بمشاركة عربية ضعيفة انطلاق أكبر معرض للدفاع والأمن في العالم..والسعودية تتجه لإتاحة 40 ألف فرصة عمل في الصناعات العسكرية
شهدت العاصمة البريطانية لندن انطلاق أكبر معرض تجاري للدفاع والأمن في العالم بمركز "لندن إكسل" للمعارض، بحضور أكثر من 850 من العارضين من مختلف مناطق العالم وشركات التصنيع العسكري.
وكانت للسعودية مشاركة بارزة في التعريف بمساعيها لتوطين الصناعات العسكرية وبخطط الإنتاج من خلال إبرام اتفاقيات مع شركات عالمية كبرى، إذ أكد محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية أحمد بن عبد العزيز العوهلي في حوار مع "اندبندنت عربية" أن تعزيز هذه الصناعة يأتي عبر توطين ما لا يقل عن 50 في المئة بالتعاون مع بقية الوزارات، موضحاً أن تشريعاً صدر وكان داعماً لهذا التوجه الاستراتيجي الذي سيوفر 40 ألف وظيفة مباشرة و60 ألف وظيفة غير مباشرة للقطاع.
الصناعة العسكرية العربية محدودة
وبسؤاله إذا كانت الدول العربية وصلت إلى مستوى من الاكتفاء الذاتي في الصناعة العسكرية، قال "إنه سؤال ربما لا تتوافر فيه الإجابة الكاملة لأن مستوى الدول العربية مختلف في هذه الصناعة، لكن يبقى هذا القطاع محدوداً في الوقت الحاضر"، منوهاً بأهمية تطوير القدرات العسكرية العربية في الاكتفاء الذاتي.
مشاركة واعدة
وعن مشاركة السعودية في معرض معدات الدفاع والأمن الدولي، أوضح محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية أن مشاركة بلاده تستهدف "التعريف بالفرص الاستثمارية الواعدة في القطاع ودعم المستثمرين وتسهيل دخولهم إلى سوق الصناعات العسكرية والأمنية السعودية، إذ تسعى منظومة قطاع الصناعات العسكرية في المملكة، ممثلة بالهيئة وشركائها من القطاعين الحكومي والخاص، إلى العمل على تحقيق الهدف الاستراتيجي وهو توطين الصناعات العسكرية في داخل السعودية بما يزيد على 50 في المئة من الإنفاق على المعدات والخدمات العسكرية بحلول 2030".
مشاركة "برؤية المملكة 2030"
وعلى هامش المعرض، أكد العوهلي أن المشاركة في معرض معدات الدفاع والأمن الدولي، تأتي أيضاً امتداداً لمساعي الهيئة في تمكين القطاع من تحقيق مستهدفاته التي حددتها "رؤية المملكة 2030" على نحو دقيق عبر خلق الشراكات النوعية ولقاء المستثمرين الدوليين المهتمين بالاستثمار في المملكة لمشاركتها مسيرة التوطين وتبادل المعارف والخبرات ونقل التقنية.
وقال محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية خلال مؤتمر صحافي على هامش المعرض: "بدأنا نحصد ثمار استراتيجية توطين الصناعات العسكرية بما يزيد على 50 في المئة من إنفاق السعودية على المعدات والخدمات العسكرية بحلول 2030، فخلال 3 سنوات، ضاعفنا نسبة التوطين من 4 إلى 8 في المئة... والقادم أفضل".
وأشار إلى أن الصناعات العسكرية "تُعتبر من القطاعات الواعدة والجديدة والمجال أمامها مفتوح لتحقيق نمو كبير خلال العقد المقبل، فما زالت السعودية في بدايات توطين الصناعات العسكرية للمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي وخلق الوظائف".
وشهد المعرض الذي يستمر حتى 17 سبتمبر (أيلول) الحالي مشاركة سعودية بارزة، من خلال حضور الهيئة العامة للصناعات العسكرية في السعودية (جي إيه إم آي) والسعودية للصناعات العسكرية (إس إيه إم آي).
وأشار إلى أن الصناعات العسكرية "تُعتبر من القطاعات الواعدة والجديدة والمجال أمامها مفتوح لتحقيق نمو كبير خلال العقد المقبل، فما زالت السعودية في بدايات توطين الصناعات العسكرية للمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي وخلق الوظائف".
وشهد المعرض الذي يستمر حتى 17 سبتمبر (أيلول) الحالي مشاركة سعودية بارزة، من خلال حضور الهيئة العامة للصناعات العسكرية في السعودية (جي إيه إم آي) والسعودية للصناعات العسكرية (إس إيه إم آي).
وأكد العوهلي أن الهيئة لديها خطط واضحة لتطوير الصناعات العسكرية في المملكة، مضيفاً أن هناك لقاءات واجتماعات خلال اليومين المقبلين مع إحدى الشركات الصناعية العالمية والمستثمرين، وهدفنا "ليس الاستثمار في حد ذاته ولكن الاستثمار مع نقل التقنيات المتقدمة والاستثمار في الأبحاث والتطوير".
ولفت إلى أن هناك توجيهاً واضحاً من ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان أنه "لا صفقة سلاح إذا لم تشمل محتوى محلياً"، وهذا هدف عظيم والمسؤولية تقع على الهيئة والشركاء في الوزارات العسكرية والأمنية والشركات الصناعية لتحقيق أهداف محددة في ما يتعلق بالتوطين خلال الأعوام العشرة المقبلة بناء على حاجات المملكة.
100 شركة محلية وأجنبية
وأضاف أن "هناك الآن 100 شركة محلية وأجنبية لتصنيع المنتجات العسكرية في السعودية، ويتم العمل مع جميع الشركاء سواء المحليين أو في الشركات العالمية والمستثمرين الدوليين لتوطين الصناعة".
وأشار العوهلي إلى أهمية الدعم لهذه الصناعة في بلاده، قائلاً، "تتوافر داخل السعودية فرص التمويل، كما تتوافر مدن صناعية عدة والمواد الخام والكوادر البشرية". وأكد أن "دعم الصناعات منذ عقود ماضية كان بارزاً في نجاح المنتجات العسكرية".
وبسؤاله حول الاستثمار في القطاع الإلكتروني العسكري أوضح أن "الصناعة العسكرية تعتمد بشكل أساسي على الإلكترونيات وهي عصبها، ونجاح هذا القطاع يعتمد على الذكاء الاصطناعي، وهذا ما تعمل عليه الهيئة باعتبارها الجهة المسؤولة عن توطين وتنظيم وتمكين قطاع الصناعات العسكرية".
حضور مكثف في أكبر المعارض العسكرية
وافتتح المعرض وزير المشتريات الدفاعية البريطاني جيريمي كوين بحضور عدد كبير من المسؤولين والمستثمرين في قطاع الصناعات العسكرية الدفاعية والأمنية من حول العالم.
وقال كوين إن "المعرض التجاري الدولي لمعدات الدفاع والأمن، سيقدّم بريطانيا إلى العالم في حقل الصناعات العسكرية والأمنية"، لافتاً إلى أهمية الابتكارات التكنولوجية والتقنيات البحرية والبرية والجوية التي تُعرض، ومن بينها تقنيات الذكاء الاصطناعي وقدرات الأتمتة وأسراب الطائرات من دون طيار تحت الماء، وأسلحة الطاقة الموجهة".
وأضاف أن الجيش البريطاني يمر حالياً بعملية تحديث تحصل مرة واحدة كل جيل. واستعرض أحد الأنظمة العسكرية الذكية التي كانت الأبرز، فقال إن النظام البريطاني "فيوتشر كومبات إير سيستم" أو "نظام الهواء القتالي المستقبلي"، ليس مجرد نظام فحسب، فهو من الجيل السادس ويحتوي على دماغ افتراضي وذكاء اصطناعي ومستشعرات جديدة للتعلم العميق وتقنيات اتصالات.
محاولة اعتراض
ومع انطلاق الحدث، لم تخلُ لندن من مظاهر الاعتراض، إذ رفعت مجموعة من النشطاء المناهضين للمعارض العسكرية وصفقات السلاح شعارات رافضة للحروب.