سفير طاجيكستان بالقاهرة: مصر دولة محورية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
قال سفير جمهورية طاجيكستان لدى مصر ضراب الدين قاسمي، إن العلاقات بين بلاده ومصر تتسم بالصداقة والتعاون، واصفا إياها بأنها متعددة الأوجه وتتعزز وتتوسع باستمرار.
وأضاف في كلمته بمناسبة عيد الاستقلال الـ٣٠، إن مصر باعتبارها من الدول المحورية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تحتل مكانة مهمة في السياسة الخارجية لجمهورية طاجيكستان.
وأكد أن هناك الكثير من القواسم المشتركة والتشابه بين البلدين، مثل التاريخ العريق والثقافة الغنية، فضلاً عن المشاركة النشطة والدعم لبعضهما البعض في القضايا الدولية والإقليمية. كلا البلدين يدافعان بنشاط عن السلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم ويتفاعلان بشكل مثمر في مكافحة الإرهاب والتطرف.
وأضاف قائلا "لدينا العديد من الخطط والنوايا المشتركة مع أصدقائنا المصريين في المستقبل القريب، والتي نأمل أن تعزز التعاون الثنائي بشكل أكبر ، خاصة في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والسياحة وغيرها."
وذكر في كلمته إن طاجيكستان أعلنت استقلالها في 9 سبتمبر 1991 ، وهي تتطور منذ 30 عامًا كدولة مستقلة ذات نهجها الخاص، والمعترفة بالقيم الإنسانية العالمية والحامية للمصالح الوطنية.
وأضاف أن السنوات الأولى للاستقلال كانت صعبة للغاية و فترة امتحانات خطيرة لشعبنا. ومع ذلك، خلال هذه الفترة التاريخية القصيرة، تحول بلدنا من " دولة ممزّقة بالحرب" إلى دولة نامية وتقدمية ونشيطة. لقد حققنا كل هذا بفضل السياسة الرشيدة والبعيدة النظر لمؤسس السلام والوحدة الوطنية - زعيم الشعب، رئيس جمهورية تاجيكستان، إمام علي رحمان المحترم ، بدعم فعال من قبل شعبنا والمجتمع الدولي و خاصة من قبل أقرب شركائنا وحلفائنا.
وتابع قائلا "نحن فخورون بأن تجربة إرساء السلام وإعادة إعمار الدولة بعد الحرب في تاجيكستان معترف بها اليوم كنموذج فريد و مثالي لبناء السلام في العالم. و هي تجربة مفيدة للغاية، خاصة في الوضع الحالي في أفغانستان المجاورة لنا.
في فترة تاريخية قصيرة، لم نتجاوز فقط عن العديد من صعوبات الحرب الاهلية وما بعد الحرب، بل وضعنا أيضًا أساسًا قويًا وموثوقًا للتنمية المستدامة. و قد شكّل استقلال الدولة نقطة تحول في مصير الشعب التاجيكي وأرسى أساسًا متينًا لمرحلة تاريخية جديدة نوعًا. وضعت المرحلة الجديدة أمام قيادة وشعب تاجيكستان إنجاز مهمة تاريخية بالغة الأهمية وهي إنشاء دولة متحضرة وحديثة تلبي مصالح الشعب والبلد. على سبيل المثال، أكد رئيس الدولة ، زعيم الشعب إمام علي رحمان ، أن أحد أهم إنجازات استقلالنا هو الحصول على دولتنا ، وهي في الأساس ديمقراطية وقانونية وعلمانية وذات توجه اجتماعي."
ولفت إلى أن بلاده كنت البادئ بعديد من مبادرات عالمية في مجال المياه النقية. وبفضل هذه المبادرات، حصلت تاجيكستان على اعتراف كدولة مضيفة لأجندة الأمم المتحدة للمياه على مدى العقود الاخيرة و تُعرف هذه الإجراءات في جميع أنحاء العالم باسم "عملية دوشانبي".
بالإضافة إلى ذلك ، تعتبر طاجيكستان أيضًا من الدول الرائدة في العالم في مكافحة الإرهاب والتطرف وتهريب المخدرات. ولهذا منذ اكثر من عشرين سنة تستضيف تاجيكستان الكثير من اجتماعات ومؤتمرات و قمم ذات الاهمية العالمية، بما في ذلك القمة الخامسة لمجلس رؤساء دول مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا CICA)) (في يونيو 2019)، على حد قوله.
وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى أنه في العام الحالي 2021 ، تترأس جمهورية طاجيكستان منظمة شنغهاي للتعاون و هي الرئاسة الثالثة لبلدنا فيها، والتي تتزامن الذكرى العشرين لتأسيس هذه المنظمة، وتقام تحت شعار "20 عامًا من المنظمة: التعاون من أجل الاستقرار والازدهار".
وأكد أنه خلال رئاستها في منظمة شنغهاي للتعاون ، تسعى جمهورية طاجيكستان إلى تعزيز الصداقة وحسن الجوار بين الدول الأعضاء في المنظمة ، وتعزيز السلام والأمن والاستقرار في المنطقة ، وتوسيع التعاون في التجارة والاقتصاد والثقافة ، وتحسين الارضية القانونية التعاون المثمر. خلال رئاسة تاجيكستان في منظمة شنغهاي للتعاون، ينعقد اكثر من مائة حدث و معظمها يقام في بلدنا.
في يومي 16 و 17 سبتمبر 2021، ستعقد قمة رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة دوشانبي ، والتي ستساهم في حل أهم المهام التي تواجه المنطقة و العالم اليوم.
وقال "و من بين القرارات التي سيتم تبنيها في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في دوشانبي ، منح صفة شريك الحوار لجمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ، والتي تمت الموافقة عليها في اجتماع وزراء الخارجية في يوليو الماضي في دوشنبي. مغتنما هذه الفرصة، أود أن أهنئ هذين البلدين الصديقين بحصولهما على هذه الصفة في منظمة شنغهاي للتعاون."
وفي الوقت نفسه ، تترأس تاجيكستان أيضًا منظمة معاهدة الأمن الجماعي ، التي ستعقد قمتها نفس الزمان أيضًا في مدينة دوشانبي ، والتي تؤكد مرة أخرى على دور ومكانة ومساهمة تاجيكستان في حل المشكلات الإقليمية والعالمية.
وعن الوضع في أفغانستان، قال إنها من أقرب جيراننا وأن أولويات رئاسة بلاده في منظمة شنغهاي للتعاون ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي ، تعزيز السلام والاستقرار في هذا البلد وحسن الجوار معه.
وأكد أن طاجيكستان تؤيد تشكيل حكومة شاملة و جامعة لأفغانستان ، مع مراعاة مصالح جميع شعوب البلاد ، بما في ذلك الطاجيك ، الذين يشكلون أكثر من 46٪ من عدد سكانها.