دراسة: الصداع النصفى يُقلل من خطر الإصابة بداء السكرى من النوع 2 بنسبة 30%
السكري من النوع 2 هو حالة تتميز بارتفاع نسبة السكر في الدم ومقاومة الأنسولين الهرمون المسئول عن تنظيم السكر في الجسم، وقد توصلت دراسة جديدة إلى أن أولئك الذين يعانون من الصداع النصفي لديهم مخاطر أقل بشكل ملحوظ للإصابة بهذه الحالة، في حين أن أولئك الذين يصابون بمرض السكري يصبحون أقل عرضة للصداع النصفي، وفقًا للتقرير المنشور بموقع "إكسبريس".
توصلت دراسة جديدة أجراها مجموعة من الباحثين بجامعة تينيسي الأمريكية، إلى وجود صلة مثيرة للاهتمام بين الصداع النصفي ومرض السكري من النوع 2، حيث تقول إن الأشخاص الذين يصابون بالصداع النصفي هم أقل عرضة للإصابة بالسكري من النوع 2، في حين أن بعض الأشخاص الذين يصابون بمرض السكري يصبحون أقل عرضة للصداع النصفي.
أفاد العلماء الذين يدرسون العلاقة بين هذه الحالات كيف يمكن للببتيدات الموجودة في الجهاز العصبى والتي تسبب آلام الصداع النصفي أن تؤثر على إنتاج الأنسولين، ربما عن طريق تنظيم كمية الأنسولين المفرز أو عن طريق زيادة عدد خلايا البنكرياس التي تنتجها.
من جانبه، قال الدكتور ثان دو، الباحث الرئيسي للدراسة إن "الصداع النصفي يحدث في الدماغ، بينما يرتبط مرض السكري بالبنكرياس، وهذه الأعضاء بعيدة عن بعضها البعض".
أوضح الدكتور ثان دو أنه تم العثور على الببتيدات المسببة للصداع النصفى، في البنكرياس ويؤثر على إطلاق الأنسولين من خلايا بيتا، حيث ينظم الأنسولين مستويات السكر في الدم من خلال مساعدة الخلايا الأخرى في الجسم على امتصاص الجلوكوز وتخزينه أو استخدامه للحصول على الطاقة.
وفي مرض السكري من النوع 2، تصبح هذه الخلايا الأخرى مقاومة للأنسولين وأقل قدرة على امتصاص الجلوكوز، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
وكشفت دراسة أخرى شملت 74000 امرأة فرنسية عن نتائج غير متوقعة تتعلق بالصداع النصفي ومرض السكري من النوع 2، حيث وجدت الدراسة أن النساء اللاتى أبلغن عن معاناتهن من الصداع النصفى كان لديهن خطر أقل بنسبة 30% للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وقال فريق البحث بقيادة جاي فاجيرازي من المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية في فيلجويف بفرنسا، إن النتائج مفاجئة لأن الصداع النصفي "مرتبط بمقاومة الأنسولين"، وهي الحالة الأيضية التي تكمن وراء داء السكري من النوع الثاني.
حتى الآن، لا تزال أسباب حدوث الصداع النصفي غير مفهومة جيدًا، حيث تقول إحدى النظريات أنها قد تنتج عن تغيرات كيميائية في الجسم تؤثر على الأعصاب والأوعية الدموية القريبة من الدماغ.
قد تلعب التغيرات الهرمونية دورًا في الصداع النصفي، ومن المحتمل أن يكون هذا عاملًا وراء انخفاض خطر الإصابة بالصداع النصفي لدى مرضى السكري.