زينب عبداللاه تكتب:لعلك تكون سببًا فى رفع البلاء عن دلال عبدالعزيز وابنتيها
يكفى أن ترى وجهها أو تسمع صوتها فتستدعى كل مرادفات الإبداع والجدعنة والإنسانية والصدق والأخلاق الراقية والصداقة الوفية، تلك المبدعة المحبوبة التى لم تتأخر فى أى وقت ومهما كانت الظروف عن مساعدة زملائها ، وعن الوقوف إلى جوار أى إنسان يحتاج للمساعدة، والتى ترقد حالياً بالعناية المركزة تحتاج لدعوات الجميع، وهى تمر بمحنة وابتلاء كبير.
الفنانة الكبيرة دلال عبدالعزيز التى تحولت حياتها وحياة أسرتها من السعادة إلى الأحزان بعد تعرضها هى وزوجها الفنان الكبير سمير غانم لأزمة صحية ودخلا فى وقت واحد للمستشفى ورحل الحبيب سمورة دون أن تكون حبيبته دلال إلى جواره وشيع إلى مثواه الأخير دون أن تودعه الوداع الأخير وحتى دون أن تعرف حتى الأن أنه رحل، وتعرضت الأسرة لهزة عنيفة وحزن لا يضاهيه حزن تعانى منه ابنتيهما دنيا وإيمى اللتان تعرضا لأكبر هزة وصدمة بفقد الأب والسند وفى نفس الوقت مرض الأم وحالتها الحرجة وما يقعان فيه من اختبار قوى بضرورة أن تخفيا عنها نبأ وفاة حبيب عمرها سمير غانم وأن يتماسكا أمامها حت لا تعرف بهذا الخبر الذى يمكن أن يودى بحياتها.
هكذا أصبح حال أسرة كان يراها الجميع نموذجاً من أسعد الأسر وعائلة ارتبط بها وبكل أفرادها الملايين فى كل أنحاء العالم العربى وهكذا هو الابتلاء الذى تعرضت له دلال عبدالعزيز التى كانت دائماً تمثل صمام الأمان لكل من يعرفها، ولا تبحث كغيرها عن ذرائع وأعذار للغياب، تتذكر المأزوم إذا نسيه الجميع، وتحفظ الود مهما تغيرت الأحوال .
دلال عبدالعزيز الوجه الطيب والحضورالصادق المحب بلا نفاق أو رياء، التى لم تكن تغيب عن أى واجب مهما كانت الظروف.
هكذا أصبحت الفنان الكبيرة دلال عبدالعزيز نموذجاً لكل الطيبين الذين يؤكدون لمن حولهم دائما أن الدنيا لازالت بخير وأنهم سيقفون إلى جوارهم دائما فى أوقات الفرح والمحن، وأنه رغم ما أصاب الدنيا والبشر لايزال هناك من يحملون الحب الصادق والوفاء الدائم والأصل الطيب، ومن تجدهم إلى جوارك دائما ًسنداً فى كل وقت.
لم تغب دلال عبدالعزيز عن أى عزاء حتى فى أشد أوقات الذعر والخوف بعد انتشار فيررس كورونا، ولم تكن تتأخر عن متابعة زميل أو صديق يمر بأزمة حتى وإن غاب لسنوات وهكذا فعلت مع الفنان الكبير جورج سيدهم، الذى ظلت تزوره وتسأل عنه وتحتفل بعيد ميلاده حتى رحل عن عالمنا بعد رحلة مرض طويلة.
دلال عبدالعزيز التى شهد الجميع قلقها ولهفتها على صديقتها رجاء الجداوى حين مرضت وأصابها فيروس كورونا وتم احتجازها بالرعاية المركزة، وكيف كانت تتوسل إلى الله وتدعو لها بصدق وحب ودأب، كيف كانت تدعو كل أصدقائها بكل جروبات التواصل الاجتماعى أن يصلوا صلاة توسل ويقرأوا سورة يس فى وقت واحد بنية شفاء صديقتها المريضة، وكيف رافقتها حتى أوصلتها إلى دار البقاء وحافظت على برها بعد وفاتها بختم القرآن أكثر من ثلاثين مرة ودعوة كل أصدقائهما لذلك.
ظلت دلال عبدالعزيز تحفظ جميل جورج سيدهم حتى وفاته تعلن دائما أنه صاحب فضل عليها وأنه هو الذى قدمها على المسرح وكان سبباً فى تعرفها على زوجها الفنان الكبير سمير غانم، وقليلا من أهل الفن ما يشكرون ويذكرون من وقفوا إلى جوارهم فى بداياتهم.
دلال عبدالعزيز نموذج الزوجة الوفية والأم التى استطاعت بحكمة أن تعبر بأسرتها الفنية إلى بر الأمان وأن تربأ بها عما يحتاج الزيجات الفنية من تقلبات وأزمات، والتى تمثل نموذجاً للمرأة المصرية بنت الأصول وصاحبة الواجب المحبوبة من الجميع والتى تقف إلى جوار الجميع ، القادرة على التميز فى عملها وبيتها وعلاقاتها الاجتماعية، وفضلا ًعن كل هذه الصفات الإنسانية الجميلة فإنها تمتلك موهبة فنية جبارة تؤهلها لأداء كل الأدوار باحترافية شديدة، وتستطيع تطويع هذه الموهبة مع كل مرحلة عمرية.
برعت دلال عبدالعزيز فى تجسيد أدوار الشر بنفس براعتها فى تقديم أدوار الخير، وفى الكوميديا بنفس القدرة على تجسيد التراجيديا، والتى تألقت على المسرح تمثيلاً واستعراضاً فى العديد من المسرحيات وأبدعت فى السينما ووقفت أمام العمالقة ومنهم فريد شوقى وكريمة مختار وفؤاد المهندس، وقدمت عدداً من الروائع، وهى أحد كبار نجوم الدراما التلفزيونية الذين ساهموا فى صناعة أهم المسلسلات والأعمال التلفزيونية، وتنوعت أدوارها فيها بشكل كبير، يؤكد على عبقرية موهبتها التى استطاعت تطويعها تدرجاً من أدوار الفتاة الصغيرة وحتى أدوار الأم ولا تملك إلا أن تحبها وتصدقها فى كل مرحلة وكل دور.
دلال عبدالعزيز التى تحتاج اليوم ونحن فى هذه الأيام المباركة أن نتضرع بالدعاء لها بالشفاء وبأن تتجاوز هذه المحنة والابتلاء الصعب وأن تعود إلى حضن ابنتيها حتى تلتئم جراح أسر من أحب الأسر إلى قلوب الملايين، فلعل دعوة أحدنا تكون سبباً فى رفع البلاء عن حبيبة الملايين دلال عبدالعزيز.