رأس السنة الهجرية.. الرسول هاجر فى ربيع الأول فلماذا بدأ التقويم فى محرم؟
استطلعت دار الإفتاء المصرية هلال شهر محرم لعام 1443 هجرياً بعد غروب شمس أمس الأحد، الموافق 29 من شهر ذى الحجة لعام 1442 هجريا، وأعلنت دار الإفتاء المصرية، أن اليوم الاثنين هو أول أيام شهر المحرم لعام 1443هـ، وبداية العام الهجرى الجديد.
وحول سبب البحث عن تاريخ للمسلمين، فيشير الباحثون إلى أنه أتى إثر ورود خطاب لأبى موسى الأشعري، أمير البصرة فى السنة السابعة عشرة فى خلافة عمر، مؤرخاً فى شهر «شعبان»، فأرسل إلى الخليفة عمر، يقول: "يا أمير المؤمنين تأتينا الكتب، وقد أرخ بها فى شعبان ولا ندرى هل هو فى السنة الماضية أم السنة الحالية".
وبحسب المصادر الإسلامية التى تحدثت عن الرواية، جمع عمر بن الخطاب، الصحابة، ليضعوا حلاً للمشكلة، فكان عدد من الآراء، حيث قال البعض: «نؤرخ من مولد الرسول، واقترح البعض الآخر بالأخذ بتاريخ وفاته، فى حين قال البعض الآخر بالأخذ بهجرته، فكان الرأى الأغلب».
واستشار الخليفة عمر بن الخطاب، اثنين من الصحابة، هما «عثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب»، فأقراه، وبذلك انطلقت السنة الهجرية من هجرة الرسول التى توافق 622 للميلاد، لتصبح السنة الأولى فى التاريخ الهجري.
من الأخطاء الشائعة اعتقاد البعض أن هجرة النبى محمد كانت فى شهر المحرم، بل إن البعض يعتقد أن وصول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة قادماً من مكة المكرمة كان فى غرة محرم الحرام، كما جاء فى عدد من المصادر والأعمال الأدبية والفنية؟، مثل فيلم الرسالة أن بداية حساب التاريخ الهجرى بدأت مع أول يوم من محرم من العام الهجرى الأول.
وحول بداية السنة الهجرية، كان هناك عدد من الآراء فى ذلك، حيث رأى البعض أن يكون شهر رمضان بداية للعام الهجري، واعتمد الخليفة عمر بن الخطاب "محرم"، لأنه منصرف الناس من حجهم فاتفقوا عليه تكون بداية السنة الهجرية من محرم وتنتهى بذى الحجة.
والصحيح بحسب كتاب "إبحار فى روائع أمهات الكتب" للكاتب حازم خالد، فإن المؤرخ شمس الدين الذهبى يبدأ تاريخه فى كتابه الموسوعى "تاريخ الإسلام" بشهر ربيع الأول وهو شهر الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة، وأسقط من تأريخه شهرى المحرم وسفر لأنهما سابقان على الهجرة، والغريب أنه أرخ للسنة الهجرية الثانية ابتداء من نفس الشهر ربيع الأول، بينما بدأ السنة الثالثة من شهر المحرم، وأرخ فى الجزء للسنوات الهجرية الأولى والغريب أنه أكمل السنة العاشرة بشهرى محرم وصفر وهما مطلع السنة الحادية عشرة ووقف عند شهر ربيع الأول، الذى توفى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، ويبدو أن الأمام الذهبى اعتبر هجرة الرسول فى ربيع الأول بداية التاريخ الإسلامى.
وبحسب كتاب "بهجة النفوس والأسرار فى تأريخ دار هجرة النبى المختار صلى الله عليه وسلم" للشيخ أبى محمد عفيف الدين عبد الله بن عبد الملك المرجانى، فإن الرسول قدم إلى المدينة صباح يوم الاثنين 12 ربيع الأول.