الكاتب الصحفى عبد الناصر محمد .. يكتب .. حكاية حوار مع ” شهبندر ” التجار
فى يوم شتوى من عام 1998 وفى أحد أيام شهر رمضان المعظم حين كنت أعمل محررا بالقسم الإقتصادى بجريدة الأحرار فوجئت بالدكتور صلاح قبضايا - رحمه الله- رئيس التحرير يقوم بإستدعائى على وجه السرعة ويكلفنى بعمل حوار سريع مع الحاج محمود العربى رئيس مجموعة شركات العربى ورئيس الغرفة التجارية بالقاهرة والنائب بمجلس الشعب الذى رحل عن دنيانا منذ قرابة ساعتين والمعروف بجرأته وعدم خشيته من قول الحق مهما كانت عواقب الأمور والعجيب أن قبضايا كان يريد الحوار قبل طباعة العدد أى قبل الفطار الذى كان يحين موعده الساعة الخامسة .
حاولت إجراء الحوار تليفونيا ولكن هذا الأمر تعذر ولكننى علمت أن العربى فى مكتبه بالغرفة التجارية بالقاهرة .. على الفور إنطلقت إلى الغرفة فى مكانها الحالى بميدان باب اللوق وكانت الساعة تقترب من الثالثة عصرا وطلبت مقابلته ولكن أخبرنى مدير مكتبه أن هذا الأمر مستحيل لأن العربى سوف ينهى إجتماعا ويعود إلى منزله للإفطار ونظرا لأن الصحفى لابد أن يتم مهمته مهما كانت الأسباب فقد ألححت فى لقائه حتى لمجرد السلام عليه وبما أنه كان رحمه الله طيبا نقيا لا يتسبب فى إحراج أحد فقد وافق على المقابلة لمجرد السلام ودخلت غرفته وبادر بإستقبالى بوجهه البشوش الذى ترتسم عليه إبتسامة رقيقة وأخبرته بأمر الحوار ولكنه إعتذر وقال نحدد موعد باكر نظرا لظروف الإفطار ولكنى ألححت عليه لإجراء الحوار الآن فأعتذر لأنه سوف يغادر الغرفة إلى مقر منزله بمصر الجديدة بجوار القصر الرئاسى فطلبت منه أن أذهب معه وإجراء الحوار فى السيارة.
إبتسم الرجل الجميل ووافق على الأمر ولكنه إشترط على أن أفطر معه فوافقت حتى أجرى الحوار وبالفعل قمت بإجراء حوار دسم وساخن حول كل الأوضاع التجارية والسياسية وأذكر أن العربى حذر من حدوث ثورة جياع بسبب الأوضاع الإقتصادية المتردية التى كانت تمر بها البلاد فى تلك الفترة .. وأنهيت حوارى معه فى فيلته لتحية أسرته ولكنى إعتذرت لأحد أفراد أسرته لعدم قدرتى على الإفطار حتى يتم تسليم الحوار قبل طباعة العدد كما كلفنى رئيس التحرير.
رحم الله الحاج محمود العربى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
كاتب المقال الكاتب الصحفى عبد الناصر محمد مدير تحرير موقع بوابة الدولة الاخبارية .. والخبير فى الشأن الاقتصادى