قرية في قلب الدلتا تنتج نصف الزيوت العطرية بالعالم
يفوح عبق الياسمين على قرية شبرا بلولة المصرية حيث يتم إنتاج أكثر من نصف العجينة الخاصة باستخراج عطر الياسمين في العالم، ويتم جمع الياسمين من الحقول المصرية لتحضير العطور في أحد أهم البلدان المنتجة للياسمين.
وحسب أحد المواقع، قال أيمن الشبراوي، صاحب أحد مصانع إنتاج العطور: "تشتهر القرية بزراعة الياسمين وتتميز بصناعة عجينة الياسمين والزيوت العطرية الناتجة عن أزهار البنفسج واللارنج واليوسفي والعطر والريحان، وتقوم مصر بتصدير منتجاتها للدول الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا المشهورة بالعطور".
وأكد أن السوق المحلية ليس بها مكان لهذه الصناعة لكونها تعتمد على العطور المستخدم فيها الكيماويات، موضحًا أن جودة منتج عجينة الياسمين في طريقه للانحدار، وأرجع ذلك إلى أن الفلاح يقوم بخلط الياسمين بالمياه لمضاعفة الوزن، عندما يقوم بتوريده لصاحب المصنع، وبالتالي يتم رفضه من قبل الدول المستوردة، والتي تقوم بأخذ عينة من المنتج وتحليلها كيميائيا قبل استيراده للتأكد من نقائه وخلوه من أي كيماويات.
مصر وفرنسا
وبلغ موسم قطف الياسمين أوجّه في فرنسا، بين منطقتي الألب والبحر المتوسط، لإعداد عطر "شانيل" الشهير "نوميرو سانك" الأكثر مبيعا في العالم الذي يحتفى هذه السنة بالذكرى المئة لإطلاقه.
ولم تعد الزهور البيضاء الصغيرة للنبتة المعروفة علميا باسم "ياسمينوس غرانديفلوروم" تزرع سوى في نحو عشر مزارع في محيط مدينة غراس الفرنسية، مهد صناعة العطور.
وكشف وكيل وزارة الزراعة بالغربية أن موسم حصاد الياسمين طويل ويبلغ نحو 4 أشهر يبدأ من شهر يونيو حتى شهر أكتوبر من كل عام.
وأوضح الدكتور خالد أبو شادي، أن العامل يقوم بحصاد الياسمين بداية من الساعة الواحدة صباحا حتى الساعة السادسة صباحا ويجمع نحو كيلوجرام واحد.
وتابع أن إجمالي حصاد الفدان في الموسم الواحد يبلغ 6 طن ياسمين، موضحا أن 40% من إنتاج زهرة الياسمين يكون من محافظة الغربية وهناك حوالي 600 فدان وتستحوذ قرية «شبرا بلولة» على 245 فدان.
تتفتّح في الليل وتُقطف في النهار.
وقطفها من شجيرات القانة مهمّة شاقة تنجزها نساء بنسبة 90% يحنين الظهر أو ينخفضن تحت أشعّة الشمس الحارقة لجني الزهور يدويا في حركة تتكرّر آلاف وآلاف المرّات، إذ يتطلّب الأمر جمع 8 إلى 10 آلاف زهرة لتشكيل كيلوجرام واحد.
وتقول كوليت مول البالغة من العمر 50 عاما التي تزرع عائلتها هذه النبتات الفوّاحة منذ العام 1840 وبشكل حصري لدار "شانيل" منذ 1987 على مساحة تمتدّ على 20 هكتارا هي قيد التوسّع "الياسمين رقيق جدّا".
ويستمرّ موسم قطف الياسمين من يوليو إلى أكتوبر ويأتي الجزء الأساسي من العمّال الموسميين الذين يتراوح عددهم بين 40 و50 شخصا "كلّ سنة"، بحسب مول.
وتساعدهم في مهمّتهم أسر بلغارية تجتذبها الرواتب المقدّمة في فرنسا حيث يساوي الحدّ الأدنى للأجور أربع مرّات ذاك المقدّم في بلدها، فضلا عن العلاوات على المحاصيل.
ويقول فابريس (56 عاما) زوج كوليت "يتطلّب الأمر الكثير من الصبر والمرونة وخفّة اليد"، مشيرا إلى أن الزهرة خفيفة جدّا "لدرجة أنكم قد لا تشعرون بها عند إمساكها باليد".