قصيدة فى منهج الصف الرابع الابتدائى منسوبة لـ أمير الشعراء” بالخطاء”
أثارت قصيدة الموجودة ضمن منهج اللغة العربية للصف الرابع الابتدائى لهذا العام ضجة كبيرة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، والتى كتب تحتها مؤلفو الكتاب أنها من تأليف أحمد شوقى، وأتبعوا القصيدة بصورة لأمير الشعراء، وهى في الحقيقة من تأليف المهندس وحيد حامد الدهشان.
وقال الشاعر فتحى عبد السميع إن قصيدة "فى حب مصر" إن أول من اكتشف هذه القصة هو الدكتور أيمن تعيلب أستاذ النقد الحديث بجامعة قناة السويس.
وقال الشاعر والناقد أحمد سراج عبر صفحته على فيس بوك تحت عنوان "عجائب الأيام هل أحمد شوقي سارق"، وهذه القصيدة ليست لأحمد شوقي بل للشاعر وحيد الدهشان..هذا النص ليس موجودًا في ديوان الشوقيات ولم يسند لشوقي من قبل.. السؤال بناء على ماذا تم إسناده لشوقي"، مستكملا: "أليس من المحزن أن يتم تأليف كتاب (مدرسى) من خلال لجان عالمية كوكبية وتراجعه جهابذة المناهج وأساطينه ثم يكون هكذا".
وتابع أحمد سراج: ثم أن أحمد شوقى لم يولد فى 1869 وإنما هناك تاريخان 1868 و 1870 ويذهب بعض مؤرخى الأدب إلى أن شوقى ولد في الثاني، لكن الخديوي توفيق عدَّل تاريخ ميلاده لكي يستحق البعثة".
ومن جانبه قال الدكتور أيمن تعيلب أستاذ النقد الأدبى الحديث والعميد السابق لكلية الآداب جامعة السويس وصاحب المنشور الذى أثار الضجة: عندما دعتنى ابنتى سماء ذات الثمانى سنوات وهى طالبة فى الصف الرابع الإبتدائى هذا العام 2021 ـــ 2022 إلى ضرورة قراءة وشرح قصيدة شعرية مقررة عليها فى الكتاب المدرسى، كنت فى مكتبى أقرأ رسالة دكتوراه لأحد طلابى تمهيدا لمناقشته قريبا بإحدى كليات الآداب، تركت رسالة الدكتوراه على الفور بسبب إلحاح ابنتى، وما إن أمسكت بالكتاب وبدأت أقرأ النص حتى أحسست بضيق شديد واستفزاز أشد، وجدت قصيدة عنوانها (فى حب مصر) ثم كتب تحتها مؤلفو الكتاب المدرسى أنها من تأليف الشاعر أحمد شوقى أمير الشعراء، ثم أتبعوا القصيدة بصورة لأمير الشعراء، وتعريف مختصر مخل كل الخلل عن شوقى، لكننى بعد قراءتى القصيدة شككت تماما أن يكون هذا أسلوب أحمد شوقى فى الشعر فأنا أستاذ جامعى بجامعة السويس وتخصصى فى النقد الأدبى الحديث وأظن أن هذا كاف وحده أن أكون متمرسا بطعم أسلوب أحمد شوقى، رجعت على الفور إلى ديوان شوقى وكان على بعد مترين من يدى فى مكتبتى.
وأضاف أيمن تعيلب "فى الحقيقة اشتعلت غضبا واتصلت على الفور بصديقى القديم الدكتور محمد غنيم الموجه العام للغة العربية بمحافظة الشرقية لأنه صديق دراسة أولا وكاتب أديب مبدع ثانيا يتمتع بالخلق الجم والعلم الوافر ومعروف بغيرته الشديدة على أبنائنا ووطنيته مشهود بها فى عمله العام، حكيت له ماحدث فتوجع مثلى ووعدنى بأنه سينهى هذا الخطأ الجسيم، دون إحداث أى ضجيج أو صخب حول ما حدث".
ومن جانبه عقب الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، فى تصريحات لـه ، قائلا: إن القصيدة المتداولة فى كتاب للصف الرابع الابتدائي لأحد الشعراء، والمنسوبة للشاعر أحمد شوقى بالخطأ، لا توجد في الكتاب المدرسي الصف الرابع والكتاب لا يزال في الطباعة حتي الآن.
وتابع وزير التعليم "لا أعلم من أين يأتى الناس بهذا الكلام، والكتاب في المطبعة وليس به مثل هذا، والصور المتداولة عبارة عن كتب خارجية، وليست رسمية".
تقول كلمات القصيدة المقررة على الصف الرابع الابتدائى:
يا مصرُ، حبكِ في الفؤادِ كبيرُ وله أريجٌ طيبٌ وعبيرُ
هو دوحةٌ أغضانُها كعروقِنا يمتدُّ فينا عطرُها المسحورُ
هو ذلكَ الجبل الأشمُّ كمجدنا رغمَ الزوابع راسخٌ ووقورُ
هو شمسُنا الخضراءُ من أنوارها لا يستقرُّ بأرضنا دَيجورُ
يا مصرُ، يا أرض السماحةِ والندى يا واحةً يسعى لها المقهورُ
في وجهها للزائرينَ بشاشةٌ ورحابةٌ ومودةٌ وسرورُ
في حضنِها دفءُ الأمانِ لخائفٍ بالحقِّ يُجبرُ عندها المكسورُ
في عُسْرها جادَت وكمْ ذي عُسرةٍ بلغَ الذُّرا وتقهقرَ الميسورُ
يا مصرُ، كم أدمى فؤادكِ حاسدٌ أو جاهلٌ متعاقلٌ موتورُ
ولكم عفوتِ تكرمًا عن شاردٍ فأتى إليكِ وذنبه مغفورُ
يا مصرُ، يا مهدَ الحضارةِ والهدى وترابُ أرضكِ مؤمنٌ وطهورُ
كم شدتِ في دنيا العلومِ منارةً يكفيكِ هذا الأزهرُ المعمورُ
فيك المآذنُ والقباب شموخُها يبقى وسعيُ المارقينَ يبورُ
يجتثُّ ما غرسوا ويذبلُ ذكرهمْ ويخوض فيهم ماردٌ مأجورُ
يا مصر، يا أرضَ المروءةِ والنُّهى مهما علا واستكبرَ المغرورُ
من فيض نِيلكِ أينعتْ عَبر المدى رغمَ الأنوف براعمٌ وزهورُ
الشعر باسمكِ في الثُّريا سابحٌ والشعرُ في مدحِ الطغاة حقيرُ
يا مصر، لسنا الأدعياءَ، وحبُّنا فيه التُّقى، وعطاؤنا موفورُ
يا مصر، نحن الأوفياءُ ودربُنا دربُ الهداةِ، وسِفرنا منشورُ
الصدقُ شيمتهُ وسرُّ بقائهِ ويشعُّ من ألقِ الحروف النورُ
ولأنتِ يا مصرُ الحبيبةُ أمُّنا لك - يا أبيَّةُ - لا عليكِ نثورُ
أنت التي تحمِي العقيدةَ، سيفُها في وجهِ أصحاب الفرى مشهورُ
أجنادُها عند السلام حمائمٌ ولهم إذا احتدمَ الصراع زئيرُ
يا ربِّ، بارك مصرَنا ما أشرقَت شمسُ الحياةِ وزقزقَ العصفورُ.