أبو بكر الصديق في الشيخان.. ما ذكره عميد الأدب العربى طه حسين بكتابه الشهير
في كتابه الشيخان يتناول عميد الأدب العربى طه حسين من منظور تاريخي مسيرة الخليفتين الأولين لرسول الله صلى عليه وسلم أبو بكر الصديق وعمر ابن الخطاب وكيف واجها الأخطار التي كانت تحدق بالدولة حديثة العهد في شبه الجزيرة العربية وكيف عاش المسلمون في عهد الصحابيين الجليلين.
يقول طه حسين في كتابه الشيخان عن أبى بكر الصديق: "لم يواجه أبو بكر في أول عهده بالخلافة ردة المانعين للزكاة، وكفر التابعين لمن تنبأ من الكذابين فحسبن وإنما واجه في الوقت نفسه تأهب العرب من نصارى الشام للمكر به والكيد له والغارة عليه".
ويضيف:"في هذه الظروف استلم الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه زمام الحكم فإذا به أمام نار مضطربة في الجزيرة العربية كلها... غير أن أزمات الحكم اشتدت أيضاً عند تسلم الإمام عمر بن الخطاب لخلافة المسلمين وهذا ما دعا عمر رضي الله عنه إلى القول عن أبي بكر بعد استلامه للخلافة أنه أتعب من بعده".
ويتابع:"ليس من شك في أن عمر كان أشد من أبي بكر إتعاباً لمن جاء بعده، مسيرة هذين الإمامين قد نهجت للمسلمين في سياسة الحكم، وفي إقامة أمور الناس على العدل والحرية والمساواة، نهجاً شق على الخلفاء والملوك من بعدها أن يتبعوه".
ويتطرق إلى الأزمة الكبرى التي ظهرت عقب موت الرسول صلى عليه وسلم وشك البعض في موته ووقوف أبى بكر الصديق لمن شككوا في موته حيث يقول:"فإذا فكرت في أبى بكر كان أحب الناس إلى رسول الله، و كان رسول الله أحب الناس إليه، عرفت كيف وقعت المحنة في نفس أبى بكر،ولكنك تعلم كيف خرج أبو بكر من هذه المحنة دون أن تضطرب لها نفسه، ودون أن يجد الضعف والريب إلى نفسه سبيلا، وترعف كيف استطاع أن يرد المسلمين الصادقين إلى أنفسهم، أو يرد أنفسهم إليهم، حينما تلا عليهم هتاتين الآيتين الكريمتين، وهما قول الله عز وجل في سورة آل عمران: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل انقلبت على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين".