُقارب خمسة عشر عاماً، إلا أنه لم يتزوج بعدها، حيث عُرف بوفائه لزوجته المُتوفية، ففى أحد اللقاءات معه سُئِل لماذا لم يتزوج بعدها فقال "أنا رجل مشاعرى لم تسمح لى بالزواج بعد وفاة زوجتى وفاءً لها رغم أن هذا حقى".
وأوضح هشام صبح، حفيد الشيخ "نجل ابنة شقيقته"، أن الشيخ أبو العينين شعيشع، رحمه الله، كان حريصاً على زيارتهم فى مدينة بيلا بشكل دائم، وكان لا يترك أى مناسبة سواء كانت مآتم أو أفراح إلا وكان يأتى من القاهرة للمُشاركة فيها، كما أنه كان يعشق أسرته وأخواته وأولادهم وحتى أولاد أولادهم، مُنوهاً أن جده الراحل كان يُستقبل استقبال الملوك والرؤساء خلال زياراته إلى بعض الدول العربية والإسلامية، وكان صديقاً لعدد من ملوك ورؤساء الدول، ويكفى قُربه وعلاقته الوطيدة التى كانت تربطه بـ قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت، رحمه الله، فضلاً عن علاقته الكبيرة بالملك فاروق، وصداقته مع سيدة الغناء العربى السيدة أم كلثوم، ومُوسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وغيرهم من مشاهير مصر.
وأشار "صبح"، إلى أن جده الشيخ أبو العينين شعيشع كان محبوباً من جميع المصريين، وأن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قد نعى جده بعد وفاته، كما نعته العديد من الجهات الرسمية فى مصر والعالم العربى والإسلامى.
وأضاف صفى الدين مصطفى شعيشع، حفيد الشيخ الراحل "نجل ابن شقيقه"، إن جده الشيخ أبو العينين شعيشع كان مدرسة فى التلاوة والأداء الجميل المُبهر، كما كان أستاذاً فى الأحكام القرآنية وعالماً بعلوم القرآن وآدابه، وقد تتلمذ على يديه شيوخ وطلاب كثيرون فى قراءة القرآن الكريم وأحكامه، وقد أخذ جوائز كثيرة فى مصر والعالم العربى مُنذ أيام الملك فاروق وحتى وفاته تقديراً لأدائه فى تلاوة القرآن الكريم وتعليمه ونشره فى كل مكان، كما أنه كانت له جولات واسعة فى ريف مصر لاكتشاف المواهب الجديدة، ومما لا يعرفه البعض أن الإذاعة المصرية استعانت به لإصلاح وتكملة الأجزاء التالفة من تسجيلات الشيخ محمد رفعت، فقد كان من أبرع من استطاع تقليد صوت قيثارة السماء.
وأكد جمال ساطور، رئيس مركز ومدينة بيلا، إن القارئ الشيخ أبو العينين شعيشع، رحمه الله، يُعد أحد العظماء الذين أنجبتهم محافظة كفر الشيخ، لافتاً أن المحافظة تفتخر بالشيخ أبو العينين، وأنه سيتم خلال الأيام المُقبلة بحث طلب أسرته بإطلاق اسم الشيخ الراحل على شارع وميدان فى ومدينة بيلا، تكريماً له، ولمسيرته الحافلة بالعطاء، وخدمة كتاب الله.
وأوضح "ساطور"، أن اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، يعرف جيداً قدر القارئ الشيخ أبو العينين شعيشع، ولذلك أعلن عن إجراء مُسابقة فى القرآن الكريم فى شهر رمضان الماضى، وأطلق عليها مُسابقة "الشيخ أبو العينين شعيشع"، وشهدت إقبالاً عدد كبيراً من الأطفال والشباب والفتيات من حفظة القرآن الكريم، وأصحاب الأصوات الذهبية فى الإنشاد والابتهالات والتواشيح.
والشيخ أبو العينين شعيشع، يُعد واحداً من أعلام دولة التلاوة فى مصر والعالم الإسلامي، حيث وُلد فى مدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ، فى 22 أغسطس من عام 1922م، وهو الابن الثانى عشر لأبيه، والتحق بكُتاب المدينة، وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ "يوسف شتا"، رحمه الله، وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره، وذاع صيته كقارئ للقرآن عام 1936م، وهو فى الرابعة عشر من عمره، وذلك بعد مُشاركته بالتلاوة فى حفل أُقيم بمدينة المنصورة فى ذلك العام، والتى تبعدُ عن مدينة بيلا بنحو 27 كيلو متراً.
دخل "شعيشع"، الإذاعة المصرية عام 1939م، مُتأثراً بالشيخ محمد رفعت، حيث استعانت به الإذاعة لإصلاح الأجزاء التالفة من تسجيلات "رفعت"، ولكنه اتخذ لنفسه أسلوباً فريداً فى التلاوة بدءاً من منتصف الأربعينيات، وكان أول قارئ مصرى يقرأ القرآن الكريم بالمسجد الأقصى المبارك.
عام 1969م عُين "شعيشع" قارئاً لمسجد عمر مكرم بميدان التحرير، وسط القاهرة، ثم قارئاً لمسجد السيدة زينب عام 1992م، وناضل كثيراً فى بداية السبعينات من القرن الماضى لإنشاء نقابة القُراء مع كبار قراء القرآن الكريم فى مصر حينذاك، وقد انتُخب نقيباً لنقابة القراء منذ عام 1988م، خلفاً للقارئ الراحل الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد، وظل نقيباً لها حتى وفاته.
تُوفى "شعيشع"، فى 23 يونيو من عام 2011م، عن عُمر يُناهز الـ89 عاماً، قضى خلالها رحلة عامرة فى تلاوة القرآن الكريم فى مشارق الأرض ومغاربها، ودُفن فى المقابر المُجاورة لكلية البنات بجامعة الأزهر بالقاهرة، وصُلى عليه صلاة الغائب فى مسقط رأسه بمسجد "أبو غنام"، أحد أكبر مساجد مدينة بيلا، وعدد من مساجد المدينة.