تراث حواري مصر.. من هو” أحمد عمر ”
يتساءل البعض عن أصل " أحمد عمر " هذا الاسم الذي كان يكثر على ألسنة المرأة الشعبية قديما في خصامها مع جارتها، أو في وصلة "ردح "، حيث تقول الردَّاحة لجارتها :" " نعم يا أحمد يا عمر" أو "اسم الله يا أحمد يا عمر"، وأحيانا تحذف اسم أحمد لتقول :" نعم يا عمر ، أو اسم الله يا عمر "، فمن هو أحمد عمر هذا ؟
يقال: إنه في عام 1920 سكن في أحد الحواري الشعبية بالدرب الأحمر شاب أسمر وسيم الملامح، اسمه أحمد عمر وافتتح مطعما صغيرا للفول والطعمية، وكان هذا الشاب يحب الحديث مع النساء اللائي يشترين منه الإفطار، وكان حلو المعشر والمنطق، فأغرى الكثيرات على أن بوحن بأسرارهن له وأسرار جارتهن، خاصة العلاقات مع الرجال، فكان يعرف طبيعة كل واحدة في الحارة وعلاقتها مع الرجال، وكانت له جارة عجوز هي صاحبة المسكن الذي يقطنه، فكان عندما يحرج من عدم سداد إيجار المسكن والمطعم يجلس معها ويعتذر ويظل يحدثها عن أسرار نساء الحارة؛ مما يجعلها تؤجل سداد الإيجار وهي سعيدة بالاستماع لهذه الأسرار، وحدث أن اشتبكت هذه العجوز مع جارة له تطاولت عليها فعيرتها العجوز بعلاقتها بأحد الرجال الذي يأتي إليها ليلا، فكذبتها المرأة على مرأى ومسمع من أهالي الحارة، فصاحت العجوز بأعلى صوتها " يا احمد يا عمر " تنادي عليه ليؤكد كلامها، وعندما وجد أحمد عمر رجال الحارة ونسائها مجتمعين لمعرفة ما يخفيه فر بنفسه هاربا من أعلى الأسطح، واستحت المرأة التي كانت تتشاجر مع العجوز واعتذرت لها، فكانت العجوز إذا تشاجرت مع إحداهن نادت بأعلى صوتها " يا أحمد يا عمر " لتعلمها أنها تعرف أسرارها فتنكسر المرأة وتعتذر للعجوز، فصارت كلمة تستخدم في الردح .