خبير ملكية فكرية يجيب عن سؤال: هل توثيق الأعمال الفنية ضرورى؟
حالة من الجدل شغلت الرأى العام، بعدما تم العثور على عدد من القطع الأثرية القديمة واللوحات الفنية فى شقة الزمالك المعروفة إعلاميًا بمغارة "على بابا"، وترجع القطع الأثرية إلى العصر العتيق منذ 5 آلاف سنة وهناك جعران يخص الملكة حتشبسوت وآخر يخص الملك تحتمس بجانب قناعين خشبيين من الأسرة 26، بالإضافة لمجموعة من الخرز والعملات اليونانية ودرهم يرجع لعبد الملك ابن مروان، كما أن هناك عملات ذهبية وحلى ومجوهرات ترجع لأسرة محمد على، ومن هنا تواصل اليوم السابع، مع الباحث والمحامى فى مجالى الملكية الفكرية وقانون سوق الفنِ المستشار القانونى، الدكتور ياسر عمر أمين، من أجل معرفة الضوابط القانونية التى تحكم حركة بيع وشراء الأعمال الفنية.
وقال ياسر عمر أمين، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، إن القطع الأثرية تخضع لأحكام وضوابط قانونية متعارف عليها وواضحة، أما بالنسبة للأعمال الفنية كاللوحات والمنحوتات فإن عملية توثيقها تتوقف على الممارسات العملية المتعارف عليها في سوق الفن، حيث يعتبر التوثيق في حقيقة الأمر منظومة بناءٍ متكاملة كأنها سلسلة متصلة الحلقات إذا فُقِدت إحدى حلقاتها كانت عملية التوثيق مشوَّهة ناقصة.
وأوضح ياسر عمر أمين أن هناك الكثير من الأعمال الفنية التي توارثتها الأجيال وانتقلت ملكيتها إلى الحائز عن طريق الميراث ونادراً ما يتم توثيق عملية بيع وشراء اللوحات الفنية أو تتبع خط سيرها pedigree من أجل الوصول إلى مالكها الأصلى، وذلك لأن الواقع العملى يكشف عن أن عملية بيع وشراء الأعمال الفنية تتم دائما بشكل ودى بين البائع والمشترى لذا من الضرورى أن يتم توثيق رحلة انتقال ملكية الأعمال الفنية منذ إبداعها، سواء انتقلت عن طريق المزادات العلنية، أو البيوع الخاصة، أو بطريق الميراث، أو حتى الهبة وذلك من خلال مصادر صحة وتوثيق الأعمال الفنية المتعارف عليها في سوق الفن.
وأشار ياسر عمر أمين إلى أنه من المهم توثيق الأعمال الفنية حتى لا يقع المقتنى تحت طائلة القانون لأنه من الممكن أن تكون اللوحة محل الاقتناء من المقتنيات القومية المتحفية التى لا يجوزُ التصرفُ فيها بما يخالفُ وجهَ القانون والاتفاقيات الدُّولية المعنية بحماية الأموال والممتلكات الثقافية لذا فعقود البيع والشراء مهمة.
وأضاف ياسر عمر أمين إلى أنه من المتعارف عليه فى الممارسات العملية لدار المزادات العالمية أنه حال امتلاك شخص للوحة فنية من خلال المزادات العلنية، فإن عملية بيع وشراء العمل الفني تخضع لإطار تعاقدي يفرغ في شكل مكتوب يعتبر بمثابة سند الملكية للمشتري بالإضافة إلى أنه يقع على دار المزادات التزاماً بتتبع مصدر العمل الفني المعروض للبيع للتأكد من صحة العمل الفني محل البيع وعدم خروجه بطريقة غير مشروعة، ولكن إذا لم يقم المقتني بشراء لوحة أو منحوتة من مزاد فعليه أن يحرص على توثيق العمل الفني محل الاقتناء كي يتأكد من صحة ومصدر العمل الفني فتنتقل الملكية للأجيال اللاحقة بشكل هادئ ودون أدنى مساءلة قانونية فيما بعد.