يونيسف: 68.6% من الأسر بلبنان لم تحصل على رعاية صحية منذ انفجار مرفأ بيروت
بعد مرور عام كامل على الانفجارات الضخمة المدمرة التي عصفت بالعاصمة اللبنانية بيروت، كشف مسحٌ أجرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" استمرار احتياجات الأطفال والأسر المتضررة، خصوصا مع انتشار وباء كوفيد-19 وغياب الاستقرار السياسي والتضخم الهائل الذي أصاب الاقتصاد في لبنان.
ووفق التقييم الذى أجرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة طلبت 7 من كل 10 أسر المساعدة الأساسيّة بعد انفجارات 4 أغسطس 2020، وتستمر جميع تلك الأسر تقريبا، بعد مرور عام كامل على الانفجارات، في حاجة ماسة إلى الدعم، خصوصا على الدعمين النقدي والغذائي، وهو ما أظهرته الطلبات المقدمة للحصول على المساعدة.
أظهر مسح أجرته اليونيسف أن أسرتين من كل ثلاث أسر (أي ما يعادل 68,6%) لم تحصل على الرعاية الصحيّة أو الأدوية منذ عام كامل وتحديدا منذ تفجيرات 4 آب. وما فاقم الأزمة، أن أسرة واحدة من كل 4 أسر لديها شخص واحد على الأقل، من أفرادها، ثبتت إصابته بوباء كوفيد-19 خلال هذا العام.
وأِشار التقييم إلى أنه مع الدمار الكبير الذي لحق قطاع الإقتصاد والأعمال في لبنان، فقد عشرات آلاف العمال وظائفهم، ما جعلهم يعانون في سبيل توفير الطعام الى أسرهم وتقديم الرعاية الصحيّة التي يحتاج إليها أطفالهم.
وأن ثلث الأسر التي لديها أطفال تقل أعمارهم عن 18 عاما قالت أن طفلا واحدا على الأقل من أطفالها ما زالت علامات الضغط النفسي ظاهرة عليه. وترتفع هذه النسبة عند البالغين الى النصف تقريبا.
يوكي موكو، ممثلة اليونيسف في لبنان، قالت: "بعد مرور عام كامل على الأحداث المأساوية، يستمر تأثيرها الشديد على الأطفال. هذا ما أخبرنا به الأهالي. كما تناضل الأسر في سبيل التعافي من آثار الإنفجارات في ظلِّ أسوأ وقتٍ ممكن- وسط ازمة إقتصادية حادة وتفشّي وباء عالمي".
ولفت تقرير اليونيسف، إلى أنه دمّرت الإنفجارات مساحات شاسعة من العاصمة بيروت، ما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص، بينهم 6 أطفال، وإصابة أكثر من 6500 شخص بينم 1000 طفل.
وبيّن استطلاع أجرته المنظمة الأممية مع 1197 أسرة، أن جميع الأسر تقريبا منازلها إحتاجت الى تصليحات في أعقاب التفجيرات ونحو نصف تلك الأسر قالت أن الحاجة الى ذلك لا تزال مستمرة حتى اليوم.
4 من كل 10 أسر قالت إن نظام إمدادات المياه لديها قد تأثر بالإنفجارات. وربع تلك الأسر أكدت أن هذه الحالة تستمر قائمة حتى اليوم.
تيد شيبان، المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قال: "منذ حدوث الإنفجارات، كان لبنان في حالة "سقوط حرّ" نحو الهاوية في ظلِّ أزمة ثلاثية الأبعاد: إقتصادية وسياسية وصحيّة تمثلت بانتشار وباء كوفيد-19. وهذا ما هدّد في جعل كل طفل في لبنان تقريبا في عداد الأطفال الضعفاء. وإذا لم يحدث التغيير والإصلاح والمساءلة الآن فلن يحدث ذلك أبدا، ويكون غدا قد فات الأوان، فيسقط البلد في الهاوية، إلى حيث لا عودة إلى الوراء".
ودعت اليونيسف إلى اتخاذ عدد من الإجراءات وهى جعل الأطفال في لبنان أولوية، واحترام حقوقهم الأساسية وإتاحتها وجعلها من المسلمات الثابتة. وتشمل تلك الحقوق وصولهم الى الصحة والغذاء السليم وحمايتهم من العنف بما في ذلك سوء المعاملة والإستغلال.
وحثّ القادة في لبنان على التخلي عن خلافاتهم السياسية والعمل معا لتشكيل حكومة تخدم المجتمعات والشعب اللبناني كله، وتعمل من أجل وضع البلاد على طريق الإنتعاش وتحقيق العدالة الى الأسر المتضررة من الإنفجار ومحاسبة المسؤولين.
وإستمرار تقديم الخدمات العامة، ويشمل ذلك توفير المياه والتعليم والرعاية الصحية الى الأطفال والمجتمعات في شكل عام. ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا من خلال الحكم الرشيد والأنظمة العامة المرنة حتى في أسوأ حالات الأزمات والصدمات. على سبيل المثال لا الحصر، حيث يتعرض 75 في المئة من الاسر في البلاد الى خطر عدم حصولهم على المياه.
ودعت اليونيسف إلى بناء نظام وطني مستدام للمساعدة الإجتماعية، بما في ذلك إتاحة وصول الأسر المحتاجة الى مساعدات نقدية على أن يغطي النظام الاسر الضعيفة التي لديها أطفال صغار وأشخاص من ذوي الإعاقة أو ممن تجاوزوا سن السبعين.
إجراء تحقيق ذات شفافية وثقة عاليتين لتحديد سبب الانفجار ومحاسبة المسؤولين عنه وتحقيق العدالة للأسر المتضررة بما في ذلك أولئك الذين فقدوا أحبائهم.