”الحلى والتراث” كتاب لـ يسرية عبد العزيز حسنى دراسة فى إبداع مجوهرات المصريين
يحمل كتاب "الحلى والتراث" لـ الدكتورة يسرية عبد العزيز حسنى، أستاذة الفنون والآثار، والصادر عن مكتبة الإسكندرية قيمة فنية وثقافية كبيرة، حيث يقدم معلومة توثق تراثنا المهم ويلقى الضوء على صناعة الحلى القديم بوصفها فنا مهما.
وتقول الدكتورة يسرية عبد العزيز حسنى فى الكتاب، مصر بلدنا تزخر بكم هائل من الموروثات إذ تعاقبت على تاريخها صنوف من الثقافات والحضارات والفنون بدءا من مصر الفرعونية مرورا بالهكسوس والفرس واليونانيين والرومان والبيزنطيين والعرب والعثمانيين والفرنسيين والإنجليز، هذه الثقافات والحضارات تمازجت وتفاعلت أو تعارضت ثم كونت مع البيئة نفسها ما نحن عليه الآن.
وتتابع الدكتورة يسرية، اتجهت بغريزتى إلى تراثنا الشعبى العتيق هذا، وخاصة نوع من الفنون كان له فى نفسى مزيج من الحب الشديد والإعجاب، والدهشة أيضا، فبالرغم من أن منطقتنا مليئة بكل ما هو ضارب من جذورنا ويحوى الأصالة والجمال فإننا بعيدون كل البعد عنه.
وتضيف الدكتورة يسرية، وجدت فى فن الحلى البدوى والشعبى ذلك الفن المرتجل دائما مع مرتديه أو حامله إلى ربوع الدنيا، يحمل سمات مناطقه إلى مناطق أخرى مغايرة، ووجدت فيما تبقى منه سواء فى تصميمه الكامل أو فى بعض البقايا منه ما يمكن ببعض التعامل البسيط تحويره بما لا يمس الأصل –ما يمكن أن تتحلى به حياتنا العصرية، وأعنى المرأة خاصة والمكان أيضا.
وتشير الدكتورة يسرية عبد العزيز حسنى، إلى أنها جمعت وبحثت فى ها التراث من حلى الصحراء والواحات والوادى والصعيد فى مصر والمنطقة المحيطة بها حيث التأثير والتأثر، فوجدت أن الأساس منبعث من قاعدة واحدة مع خصوصية بسيطة لكل منطقة، ففى سيناء والشام والعراق واليمن وعمان تتمازج الحلى والأحجبة الصندوقية ذات الفصوص الكبيرة وتزخر بالسلوك الفضية ذات الأشكال المتعددة والتى غالبا ما تستخدم لحفظ المصاحف أو أجزاء من آيات القرآن، وفى سيوة والواحات وشمال أفريقيا (ليبيا، المغرب، تونس، الجزائر) نجد الحلى سطحية النقوش والصفائح الرقيقة ذات الشغل والزخارف البسيطة وكف مريم (فاتيما) الشهيرة، وكانت لى رؤية وهى أن أقدم تراثنا هذا الذى جمعته على مدى سنوات كثيرة، تجولت فيها فى أنحاء هذه الأماكن النائية، وجمعت هذا الرصيد من الحلى الأصلية والقديمة والنادرة والقيمة والمهملة فى الوقت نفسه، والتى ربما مع الزمن قد فقدت أجزاء كثيرة مكنها، وكان عل أن أزيل عنها أثر الإهمال وسنوات تعدى الزمن، وأقدمها فى شكل عصرى يمكن من وجودها الآن بيننا.