فيلم ”عودة الابن الضال” 45عامًا على الظهور الوحيدلـ ماجدة الرومى فى السينما
"عودة الإبن الضال" واحد من أجرأ وأشهر أفلام المخرج العالمى يوسف شاهين، ويعتبر علامة مميزة من علامات السينما المصرية الخالدة التى قدمت خلال القرن الماضى، فيمكن أن يقال أن أركانه كانت مكتملة كفاية لتدفعه لهذا النجاح، بداية من القصة واختيار الأبطال والإخراج حتى عرضه على شاشات السينما.
ويصادف اليوم الذكرى الـ45 على العرض الأول لفيلم "عودة الابن الضال" إذ عرض سينمائيا لأول مرة أمام الجمهور فى 24 سبتمبر عام 1976، وهو إخراج يوسف شاهين، وقصة صلاح جاهين ويوسف شاهين.
والفيلم بطولة مجموعة كبيرة من عمالقة السينما المصرية وقتها الراحلة هدى سلطان، والفنان شكري سرحان، والراحل محمود المليجي، والفنانة القديرة سهير المرشدي، وهشام سليم، ورجاء حسين، وأحمد محرز، وشهد الظهور الأول والأخير للنجمة اللبنانية ماجدة الرومى على شاشة السينما المصرية.
ويدور الفيلم حول الجد الخديوى الحائر بين ابنه الأصغر (على) الغائب، ذلك المهندس النموذجى، الذى يقاوم كل الإغراءات، وبين ابنه الأكبر (طلبة) الذى لم يستكمل دراسته، وقد صار طاغية فى القرية، وتسانده أمه المعروفة بقوة شخصيتها، فيما تنتظر (فاطمة) حبيبة (على) عودته بعد غياب 12 عاما كى ينقذها من حالة تمزق أصابتها، وعلى الجانب الأخر الحفيد (إبراهيم) الذى يحلم بالسفر إلى الخارج برفقة حبيبته (تفيدة) لدراسة التقنيات الحديثة، وبينما الجد الخديوى يذيع هذه الرغبة، فإن الأب طلبة يعارض، فيضع أهل البلدة آمالهم على عودة اﻹبن الغائب كى يخلصهم من بطش طلبة، وأخيرا يعود علي، لكن محطما ومغلوبا على امره، ويستسلم لسطوة اخيه الذى يلحقه بالعمل فى المعصرة، فيخيب أمل إبراهيم فى موقف عمه، ويعلم أنه لم يساعده فى السفر إلى الخارج للدراسة، ولكن يصطدم على مع طلبة عندما تعترف له فاطمة يوم زفافهما بأن طلبة أغتصبها، فتنشب معركة بين الشقيقين يموتان فيها، ويقرر إبراهيم السفر مع عائلة جارته وحبيبته (تفيدة)، كى يكمل دراسته الجامعية فى القاهرة .
ويعتبر الفيلم ذا طابع ملحمي حيث أفضى فيه صلاح جاهين كل مشاعره حيال الثورة وهزيمة 1967 وانتصار 1973، حيث يمثل حرب 1967 على أنها ناتجة عن استغلال رجال الرئيس ومن حوله لأحلامه، مما جعلها تنتهى بالهزيمة، كما وضح الفيلم فى النهاية أن على الشباب نسيان ما حدث والاستمرار فى الحلم وتحقيق هذه الأحلام داخل بلادهم.
وقد أوضح صلاح جاهين هذا فى واحدة من أروع الأغنيات "مفترق الطرق" التى غنتها ماجدة الرومى من ألحان كمال الطويل وتوزيع د.جمال سلامة وأوبريت الشارع لنا الذى اشترك فى تلحينه بليغ حمدى وسيد مكاوى، وغنته ماجدة الرومى، بالاشتراك مع ماهر العطار الذى قام بالأداء الصوتى لشخصية إبراهيم (هشام سليم) وأمين الموجى الذى قام بالأداء الصوتى لشخصية على (أحمد محرز) وأغنية (باى باى) التى غنتها ماجدة الرومى ولحنها سيد مكاوى.
وبحسب الناقد الفنى محمود عبد الشكور، فإن "عودة الابن الضال" هو الجزء الثالث من ثلاثية أَطلقتُ عليها "الحساب مع الآخر"، بدأت بفيلم "الاختيار" الذى يحاكم المثقفين، ثم فيلم "العصفور" الذى يتأمل أسباب كارثة يونيو، ثم "عودة الابن الضال" الذى يمكن أن يُقرأ من عدة زوايا؛ أوضحها الإقرار بفشل جيلين سابقين، بعد محاكمة قاسية للغاية، والانحياز بدلًا منهما لجيل شاب قادم.